الخميس 9 شوال 1445 ﻫ - 18 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الصينيّون غاضبون بعد وفاة "طبيب كورونا"

عمّ الغضب الصين بعد وفاة الطبيب لي وين ليانغ جرّاء إصابته بفيروس “كورونا” المستجدّ، وهو الذي كان قد تم توبيخه من قبل السلطات لأنّه أطلق أوّل تحذير من ظهور فيروس تاجي جديد ما زالت حصيلة ضحاياه في ارتفاع، في وقت دقّت “منظّمة الصحة العالميّة” ناقوس الخطر في شأن نقص معدّات الوقاية من الفيروس.

 

وبينما يبدو أن فرضيّة انتقال الفيروس من الخفافيش تتأكّد، أعلن علماء صينيّون أن البنغول أو “أم قرفة”، وهو حيوان صغير من الثدييات، هو “البؤرة الوسيطة” التي نقلت العامل الممرّض إلى الإنسان. لكن الوباء اتخذ بُعداً سياسيّاً خطراً على السلطات الشيوعيّة الحاكمة في بكين بالأمس بعد وفاة لي وين ليانغ ليل الخميس – الجمعة، إذ كانت الصين تنشغل عادةً باسم واحد هو اسم صاحب القرار الأوّل والأخير في الحزب والدولة أي الرئيس شي جينبينغ، لكنّ أزمة انتشار “كورونا” أدّت إلى ظهور اسم آخر أطلّ من الجهة المقابلة، وهو اسم الطبيب لي وين ليانغ.

وبعدما بدأت روايته بتحقيق، بحيث استدعته الشرطة وسبعة أشخاص آخرين بُعيد تحذيرهم من الفيروس واتهمتهم بنشر شائعات، بات هذا الطبيب “بطلاً وطنيّاً” في مواجهة المسؤولين المحلّيين المتّهمين بمحاولة التكتّم على المرض في بداية انتشاره.

وكتب أحد زملاء لي وين ليانغ على موقع “ويبو” للتواصل الاجتماعي: “إنّه بطل أنذر بانتشار المرض ودفع حياته ثمناً”، فيما قال أحد مستخدمي “ويبو” في تعليق حُذِفَ مباشرةً بعد ذلك من الرقابة: “ليهلك جميع هؤلاء المسؤولين الذين يملأون بطونهم بالمال العام”. كما تمّ حذف آلاف التعليقات مباشرةً بعد كتابتها، ما يؤشّر إلى خوف السلطات من تنامي حال الغضب الشعبي.

وأغرقت وفاة الطبيب النظام الحاكم في حالة ذهول. وفي ردّ سريع على السخط الشعبي المتصاعد، أعلنت السلطة المركزيّة فتح تحقيق في “الظروف التي كانت تُحيط بالطبيب لي وين ليانغ، كما نقلها الناس”، و”إرسال فريق محققين في مجال مكافحة الفساد إلى المكان”. وتُشكّل وفاة الطبيب الشاب انعكاساً لحالة الفوضى التي تعمّ مستشفيات ووهان مع تدفّق المرضى إليها، فيما أقرّ مسؤول رفيع المستوى بأنّ الطواقم الطبّية لم تعد كافية وتفتقر لمعدّات الوقاية من الفيروس، من أقنعة وبزّات.

 

وبعد أسبوعَيْن من فرض حجر صحي على مقاطعة هوباي، بؤرة المرض، بلغ عدد المصابين بالفيروس 31 ألفاً و161 شخصاً في البرّ الصيني، توفي 636 منهم، بحسب آخر حصيلة أعلنتها السلطات. وفي سائر العالم، تأكدت إصابة 240 شخصاً في نحو ثلاثين بلداً أو منطقة أخرى، توفي منهم إثنان، أحدهما في هونغ كونغ والثاني في الفيليبين، في وقت لا يزال آلاف السيّاح محتجزين على متن ثلاث سفن سياحيّة في البحر في آسيا، بعد ظهور إصابات على متنها.

من جهة أخرى، أعلن المدير العام لـ”منظّمة الصحة العالميّة” تيدروس أدانوم غبرييسوس خلال اجتماع للجنة التنفيذيّة للمنظّمة في جنيف أن “العالم يُواجه نقصاً مزمناً في معدّات الحماية الفرديّة”.

وفي الأثناء، أكد الرئيس الصيني شي جينبينغ لنظيره الأميركي دونالد ترامب خلال اتصال هاتفي أن بلده “قادر تماماً” على الانتصار على المرض، داعياً الولايات المتحدة إلى التعامل مع الأزمة “بشكل منطقي”، فيما منعت واشنطن دخول أجانب زاروا الصين إلى أراضيها. بينما أعرب ترامب عن “ثقته في قوّة وقدرة” الصين على مكافحة الفيروس، لفت إلى أن الصينيين “يعملون بجدّ وأعتقد أنّهم يقومون بعمل احترافي للغاية”. وأوضح أن واشنطن وبكين “تعملان معاً” حول هذه القضيّة.

وفي سياق متّصل، أعلن وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو أن بلاده قدّمت مئة مليون دولار لمساعدة الصين ودول أخرى تأثّرت بالفيروس لمكافحة الوباء. وقال في بيان: “هذا الالتزام، مع مئات ملايين الدولارات التي تبرّع بها بسخاء القطاع الخاص الأميركي، يُظهر القيادة الأميركيّة القويّة في الاستجابة لتفشي الوباء”، مضيفاً: “نُشجّع باقي العالم على تقديم التزام مساوٍ لالتزامنا. بالعمل معاً، يُمكننا التأثير بشكل عميق للسيطرة على هذا التهديد المتنامي”.