الثلاثاء 9 رمضان 1445 ﻫ - 19 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الأكثر إطلاقاً للتهديدات قائداً للحرس الثوري الإيراني

منح المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، رتبة اللواء للعميد حسين سلامي لتناسب منصبه الجديد، وهو القائد الأعلى للحرس الثوري، أهم جهاز عسكري لنظام “الجمهورية الإسلامية الإيرانية”.

وانضم حسین سلامي، البالغ من العمر 59 عاماً، إلى الحرس الثوري، بعيد انتصار الثورة وتزامناً مع الحرب العراقية الإيرانية التي قاتل في جبهاتها من الشمال في كردستان إلى الجنوب في الأحواز، رغم أنه لم يكن عسكرياً بل طالباً في كلية العلوم والصناعات. ولكن بعد أن وضعت الحرب أوزارها تخرج من كلية القيادة العسكرية حاملاً شهادة الماجستير في الإدارة الدفاعية من جامعة الجامعة الحرة.

رجل التهديدات المناسبة للمرحلة
وبعد أسبوعين على تصنيف الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، في الثامن من نيسان/إبريل، الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية أجنبية، عين المرشد الأعلى للنظام، وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة الإيرانية، حسين سلامي قائداً عاماً للحرس الثوري.

كما سبق ذلك قيام الولايات المتحدة بإدراج عشرات الكيانات والأشخاص على قوائم سوداء لانتمائهم للحرس الثوري، إلا أنها لم تدرج القوة بأكملها على تلك القوائم، ما شكل ضربة للحرس الثوري، الذي يشكل أهم جهاز عسكري وأمني واقتصادي في إيران.

وقال ترمب في بيان إن “الحرس الثوري هو أداة الحكومة الرئيسية لتوجيه وتنفيذ حملتها الإرهابية العالمية”.

يذكر أنه جرت العادة أن يغير خامنئي المسؤولين المدنيين والعسكريين المعنيين من قبله كل 10 سنوات. ووفقاً لذلك كان من المفروض أن يقيل القائد السابق، محمد علي جعفري، قبل سنتين تقريباً غير أن خامنئي مدد مهمته لثلاثة أعوام، بحسب ما أعلن جعفري نفسه في عام 2017. لكن اليوم وقبل أن يكمل السنوات الثلاث، حدد المرشد خليفة له وبشكل مفاجئ.

ثمة علامتان بارزتان تميزان عملية التعيين والإقالة: الأولى أنها تأتي أسبوعين بعد تصنيف الحرس الثوري كتنظيم إرهابي، والثانية تعود لشخصية القائد الجديد المعروف بإطلاقه التصريحات النارية أكثر من أي قائد عسكري للحرس الثوري.

جولة في تهديدات حسين سلامي
ولمعرفة الشخصية الجديدة على رأس الحرس الثوري، نأخذ جولة في تصريحات حسين سلامي، وذلك في الوقت الذي يشتد التوتر أكثر من أي وقت مضى بين الولايات المتحدة والحرس الثوري واحتمالات الاصطدام بين الجانبين في منطقة الخليج والاشتباك مع إسرائيل عبر الأراضي السورية.

فبعد تهديد إيران، في 4 أيار/مايو 2016 بإغلاق مضيق “هرمز” أمام السفن الأميركية، وذلك على لسان نائب قائد الحرس الثوري، حسين سلامي، رد البنتاغون السبت 7 أيار/مايو على تلك التصريحات.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، بيتر كوك، إن “واشنطن ستتعامل باهتمام شديد مع أية محاولة لإغلاق ممر مائي بهذا القدر من الأهمية للاقتصاد العالمي”.

وقبل ذلك في كانون الأول/ديسمبر 2011، وصفت الخارجية الأميركية التهديدات الإيرانية أيضاً على لسان حسين سلامي بإغلاق مضيق هرمز بـ”غير العقلانية، قائلة إن إيران بدأت تشعر أخيراً بوطأة العقوبات الدولية عليها”، وفق تقرير نشرته “العربية.نت” حينها.

