الأحد 26 شوال 1445 ﻫ - 5 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الكشف عن تفاصيل لقاء الإخوان وسليماني

في خبر مقتضب ودون تفاصيل كثيرة، كشف أمير حسين عبد اللهيان، المساعد الخاص لرئيس البرلمان الإيراني للشؤون الدولية، قبل أيام عن لقاءات أجراها مع وفد أرسله الرئيس المصري السابق، محمد مرسي، إلى طهران

وقال عبد اللهيان في منتدى عقد الأحد الماضي حمل عنوان “دور سليماني في أمن واستقرار المنطقة والعالم”: “في ذروة التطورات في مصر عام 2012 وبعد انتخاب مرسي رئيسا (الإخوان المسلمين)، ذهب إلى مصر، وتقرر أن تزور الحلقة المقربة من الرئيس الجديد إيران، حيث أتوا ووقعوا اتفاقيات مع الإيرانيين”. وأفاد أن الوفد المصري عندما زار طهران طلب لقاء قاسم سليماني ولو لخمس دقائق.

كما قال إنه أبلغ قاسم سليماني أن الوفد المصري يريد أن يلتقي به، فكان رده أنه في حال كانت مباحثات المصريين إيجابية سألتقي بهم، وهذا ما فعله.

إلى ذلك، أردف قائلاً “خلال لقاء سليماني بالوفد المصري طرح عليهم بعض الملاحظات لكنهم لم يعملوا بها”، مشيراً إلى أنه بعد سقوط مرسي التقى ببعضهم وصرحوا بأنهم لو عملوا بنصائح سليماني لما حل بهم ما حل في مصر.

إخراج للعلن

لكن ما لم يكشف عنه عبد اللهيان، أوضحته مصادر مصرية لـ ” العربية.نت”. وقالت إن بداية ترتيب تلك اللقاءات، كانت عام 2012 عقب انتخاب محمد مرسي رئيساً البلاد، حيث قررت جماعة الإخوان خروج اجتماعاتها ولقاءاتها مع الإيرانيين للنور، بعد أن كانت سرية قبل 2011 ، لكن الإخوان والإيرانيين رغبوا معاً في إخراجها للعلن تمهيداً للتقارب بين البلدين بعد قطعية استمرت منذ العام 1979.

وكانت جماعة الإخوان ترى في النموذج الإيراني مثالاً لتطبيق “الحكم الإسلامي”، كما كانت تلفتها مسألة تشكيل ميليشيات عسكرية خاضعة لها على غرار الحرس الثوري، لتحمي النظام من الأجهزة الأمنية المصرية، التي لا تدين بالولاء للإخوان وجماعتهم، بحسب نفس المصادر.

إلى ذلك، أوضحت المصادر أن بداية تلك اللقاءات كانت في أغسطس 2012 ، حينها ارتأت الجماعة وعلى رأسها خيرت الشاطر إرسال وفود شعبية لطهران للتمهيد للتقارب، وسافر الوفد الأول إلى إيران، مكوناً من 51 شخصاً على رأسهم مجدي أحمد حسين، قيادي حزب العمل الأسبق والموالي للإخوان ومعه مجدي قرقر، القيادي السابق بالحزب، اللذان أسسا فيما بعد ما عرف بحزب الاستقلال المدعوم من إيران، فضلاً عن قيادات من حزب الوسط الموالي للإخوان وعلى رأسه عضو البرلمان السابق، عصام سلطان.

اتفاقيات تجارية
ودارت مباحثات حول التقارب بين الشعبين، ودعم إيران لنظام الحكم الحديد في مصر، وانتهي الأمر باتفاق على عقد لقاءات متبادلة، وتوجيه تعليمات من قبل الحكومة الإخوانية في مصر بعقد اتفاقيات تجارية واقتصادية مع طهران.

وكانت أولى ثمار تلك التفاهمات التي جرت بعلم وإشراف الرئيس الأسبق، محمد مرسي، وخيرت الشاطر، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان، عقد منتدى اقتصادي مصري إيراني في طهران وتحديداً يوم 16 أكتوبر من العام 2012 بمشاركة 19 مسؤولا ورجل أعمال مصري، ووقتها دعا حسن كاظمي مساعد وزير الخارجية الإيراني إلى تطوير العلاقات بين البلدين اقتصاديا وتجاريا، وإقامة رحلات طيران مباشرة بين البلدين، معلنا استعداد إيران لإقامة مشروعات كبرى في مصر وفي مجالات السياحة والاستثمار بالنفط والزراعة وإنشاء مناطق صناعية إيرانية.

