السبت 10 ذو القعدة 1445 ﻫ - 18 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

العقوبات الغربية بدأت بالضغط على روسيا

قالت صحيفة ”فاينانشال تايمز“ البريطانية، إن المستهلكين في روسيا بدأوا يشعرون بتأثير العقوبات الغربية المفروضة على بلادهم، في أعقاب غزو أوكرانيا، الذي بدأ في 24 فبراير / شباط الماضي.

وأضافت الصحيفة بقولها، في تقرير نشرته اليوم الثلاثاء، على موقعها الإلكتروني: ”لم تغير الإجراءات الغربية لعزل الكرملين الكثير في الشارع الروسي، ولكن هناك مؤشرات بدأت تظهر حول الصعوبات التي يواجهها الروس بالفعل مع مرور الوقت“.

ومضت تقول: ”بدأت ناتاليا كلويفا رحلة البحث عن وظيفة جديدة في موسكو في فبراير الماضي، قبل الغزو الروسي لأوكرانيا وبدء موجة العقوبات الانتقامية الغربية. الآن فإن خبرة السيدة الروسية على مدار 20 عامًا في مجال المبيعات لا تعني الكثير بالنسبة للشركات في مرحلة ما بعد الحرب“.

ونقلت عن كلويفا قولها: ”لا يوجد طلب، هذا بصراحة شديدة، أنا في حالة رعب. الوضع في روسيا أصبح مجمدًا، مع انسحاب الشركات الغربية. لدي طفلان، وقروض لا أستطيع سدادها، ولدي أعمال بناء لم تنته بعد، وأجلس حاليًا في المنزل وأقوم بالطبخ فقط“.

وتابعت الصحيفة: ”تجربتها بالنسبة لتغير سوق العمل تعتبر مؤشرًا حول الكيفية التي تغير من خلالها العقوبات الغربية والحصار التجاري، ولو ببطء، الاقتصاد الروسي وتصيبه بالضعف، مع إغلاق المتاجر واضطرابات سلاسل الإمداد، رغم جهود الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لحماية دولته من آثار الحرب في أوكرانيا“.

وأردفت: ”في دولة يتم فيها توظيف قطاع عريض من المواطنين من خلال الحكومة، وفي ظل رفع الحد الأدنى للأجور والمعاشات التقاعدية، فإن معظم الروس حتى الآن لم يعانوا تغييرات درامية في حياتهم اليومية، كما أن ارتفاع عائدات الكرملين من صادرات النفط والغاز ساعد في منح السلطات الروسية الفرصة لمنح القطاع الخاص حوافز بدلًا من التخلي عن العمالة“.

وقالت الصحيفة إن نسبة البطالة في روسيا لا تزال عند معدل 4%، وتجنبت الارتفاع كما حدث خلال جائحة كورونا، كما أن التضخم الذي وصل إلى 17.8%، وهو أعلى مستوى له منذ عقدين، في أبريل الماضي، بدأ في التراجع.

ونقلت عن تيتيانا ميخايلوفا، الخبيرة الاقتصادية الأكاديمية المقيمة في موسكو، قولها: ”أسعار البقالة ارتفعت، ولكن بشكل عام فإنه لا يوجد تغيير كبير.. إذا لم يقم أحد بتشغيل التلفاز، فإنه يمكن بسهولة أن تصل إلى الانطباع بأنه لا يوجد شيء يحدث على الإطلاق، وهذا يجعل الموقف غريبًا“.

واستطردت ”فاينانشال تايمز“ بقولها: ”ومع ذلك، فإن سلسلة من العوامل تقدّم مؤشرات على وجود تغييرات بدأت بالفعل في الظهور.. رغم أن أرقام البطالة ظلت مستقرة على نطاق واسع، وجدت منصة التوظيف عبر الإنترنت HeadHunter أن عدد الوظائف المُعلن عنها قد انخفض بنسبة 28% في أبريل، مقارنة بشهر ما قبل الحرب في فبراير، وانخفضت إعلانات الوظائف في التسويق والعلاقات العامة والموارد البشرية والإدارة والمصارف بين 40% إلى 55%“.

وأشارت إلى توقعات الخبراء بوجود صعوبات أكبر في العثور على وظائف في المرحلة المقبلة، حيث كشفت إحصاءات أن عدد الأشخاص الذين حصلوا على إجازات نهائية ارتفع من 44 ألفا في أول مارس إلى 138 ألفا حتى منتصف مايو، كما ارتفع عدد العاملين بدوام جزئي أيضًا.

وأضافت بقولها: ”ربما يكون التغيير أكثر وضوحًا في مناطق التسوق ومراكز التسوق في روسيا. في موسكو، تشكل المتاجر التي تبيع العلامات التجارية الأجنبية حوالي 40% من مساحات البيع بالتجزئة في مراكز التسوق الكبيرة، وتم إغلاق العديد من هذه المتاجر بعد أن قطعت تلك العلامات التجارية علاقاتها مع روسيا، من 15% إلى 20% من المحلات التجارية في مراكز التسوق في موسكو مغلقة الآن، وفقًا لمؤسسة نايت فرانك روسيا“.