وقالت المتحدثة السابقة باسم الخارجية الأميركية، فيكتوريا نولاند، رداً على أسئلة الصحافيين حول تهديدات طهران: “لقد شهدنا قدراً كبيراً من السلوك غير العقلاني من إيران مؤخراً، ما يجعلنا نعتقد أنها بدأت تشعر أكثر من أي وقت مضى بوطأة العقوبات الدولية وتصاعد الضغوط عليها، لاسيما على قطاع النفط، ما أدى إلى ارتفاع الانتقادات في الداخل الإيراني”.

وحينها رفض نائب القائد العام السابق والقائد الجديد للحرس الثوري، حسين سلامي، التحذير الأميركي من إغلاق مضيق هرمز، مشيراً إلى أن إيران ستتصرف بحزم “للدفاع عن مصالحها الحيوية”.

محو إسرائيل من الوجود
وعلى خلفية تكرار تعرض المنشآت العسكرية الإيرانية إلى غارات جوية إسرائيلية ومقتل عدد من العسكريين الإيرانيين على الأراضي السورية، ارتفعت وتيرة التهديدات الإيرانية على لسان حسين سلامي، في كانون الثاني/يناير الماضي، الذي هدد بالقضاء على إسرائيل بسبب تكرار غاراتها على الميليشيات الإيرانية في سوريا.

كما توعد سلامي بالقضاء على إسرائيل قائلاً: “لو ارتكبت إسرائيل ما يؤدي إلى نشوب حرب جديدة، من المسلّم به أنها ستعجّل بنهاية إسرائيل”، مضيفاً أن “مهمتنا هي محو إسرائيل من الوجود”. وتكررت الضربات الإسرائيلية ولم ترد إيران بعد.

سلامي يهدد أوروبا
وكانت الحكومة الإيرانية تعقد الآمال على الاتحاد الأوروبي بعد انسحاب الولايات المتحدة في 8 أيار/مايو 2018 من الاتفاق النووي. لكن من النقاط التي لا تختلف أوروبا مع واشنطن بخصوصها تجاه إيران هو الأنشطة الصاروخية البعيدة المدى التي تشكل تهديداً لأوروبا وليس للولايات المتحدة.

والموقف الأوروبي بهذا الشأن يرفض تطوير القدرات الصاروخية الإيرانية.

وفي مقابلة له مع التلفزيون الحكومي الإيراني في الثالث من شباط/فبراير الماضي، وجه حسين سلامي تهديداً مبطناً لأوروبا قائلاً: “اليوم لو قررت أوروبا أو غيرها وفقاً للمؤامرة، الإصرار على نزع السلاح الصاروخي للجمهورية الإسلامية الإيرانية سوف نضطر لإحداث قفزة في استراتيجيتنا”.

وواصل تهديده لأوروبا مؤكداً أن “إيران بإمكانها تغيير كافة العوامل والمؤثرات لتطوير قوتها على الجغرافيا وفي المجال التقني”، مشدداً على أن “أمام القوة الصاروخية الإيرانية آفاق مفتوحة وبلا حدود في مجال التنظيم والتطوير الكمي والنوعي ولن نقبل بأي مانع على هذا الطريق”.

وبهذه الجولة السريعة في تصريحات نارية سابقة لسلامي، قد نستطيع فك لغز تعيينه قائداً للحرس الثوري أسبوعين بعد تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة، خاصة وأن خامنئي وصف التعيين بـ”الضرورة”، محدداً المهام الموكلة للقائد الجديد في الحرس الثوري وهي “تطوير القدرات في كافة المجالات” و”ارتقاء الإدارة بالاستفادة من الأسس المعنوية”.

ويبدو من خلال قرار التعيين الذي أكد المرشد فيه على “الضرورة” و”تطوير قدرات” الحرس الثوري بأن النظام يتهيأ لمرحلة بالغة الدقة والحساسية من المواجهة مع الولايات المتحدة، التي تتوعد بمزيد من العقوبات والحظر على إيران.

وكان وزير الخارجية، محمد جواد ظريف، أول شخصية إيرانية قدم التهاني لحسين سلامي بمناسبة تعيينه قائداً عاماً للحرس الثوري.

 

المصدر: دبي – مسعود الزاهد