الأثنين 19 شوال 1445 ﻫ - 29 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

استياء شعبي في إيران بسبب دفاع خامنئي عن مسؤولين فاسدين

يرى مراقبون أن دعوات المرشد الإيراني علي خامنئي عبر وسائل الإعلام المقربة منه لمكافحة الفساد ليست هادفة إلى الإصلاح الجذري بل مجرد شعارات انتخابية و دعايات على سبيل الترويج في مناسبات بعينها.

أثار دفاع المرشد الإيراني علي خامنئي عن رئيس القضاء السابق صادق لاريجاني الذي تحوطه شبهات فساد خلال فترة توليه منصبه لمدة عقد كامل جدلا إعلاميا كبيرا.

واعتبر خامنئي في حديث مع مسؤولين قضائيين أورده موقعه الرسمي، السبت، أن لاريجاني الذي غادر منصبه في مارس/آذار 2019 كان أول من كافح الفساد في داخل وخارج السلطة القضائية، وفق قوله.

وأشار المرشد الإيراني إلى قضية “شبكة الرشوة” التي يحاكم فيها أكبر طبري، المساعد السابق لصادق لاريجاني، معربا عن تذمره ممن نعتها بالإهانة والظلم لبعض المسؤولين القضائيين الكبار السابقين، على حد تعبيره.

وطرح مستخدمون إيرانيون عبر وسائل التواصل الاجتماعي أسئلة حول دور صادق لاريجاني في قضية الفساد المالي المتورط بها مساعده السابق أكبر طبري وعشرات المسؤولين الآخرين.

وقال خامنئي في رد ضمني على التساؤلات إن “الشباب المؤمن لا ينبغي التعدي عليهم في هذا الصدد”.

يذكر أن أكبر طبري المعتقل في يوليو/ تموز 2019، أحد الشخصيات المقربة من لاريجاني رئيس القضاء السابق وأبرز المسؤولين القضائين خلال العقدين الماضيين.

واستنكر متابعون إيرانيون على الشبكات الاجتماعية دعم المرشد الإيراني لرئيس السلطة القضائية السابق الذي يتولي حاليا منصب رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام (يراقب قوانين البرلمان في إيران).

وأبدى خامنئي استياءا ضد انتقادات تعرضت لها عائلة لاريجاني في بعض وسائل الإعلام المحلية مؤخرا، غير أن الكاتب الصحفي الإيراني مجتبي نجفي وصف الأخير بـ”زعيم لصوص” خلال توليه رئاسة القضاء.

واعتبر نجفي في مقال له عبر موقع “سحام نيوز” المقرب من تيار الإصلاحيين في إيران، أن خامنئي يرى في انتقاد أحد المسؤولين الذين عينهم انتقادا له قبل أن يشير لملف الفساد داخل السلطة القضائية.

وربط الصحفي المعارض المقيم في أمريكا علي جوانمردي بين دفاع المرشد الإيراني عن رئيس القضاء السابق وصلة الأخير مع نجل الأول مجتبي خامنئي الذي تدور حول أدواره الكثير من علامات الاستفهام.

وأضاف جوانمردي في منشور عبر موقع “تليجرام”، الأحد، أن صادق لاريجاني يعد خزينة أسرار للنظام الإيراني وبالتالي يشكل تهديدا محتملا لخامنئي.

ويريد خامنئي اقتصار قضايا مكافحة الفساد على دوائر صغيرة من المتورطين والفاسدين في البلاد، حسبما يرى الصحفي المعارض.

وكشف موقع “إيران واير” (يديره صحفيون معارضون) في تقرير جديد له استند لوثائق مسربة أن خامنئي تدخل بصفة شخصية لإغلاق قضايا فساد متورط بها قضاة كبار بالسلطة القضائية.

وذكر التقرير أن المحاكم الإيرانية سجلت نحو 10 آلاف قضية فساد مالي متهم فيها مسؤولون قضائيون.

وتحدث المرشد الإيراني في سبتمبر/ أيلول 2019 عن مكافحة الفساد للمرة الأخيرة قبل دفاعه عن صادق لاريجاني، في دلالة على أن هذا الموضوع ليس بين قائمة أولوياته، حسب التقرير.

ويشرف خامنئي بشكل مباشر على السلطة القضائية الإيرانية التي يستشري فيها الفساد بشكل كبير، في حين لفت التقرير إلى أن مواقف المرشد الإيراني تجاه مكافحة الفساد هي العفو عن المسؤولين المقربين أو معاقبة الخارجين عن النظام.