الخميس 16 شوال 1445 ﻫ - 25 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

"الجاسوسية" تنهش في نظام الاسد.. حملة اعتقالات شنتها الأجهزة الأمنية تطال ضباطاً ومسؤولين كبار

في سابقة خطيرة تدل على تضعضع أركان نظام الأسد، شنت قوات النظام الأمنية حملة اعتقالات واسعة طالت ضباطاً ومسؤولين كبار بتهمة التجسس لصالح “دول أجنبية”.

 

وأكدت التقارير أنه بعد مقتل قاسم سليماني في بغداد مطلع يناير الماضي قادما من سوريا، بالإضافة إلى تعرض مواقع الصواريخ الإيرانية لضربات متكررة، ولدت اعتقادات لدى طهران وموسكو بوجود أشخاص أن بين القادة العسكريين ومسؤولي النظام هناك من يعمل لـ”حساب دول أجنبية”.

وأضافت أن طهران ضغطت على نظام الأسد للتحقيق في هذه الشكوك، التي أدت إلى توقيف عدد من الضباط على رأسهم اللواء معن حسين، مديرُ إدارةِ الاتصالات، والذي يتولى مركزاً حساساً بحيث أن جميعَ اتصالاتِ القياداتِ العليا لا بد أن تمرَّ عبره.

وأشارت التقارير إلى أن حسين متهم بتشكيل شبكة تجسس لصالح وكالة الاستخبارات الأميركية، قامت بتسريب وثائق ومعلومات عن الاتصالات الأمنية بين قادة النظام.

كما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي وثيقة تثبت اعتقال معن والتحفظ على ممتلكاته.

ويعتقد آخرون أن النظام لجأ لموضوع شبكة التجسس ونظرية المؤامرة كعادته، للتغطية على فشله في حل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد وانهيار الليرة السورية إلى مستوى قياسي، وخاصة بعد دخول قانون قيصر حيز التنفيذ.

 

لكن الصحافي أيمن عبد النور مدير منصة “كلنا شركاء” وفي تصريحات لموقع “اقتصاد”، قال إن “معن حسين” تمكن من توفير غطاء “اقتصادي” لشبكة التجسس التي شكلها، موضحاً أن قضيته لم تنحصر بالشق التجسسي. ذلك أنه من الصعب تغطية عملية تجسس على دولة ما، بمجموعة كبيرة من 5 إلى 10 أشخاص.

 

لكن ما حدث أن “معن حسين” أقنع مسؤولي النظام، الذين تورطوا معه، بأنهم يشاركون في عملية “فساد اقتصادي”، تتضمن بيع خطوط لبرامج الاتصالات الدولية، كـ سكايب مثلاً، وكانوا يُركّبون “راوترات” وتجهيزات خاصة، ظناً منهم أنهم يبيعون تلك الخطوط فقط. لكن ما اتضح لاحقاً، أن “معن حسين”، كان يدير عملية بيع مكالمات، إذ أتاحت تلك التجهيزات التي وضعها على أبراج الإشارة الموجودة على سطح جبل قاسيون، مراقبة مكالمات شخصيات مهمة في قيادة النظام، وأجهزته الأمنية والعسكرية، والتنصت عليها من جانب جهات أجنبية، يُعتقد أن “معن حسين”، اتفق معها على ذلك.

وأضاف “عبد النور”، إنهم حصلوا على معلومات تفيد بأن أجهزة النظام تقوم الآن بتفكيك التجهيزات المركبة على أبراج الإشارة الموجودة على سطح جبل قاسيون، بعدما كشفوا أنها تتيح التجسس على مكالمات الشخصيات المستهدفة، في سوريا.

 

وخلال الفترة الماضية، تحدث العديد من التقارير الإعلامية عن وجود انشقاق داخل أسرة الأسد، وخاصة بعد الخلاف العلني بين بشار الأسد وابن عمه رامي مخلوف، والتحفظ على أمواله.

ونقلت وسائل إعلام سورية معارضة أن الأسد لجأ إلى حملة الاعتقالات بعد زيادة نفوذ مخلوف وأسرته بين العلويين، فقد قدمت شركات مخلوف والجمعيات الخيرية والميليشيات سبل العيش لعشرات الآلاف من السوريين، بحيث أصبحت تشكل خطرا على الأسد.

كما كشفت تقارير إعلامية أن الخلاف توسع داخل البيت العلوي وأن بشار الأسد أصبح الحلقة الأضعف، وأن هناك تحديا لنظام الأسد من أسرة عمته بهيجة، فحفيدها غيدق مروان ديب حارب من أجل النظام في دير الزور، لكنه قتل في اللاذقية خلال مواجهات مع جندي من القوات النظامية كان يرغب في اعتقاله بتاريخ 24 أكتوبر 2019 وذلك بسبب اتهامات جنائية غامضة، وقد تعهدت أسرة غيدق، في منشور على فيسبوك، بالانتقام لكن بسبب خوفها من العواقب، حذفته في وقت لاحقا.