الجمعة 19 رمضان 1445 ﻫ - 29 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الأسباب التي جعلت واشنطن تخيّب آمال أكراد العراق

طالما اعتبرت الولايات المتحدة الأكراد حليفاً قوياً حيث عملت واشنطن – طيلة سنين – على تدريب وتسليح قوات البشمركة التي رأتها جزءاً من تحالفها لهزيمة تنظيم داعش وطرده من الأراضي التي استولي عليها.

على هذا، كان من المتوقع أن تكون أميركا، تحت إدارة الرئيس دونالد ترمب، متعاطفة مع رغبة الأكراد التاريخية بالانفصال وإعلان الاستقلال، لكن التوقعات جاءت مخيبة للآمال و”ناسفة للحلم الكردي”، حيث أكد أكثر من مسؤول أميركي سابق وحالي لـ”العربية.نت” أن الإدارة أرسلت رسالة واضحة لا لبس فيها لإقليم كردستان بأن الوقت غير مناسب الآن لإجراء الاستفتاء وأن أولويات واشنطن هي في مكان آخر.

وأجرى مبعوث الرئيس #ترمب، بريت ماغيرك – الذي عمل أيضاً في إدارتي الرئيسين جورج بوش وباراك أوباما – عدداً من الزيارات المتواصلة لأربيل والتقى الرئيس مسعود بارزاني أكثر من مرة وتحدث معه بلهجة جلية لا لبس فيها فيها بأن واشنطن لن تدعم الاستفتاء وعلى الإقليم تأجيله في الوقت الحالي حسب أكثر من مصدر لكن بارزاني كان مصمماً.
أسباب واشنطن

يقول مسؤول عسكري سابق خدم في العراق لـ”العربية.نت” إن أهم الأسباب التي كانت وراء عدم دعم واشنطن للأكراد في مشروع الاستقلال هو تنظيم داعش، فهذه الإدارة (الأميركية) ترى أن الأولوية القصوى في العراق هي هزيمه التنظيم وخصوصاً ضمن النجاح الأخير الذي حققته قوات التحالف الدولي والقوات العراقية في طرده من المدن والمضي قدماً في خلق طوق أمني لمحاصرة من تبقى منه ومنع مقاتلي التنظيم من الدخول عبر الحدود السورية، وبالتالي فإن إجراء الاستفتاء سيعيق من عملية التركيز على هزيمة داعش.

أما السبب الثاني – وفق المسؤول – فهو أن الاستفتاء سيخلق حالة من الانقسام بين حلفاء الولايات المتحدة وخصوصاً تركيا التي ترى في إعلان الاستقلال تهديداً وجودياً وهذا بدوره سيؤثر على تعاونها ضمن صلاحياتها في قوات التحالف في محاربه داعش.

سبب ثالث كما يرى مصدر في #البيت_الأبيض هو أن المحكمة الدستورية العراقية اعتبرت الاستفتاء غير شرعي وبهذا خالفت حكومة إقليم كردستان الحكومة المركزية التي تدعمها واشنطن، فهي تعتبر وحدة الأراضي العراقية قضية مصيرية ولا تريد أن يكون هناك أي انقسام خصوصاً بين حليفين تدعمهما بقوة، القوات العراقية من جهة وقوات البشمركة من جهة أخرى.

كما تعتبر واشنطن أن قرار قوات #البشمركة دخول المناطق المتنازع عليها لم يكن قراراً حكيماً، ولذا فإن دخول القوات العراقية لاستعادة كركوك وغيرها كان مبرراً من قبل واشنطن.

وتريد إدارة ترمب نهاية الخلاف بين حليفيها بأسرع وقت وهي تحاول تسهيل التفاوض بينهما وترى أن دور أكراد #العراق الآن يجب أن يتركز حول المشاركة في الانتخابات العامة لضمان عدم تهميشهم وتأمين لعب دور مفصلي في الخارطة السياسية العراقية مستقبلياً.

 

المصدر

واشنطن – ناديا البلبيسي