السبت 10 ذو القعدة 1445 ﻫ - 18 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الحرس الثوري يتبرأ من تغريدة جعفري حول سليماني

فجر إرث قاسم سليماني، قائد “فيلق القدس” السابق أمس، عشية مرور أربعين يوماً على مقتله بضربة جوية أميركية في بغداد الشهر الماضي، سجالاً بين رفاقه في “الحرس الثوري”.

وبحسب جريدة “الشرق الأوسط”، أبدى المتحدث باسم “الحرس الثوري” رمضان شريف تحفظه على تغريدة مثيرة للجدل لقائد “الحرس” السابق محمد علي جعفري حول دور سليماني في إخماد الاحتجاجات الطلابية عام 1999 واحتجاجات الحركة الخضراء الإصلاحية عام 2009.

وأثارت تغريدة جعفري تفاعلاً واسعاً بين الإيرانيين، بعدما أشار إلى وجود سليماني في مركز قيادة وحدة “ثأر الله” المسؤولة عن أمن العاصمة طهران في الأوقات المتأزمة.

حرب نفسية
وفيما نقلت وكالة “فارس” تأكيد مكتب جعفري صحة حسابه في شبكة “تويتر”، حاول شريف النأي بجعفري عن تلك التغريدة، قائلاً إنها في إطار “الحرب النفسية على (الحرس الثوري)”، مشدداً على أن ما نشره الحساب غير دقيق.

وكان المرشد الإيراني، علي خامنئي، قد استبدل محمد علي جعفري بعد أقل من أسبوعين على خطوة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، بوضع قوات “الحرس الثوري” في قائمة المنظمات الإرهابية الدولية، ونقل شارة القيادة إلى حسين سلامي، نائب جعفري، في مستهل تغييرات كبيرة في تشكيلة قادة الجهاز العسكري الموازي لـ”الجيش” الإيراني.

وأمر خامنئي حينذاك بتعيين جعفري في قيادة وحدة “بقية الله” الثقافية والاجتماعية، والتي تصنف في وسائل إعلام “الحرس” على أنها المسؤولة عن إدارة “الحرب الناعمة”.

وقال جعفري إن سليماني نزل إلى الشارع في 1999 و2009 “في مشهد المواجهة مع أعداء الثورة”، لافتاً إلى أنه “قام بخطوات مؤثرة في ضبط الاضطرابات والفوضى”. وأشار جعفري إلى وجوده في مقر وحدة القوات الخاصة “ثار الله” المكلفة بحماية أمن العاصمة طهران في الأوقات المتأزمة إذا ما أقر المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني ذلك.

دور محوري بقمع الاحتجاجات
وقامت قوات “ثار الله” التابعة لـ”الحرس الثوري” بدور محوري في مواجهة الاحتجاجات الطلابية في يوليو (تموز) 1999 والتي انتهت بمهاجمة الحي السكني لطلاب جامعة طهران، ما أدى إلى مقتل 3 وإصابة أكثر من 200 واحتجاز نحو 1400 شخص.

وكان سليماني، إضافة إلى خليفته إسماعيل قاآني، من بين 24 قيادياً كبيراً في “الحرس الثوري” وقّعوا رسالة تحذير إلى الرئيس الإصلاحي الأسبق محمد خاتمي بأنه في حال عدم اتخاذ خطوات حازمة، فسيؤدي ذلك إلى تدخل تلك القوات ضد الاحتجاجات الطلابية.

وكانت الاحتجاجات انطلقت آنذاك عقب وقف صحيفة “سلام” الإصلاحية وإصدار قانون جديد للصحافة. وبعد إخماد الاحتجاجات بشهر، قال خاتمي إن مطالبه وقتها كانت نتيجة متابعة الاغتيالات المتسلسلة التي طالت مفكرين وأدباء لامعين في إيران، منتصف التسعينيات.

وفي 2009 تدخلت وحدة “ثار الله” بشكل مباشر لإنهاء الاحتجاجات التي امتدت على مدى 9 أشهر عقب رفض المرشحَين الإصلاحيين مير حسين موسوي ومهدي كروبي الاعتراف بنتائج الانتخابات الرئاسية، التي فاز بموجبها محمود أحمدي نجاد بفترة رئاسية ثانية. وقتل نحو 80 شخصاً خلال تدخل عنيف من قوات الأمن الإيرانية لإخماد الاحتجاجات.