كما دعا كاظمي خلال المنتدى إلى ضرورة تسهيل حصول الإيرانيين على تأشيرة دخول وزيارة مصر وإرسال نحو 5 ملاين سائح إيراني لمصر، وبعد ذلك بأيام قليلة وقع وزير السياحة المصري وقتها هشام زعزوع اتفاقية سياحية مع الحكومة الإيرانية، بمقتضاها يتم إرسال 200 ألف سائح إيراني لمصر بصورة مبدئية وعلى عدة أفواج، على أن يتم تقييم التجربة وبعدها يمكن اتخاذ قرار باستمرارها من عدمه .

وصلت الاتفاقية لمجلس النواب المصري وعارضها نواب جميع الأحزاب عدا نواب حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان، ونواب الأحزاب الأخرى الموالية للإخوان، فيما عارضها نواب الأحزاب الأخرى وعلى رأسها حزب النور.

دفاع إخواني مستميت
وتعليقاً على الموضوع، قال عماد المهدي، وكيل لجنة السياحة والثقافة بمجلس الشورى السابق لـ “العربية.نت”، إن نواب جماعة الإخوان دافعوا باستماته عن الاتفاقية، مبررين ذلك بأنها ستضخ تدفقات نقدية في شرايين الاقتصاد المصري، وتوفر فرص عمل جديدة، إضافة إلى أن الإيرانيين مسلمون ومن حقهم زيارة مصر”.

في حين رأى المهدي وزملاؤه من نواب حزب النور أن الاتفاقية تشكل غطاء لتمرير صفقات أخرى بين الإخوان والإيرانيين، وأن دخول الإيرانيين لمصر قد يكون بابا لإثارة الفتنة، مثلما حدث في اليمن وسوريا ولبنان، مضيفا أن الأجهزة الأمنية كانت تعلم بمخططات أخرى وراء الاتفاقية، من ضمنها تسهيل دخول عناصر من الحرس الثوري الإيراني لمصر لتدريب عناصر الإخوان على إنشاء كيانات موازية وبديلة للأجهزة الأمنية المصرية

شركة طيران خاصة
إلى ذلك، أضاف أنه تم الاتفاق مع شركة طيران خاصة يملكها رجل الأعمال والملياردير وعضو مجلس الشورى السابق، رامي لكح، لنقل السياح الإيرانيين بين طهران والقاهرة.

وأوضح أن جماعة الإخوان كانت تنتقم من النواب المعارضين لها بشكل عام وللاتفاقية بشكل خاص، عن طريق تشويههم بواسطة مجموعات خاصة تابعة لها تعد ملفات كاملة وصورا مفبركة ومسيئة، ومنها صور نشرت وقتها لبعض النواب في أماكن غير لائقة.

كما أشار إلى أن لكح اشترى شركة طيران تدعى” إيرممفيس” ، وغير اسمها إلى “أير ليجر”، كما اشترى طائرتين إضافيتين لأسطول الشركة وقام بنقل السياح ما بين البلدين، ووصل أول فوج بالفعل إلى الأقصر أواخر شهر مارس من العام 2013 وأقلت الطائرة 48 سائحا إيرانيا إلى مطار أسوان.

بدوره، تحدث علاء السعيد الباحث في الملف الإيراني عن تفاصيل الاتفاق، قائلاً إنه اشترط أن تكون الأفواج مكونة من 50 إلى 100 سائح، وأن تقتصر زيارتهم على الأقصر وأسوان وشرم الشيخ فقط، لكن أحد الأفواج وصل للقاهرة ودخل عبر الحافلة إلى المنطقة المحيطة بمسجد الحسين، بعدها انتقلوا للمتحف المصري في التحرير وكان برفقتهم مجتبي أمان القائم برعاية المصالح الإيرانية في مصر، معتبراً أن الهدف من ذلك كان الإعلان أن الإيرانيين عادوا إلى مصر ودخلوا القاهرة بعد قطيعة استمرت 34 عاما .