الثلاثاء 28 شوال 1445 ﻫ - 7 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

اتهامات متبادلة بين طرفي الصراع في السودان.. وتمديد الهدنة 72 ساعة

تبادلت القوتان العسكريتان المتناحرتان في السودان الاتهامات بارتكاب انتهاكات جديدة لوقف إطلاق النار الذي أعلنت قوات الدعم السريع تمديده 72 ساعة بعد أن ينتهي‭‭‭ ‬‬‬سريانه منتصف ليل اليوم الأحد، مع استمرار الصراع الدامي للأسبوع الثالث رغم تحذيرات من الانزلاق إلى حرب أهلية كارثية.

وسقط مئات القتلى وآلاف المصابين منذ أن تحولت منافسة قديمة على السلطة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية إلى صراع في 15 أبريل نيسان.

وأعلنت قوات الدعم السريع تمديد الهدنة الإنسانية، التي كان من المقرر أن تنتهي عند منتصف ليل اليوم الأحد (2200 بتوقيت جرينتش)، لمدة 72 ساعة “استجابة لنداءات دولية وإقليمية ومحلية”. ولم يعلق الجيش على هذا الإعلان حتى الآن.

واستمر القتال بين الطرفين على الرغم من سلسلة اتفاقات لوقف إطلاق النار عبر تدخل وسطاء من بينهم الولايات المتحدة.

وقال صحفي من رويترز إن الوضع في الخرطوم، التي يقاتل الجيش قوات الدعم السريع المتمركزة في أحياء سكنية فيها، هدأ نسبيا صباح اليوم الأحد، وذلك بعد سماع أصوات اشتباكات عنيفة مساء أمس بالقرب من وسط المدينة.

وقال الجيش السوداني اليوم إنه دمر أرتالا لقوات الدعم السريع في أثناء تحركها من الغرب إلى الخرطوم. وقالت قوات الدعم السريع إن الجيش هاجم بالمدفعية والطائرات الحربية مواقع لها في عدة مناطق بولاية الخرطوم.

ولم يتسن لرويترز التحقق من صحة التقارير على نحو مستقل.

وفي محاولة على ما يبدو لإعطاء دفعة لقواته، قال الجيش أمس السبت إنه بدأ نشر وحدات من شرطة الاحتياطي المركزي بجنوب الخرطوم وسيتوالى نزولها تدريجيا في مناطق أخرى من العاصمة.

وقالت الشرطة السودانية إن شرطة الاحتياطي المركزي انتشرت لحماية الأسواق والممتلكات التي تعرضت للنهب. وحذرت قوات الدعم السريع شرطة الاحتياطي المركزي أمس السبت من أن تصبح طرفا في القتال.

وشرطة الاحتياطي المركزي هي فرقة كبيرة مدججة بالسلاح من الشرطة السودانية ولديها خبرة قتالية اكتسبتها من صراعات في دارفور بغرب البلاد وفي جبال النوبة في الجنوب.

وفي مارس آذار 2022، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على شرطة الاحتياطي المركزي متهمة إياها باستخدام القوة المفرطة ضد محتجين كانوا يتظاهرون في الخرطوم وأماكن أخرى رفضا لانقلاب عسكري في عام 2021.

’لا مفاوضات مباشرة’

أدى القتال الدائر في الخرطوم حتى الآن إلى انتشار قوات الدعم السريع في أنحاء المدينة في ظل محاولات الجيش لاستهدافها بضربات جوية في الأغلب مستخدما الطائرات المسيرة والمقاتلات.

ودفع الصراع عشرات الآلاف إلى الفرار عبر حدود السودان وأثار تحذيرات من احتمال تفكك البلاد مما يزعزع استقرار منطقة مضطربة بالفعل. كما دفع الصراع دولا أجنبية إلى المسارعة في إجلاء مواطنيها.

وقال مسؤولان أمريكيان إن الولايات المتحدة أرسلت سفينة تابعة لأسطولها لنقل مواطنيها وأعلنت بريطانيا أنها رتبت رحلة إجلاء جوية إضافية من بورتسودان على ساحل البحر الأحمر.

وتبدو احتمالات إجراء مفاوضات بين طرفي الصراع ضعيفة.

وقال فولكر بيرتس الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان للصحفيين في بورتسودان “لا مفاوضات مباشرة بل تحضيرات لإجراء محادثات” مضيفا أن دولا في المنطقة والعالم تتواصل مع الجانبين.

‭وكان بيرتس قد أبلغ رويترز أمس السبت بأن الجانبين صارا منفتحين بدرجة أكبر على التفاوض وعبر عن أمله في عقد اجتماع مباشر بين ممثلي الجانبين في أقرب وقت ممكن بهدف “تحقيق وقف منظم لإطلاق النار مع آلية للمراقبة”.

وقال قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان إنه لن يجلس أبدا مع قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي. وقال قائد قوات الدعم السريع بدوره إنه لن يبدأ التفاوض إلا بعد أن يوقف الجيش الأعمال القتالية.

وقالت وزارة الخارجية السعودية إن الوزير الأمير فيصل بن فرحان التقى مع مبعوث البرهان السفير دفع الله الحاج علي في الرياض. وتلعب الحكومة السعودية دورا في التوسط لوقف إطلاق النار.

وأضافت الوزارة أن الوزير “أكد على دعوة المملكة بالتهدئة وتغليب المصلحة الوطنية ووقف كافة أشكال التصعيد العسكري”.

مساعدات

ومع إعلان الأمم المتحدة أن 16 بالمئة فقط من المنشآت الصحية في الخرطوم تعمل بشكل طبيعي، قدمت اللجنة الدولية للصليب الأحمر ثمانية أطنان من المساعدات الطبية.

وقال باتريك يوسف المدير الإقليمي لمنطقة أفريقيا في اللجنة الدولية للصليب الأحمر “العاملون في مجال الرعاية الصحية في السودان يفعلون المستحيل إذ يعتنون بالجرحى في ظل عدم وجود المياه والكهرباء والإمدادات الطبية الأساسية”.

لكنه أضاف أنه في الوقت الذي جرت فيه الموافقة على وصول الإمدادات إلى الخرطوم فإن مفاوضات تجري مع الجانبين لتسهيل توصيلها داخل المدينة حيث تتعرض المستشفيات والقوافل وسيارات الإسعاف للهجوم.

وقُتل ما لا يقل عن خمسة من موظفي الإغاثة خلال القتال.

وكان ثلث سكان السودان البالغ عددهم 46 مليون نسمة بحاجة بالفعل إلى المساعدات الإنسانية حتى قبل اندلاع الصراع.

وأفسد الصراع خطة انتقال سياسي مدعومة دوليا بهدف إقامة نظام حكم ديمقراطي في السودان في أعقاب الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في 2019 بعد أن أمضى ثلاثة عقود في السلطة.

وقال السياسي السوداني البارز خالد عمر يوسف على تويتر إن الحرب لن تؤدي إلى جيش موحد أو انتقال ديمقراطي وإنه ليس هناك ما يضمن أن نظام البشير لن يعود إلى السلطة مرة أخرى.

وقالت وزارة الصحة إن 528 شخصا على الأقل قُتلوا وأصيب 4599 آخرون. وأعلنت الأمم المتحدة عددا مماثلا من القتلى لكنها تعتقد أن العدد الحقيقي أكبر من ذلك بكثير.