الأحد 26 شوال 1445 ﻫ - 5 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

"انتكاسة" جديدة للاستراتيجية العسكرية الروسية في أوكرانيا

بخلاف المقاومة الشرسة للقوات الأوكرانية، واجهت القوات الروسية صعوبات كبيرة خلال غزو أوكرانيا خاصة التضاريس الجغرافية، حيث سعت القوات الروسية لعبور عدة أنهار باستخدام جسور عائمة مؤقتة منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، حتى تتمكن قواتها من التقدم، لكن تلك المحاولات كشفت قصور كبير في استراتيجية “موسكو العسكرية”، وفقا لخبراء.

في الشهر الأول من الحرب، دمرت المدفعية الأوكرانية، عشرات ناقلات الجنود المدرعة الروسية في موقع واحد على نهر إيربين، شمال غرب العاصمة كييف، حيث فشل الجيش الروسي بإنشاء سبع معابر عائمة قبل الانسحاب، حسب صحيفة “نيويورك تايمز”.

وخلال معركة السيطرة على إقليم دونباس بشرق أوكرانيا، في 11 مايو، حاولت القوات الروسية تنفيذ عدة عمليات عبور لجسر نهر “سيفيرسكي دونتس”، لكن المدفعية الأوكرانية دمرت الجسر واحرقت المركبات المدرعة.

وتسبب ذلك في مقتل أكثر من 400 جندي، وفقًا لـ”تقديرات محللين عسكريين غربيين”، نقل عنهم معهد دراسات الحرب.

ووصفت وزارة الدفاع البريطانية، الواقعة في ذلك الوقت بـ”انتكاسة دراماتيكية للقوات الروسية”.

وقالت في بيان نشرته على “تويتر”، حينها، إن أعداد المركبات المحترقة والمدمرة المنتشرة على طول ضفاف النهر تشير إلى أن القوات الروسية تكبدت “خسائر فادحة”.

وجاء التقييم البريطاني بعد أن نشر الجيش الأوكراني صورا بطائرة مسيرة، لما قال إنها “بقايا كتيبة روسية”.

وقالت “رويترز”، إن القوات الأوكرانية دمرت عدة مركبات من طابور روسي مدرع لدى محاولته عبور نهر في إقليم دونباس.

وفي سياق متصل قالت صحيفة “نيويورك تايمز”، إن الجيش الأوكراني نسف الجسور لإجبار الروس على بناء جسور عائمة، وهو تكتيك أثبت فعاليته، وكان “مكلفا للجيش الروسي”.

وأوضحت “نيويورك تايمز”، أن القوات العسكرية معرضة بشكل كبير للقصف المدفعي أثناء عبور الجسور العائمة لأنها تجمع الجنود والعربات المدرعة والمعدات أثناء محاولتهم العبور.

مشاكل في تسلسل القيادة الروسية

وتعليقاً على ذلك، نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال”، عن عسكريين غربيين قولهم، إن ذلك الفشل يعكس “المشاكل في تسلسل قيادة القوات الروسية”، ويشير إلى أن القيادة العليا تضغط لتحقيق مكاسب لا تكون القوات مستعدة لتحقيقها.

وقال العميد المتقاعد الذي خدم في الجيش الأميركي، بيتر ديوك، “كل شيء يجب أن يتم تنسيقه ليكون فعالاً، ولم نر الروس يفعلون ذلك على الإطلاق في أوكرانيا.”

ويمكن أن يكون عبور الأنهار أمرا حيويا في حالات القتال الهجومية لأن المسطحات المائية غالبًا ما تشكل دفاعات طبيعية، لكن ذلك التكتيك يعرض أعدادا كبيرة من القوات للخطر ولا يجب القيام به إلا عند الضرورة القصوى، حسب “وول ستريت جورنال”.

ونقلت “وول ستريت جورنال”، عن محللين قولهم إن عملية العبور الروسية الفاشلة، لنهر “سيفيرسكي دونتس”، لم تكون مجرد إخفاق في ساحة المعركة، لكنها حدت من خيارات موسكو العسكرية.

وقال مسؤول في منظمة حلف شمال الأطلسي “ناتو”، إن الفشل وغيره “أثبت مدى صعوبة محاصرة الأوكرانيين في دونباس”، حسب “وول ستريت جورنال”.

ويقول مراقبون غربيون إن أخطاء القوات الروسية مفاجئة، لأن محاولة العبور كانت على الأراضي الأوكرانية، والتي يُفترض أنها مألوفة جدا للروس” حسب الصحيفة نفسها.

تصعيد روسي

وصعدت القوات الروسية، الثلاثاء، هجومها على آخر جيوب المقاومة في محيط لوغانسك الواقعة في إقليم دونباس، وفقا لـ”فرانس برس”.

وتركز القوات الروسية الآن على تأمين وتوسيع مكاسبها في دونباس والساحل الشرقي الأوكراني.

وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، مساء الإثنين، إن “الأسابيع المقبلة من الحرب ستكون صعبة، وينبغي أن نكون مدركين لذلك”، وجاءت تصريحاته بعدما أفاد مسؤولون محليون وسكان عن قصف كثيف.

وأكد أن “الوضع القتالي الأكثر صعوبة الآن هو في دونباس”، مشيرا بالتحديد إلى بلدات باخموت وبوبسانا وسيفيرودونيتسك الأكثر تضررا.

وقال حاكم لوغانسك في دونباس، سيرغي غايدي، إن روسيا استقدمت آلاف الجنود للاستيلاء على الإقليم بأكمله، وإن سيفيرودونيتسك تتعرض لهجوم مكثف، محذرا الأهالي من فوات الأوان للمغادرة.

وقال على تلغرام، “في هذه المرحلة لن أقول: اخرجوا، غادروا، الآن سأقول: ابقوا في ملجأ”.

وأفاد أهالي باخموت، القرية الواقعة عند تقاطع محوري يمثل مركز قيادة لجزء كبير من الجهد الأوكراني في الحرب، لوكالة فرانس برس عن تعرضهم لقصف جوي.