الأثنين 20 شوال 1445 ﻫ - 29 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

انتقاد لاقتراح الأطباء الفرنسيين لاختبار علاج كوفيد في أفريقيا.. ووصفه بـ "عقلية استعمارية"

أدان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبريسوس التعليقات المثيرة للجدل التي أدلى بها الأطباء الفرنسيون بشأن اختبار علاج محتمل لكوفيد 19 في أفريقيا، ووصفوا الملاحظات بأنها “مخلّفات عقلية استعمارية”.

 

“لأكون صادقاً، كنت مذعوراً جداً. وقد حدث ذلك في الوقت الذي قلت فيه أننا بحاجة إلى التضامن – هذا النوع من الملاحظات العنصرية في الواقع لن يساعد، إنه يتعارض مع التضامن، ” قال تيدروس خلال الإحاطة الإعلامية التي قدمتها منظمة الصحة العالمية في مؤتمر صحفي في جنيف يوم الاثنين.

وكان غبريسوس يشير إلى تصريحات أدلى بها الأسبوع الماضي كلّ من الدكتور جان بول ميرا، رئيس خدمات العناية المركزة في مستشفى كوشين في باريس، وكميل لوخت، مدير الأبحاث في المعهد الوطني الفرنسي للبحوث الصحية والطبية.(Inserm)

وقد ظهر الطبيبان يوم الأربعاء الماضي على شبكة التلفزيون الفرنسية LCI، حيث ناقشا ما إذا كان لقاح السلّ BCG  يمكن أن يكون علاجاً محتملاً لكوفيد19 . في حين يخضع العقار لتجارب سريرية لهذا الغرض في هولندا وأستراليا.

فاقترح ميرا أنّ أفريقيا قد تكون المكان المثالي لإجراء تجربة سريرية.

واستهلّ ميرا السؤال بقوله “قد أكون استفزازياً “، قبل أن يضيف، ” ألا ينبغي لنا أن نجري هذه الدراسة في أفريقيا، حيث لا توجد أقنعة [وجه]، ولا علاجات، ولا وحدات عناية مركزة؟ “

 

وأضاف أثناء محادثة: ” مثل ما يتم القيام به لبعض الدراسات عن الإيدز، حيث نقوم بتجربة أشياء مع المومسات لأننا نعلم أنهن معرضات للخطر بدرجة كبيرة ولا يحمين أنفسهن”.

أجاب لوخت: “أنت على حق، ونحن بصدد التفكير في دراسة في أفريقيا بالتوازي لتنفيذ نفس النوع من النهج مع BCG ، وهو علاج وهمي.”

وبمجرد أن ظهرت المحادثة بين الأطباء على وسائل التواصل الاجتماعي، كان رد الفعل سريعاً وغاضباً.

وقالت مجموعة Esprit d’Ebene، التي تعمل مع الشباب المهمشين المنحدرين من أصل أفريقي في فرنسا، على فايسبوك، “إنّ هذا النوع من الاقتراح لا ينبغي أبداً التسامح معه مرة أخرى …. مهما كان مصدره في العالم.”

“الأفريقيون ليسوا جرذان مختبرية يمكن للمرء أن يجرب عليهم المنتجات الصيدلانية دون أي ضمان لسلامتهم!” نشرت المجموعة.

ومن أبرز الأصوات الانتقادية كان لاعب كرة القدم الإيفواري المتقاعد ديدييه دروغبا.

فقد كتب دروغبا على تويتر: “أفريقيا ليست مختبراً للتجارب، وأود أن أندد بوضوح بتلك الكلمات المهينة والخاطئة والأهم من ذلك كله بالعنصرية العميقة.”

وقد اعتذر ميرا في بيان أصدره مستشفى كوشين يوم الجمعة، قائلاً:

“أود أن أقدم كل اعتذاراتي لأولئك الذين صدموا وشعروا بالإهانة إزاء الملاحظات التي أعربت عنها بشكل أخرق خلال مقابلتي على LCI هذا الأسبوع، حيث أن هذه الملاحظات لا تعكس على الإطلاق ما أنا عليه، وما أفعله كل يوم، منذ ما يقارب 30 عاماً، وحتى الآن.”

 

ودافع Inserm عن لوخت في بيان صحفي، قائلاً إن التصريحات المتداولة تم استخلاصها من محادثة أطول بكثير و ” هو موضوع تفسيرات خاطئة على وسائل الإعلام الاجتماعية.”

وعدل في وقت لاحق البيان، قائلاً إن ّ” لوخت يتفهم المشاعر التي سببها ، والتي ترتبط بعدم رده على المقترحات التي قدمها محاوره، على شاشة تلفزيونLCI خلال برنامج مباشر، ولم تسمح له الشروط التي أجريت بها هذه المقابلة برد الفعل الصحيح، وهو يعتذر وأشار إلى أنه لم ينطق بأي ملاحظات عنصرية.”

وأشار المعهد محاولاً توضيح موقف لوخت: “كان الهدف الوحيد من تدخله هو تأكيد أنّ الوباء كان على نطاق عالمي وأنّ جميع البلدان ينبغي أن تكون قادرة على الاستفادة من نتائج البحوث”.

“وإذا كان هناك بالفعل تفكير حول توسّع التجارب في أفريقيا، فسيتم ذلك بالتوازي مع التجارب الحالية. وأضاف أن أفريقيا يجب ألا تنسى أو تستبعد من البحوث لأن الوباء عالمي”.

وقد قامت رابطة للمحامين في المغرب بتسمية تعليقات ميرا بأنها “عنصرية وتمييزية وبغيضة”، وقالت إنها ستقدم شكوى رسمية إلى المدعي العام الفرنسي، حسب ما أبلغ المتحدث باسم الرابطة ونائب الرئيس مراد اللجوتي لقناة CNN.

كما أدان الحزب الاشتراكي المعارض في فرنسا التصريحات قائلاً في بيان ” مع كل الاحترام الواجب لهؤلاء الباحثين المشهورين، أفريقيا ليست مختبرا للخنازير.”

وقالت الباحثة الفرنسية ماريان سيفرين  لـ  CNN:  إنّ هذه التصريحات “لوثت سمعة” الباحثين العاملين في القارة. وقالت: “هذا يضر بسمعة جميع العلماء الفرنسيين الذين يعملون في أفريقيا”. “مع ظهور هذين الاثنين على شاشة التلفزيون، تم تشويه سمعتنا جميعاً مرة أخرى.”

 

تنويه: هذا المقال قام فريق عمل موقع راديو صوت بيروت إنترناشونال بترجمته من الإنجليزية من موقع CNN