الخميس 16 شوال 1445 ﻫ - 25 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

بخلاف وفاة مهسا أميني.. الفقر يفاقم الاحتجاجات في إيران

يعد الاقتصاد الإيراني المتأزم بشكل كبير، السبب الأبرز في تفاقم الاحتجاجات التي تجتاح البلاد منذ نحو 3 أسابيع، وفق ما ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية.

وقالت الصحيفة إنه بعد أن أشعلت شرطة الأخلاق (الآداب) الإيرانية شعلة الاحتجاجات، تتحول المظاهرات الآن إلى حركة أوسع نطاقا يغذيها غضب الطبقة المتوسطة من الاقتصاد المنهار في البلاد، وسط مخاوف ممن ينتمون إلى هذه الطبقة بالقضاء عليهم.

وأضافت الصحيفة أن الطبقة المتوسطة في البلاد بدا وأنها تتقلص لأول مرة منذ عقود وسط العقوبات الأمريكية والفساد وسوء الإدارة الاقتصادية، وفي ظل قيادة تلك الطبقة للمظاهرات في عشرات المدن منذ وفاة مهسا أميني في 16 أيلول/سبتمبر، والتي توفيت في أحد سجون شرطة الأخلاق، تم رصد شكاواهم (أفراد الطبقة المتوسطة) وتضخيمها على وسائل التواصل الاجتماعي، وسرعان ما تحولت شكاواهم من حقوق المرأة إلى المطالبة بإنهاء نظام الحكم”.

وأوضحت: “حافظت الطبقة المتوسطة على استقرار إيران بعد ثورة 1979، وكانت محركها الاقتصادي وسط العقوبات الأمريكية.. واستمرت الطبقة الوسطى في إيران في النمو على مدى العقود الأربعة الماضية لتصل إلى 60٪ من السكان، ولكن الآن، تتعرض هذه الطبقة لضغوط تضخم بنسبة 50٪، مع هبوط العملة الإيرانية إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق هذا العام”.

وقالت الصحيفة: “اليوم، يعيش أكثر من ثلث سكان إيران في فقر، مقارنة بـ 20٪ في عام 2015، وانكمشت الطبقة المتوسطة لتشكل أقل من نصف البلاد، ويتصاعد الغضب منذ أعوام بسبب الاقتصاد والفشل في إحياء الاتفاق النووي الذي رفع العقوبات عن إيران مقابل قيود مشددة ولكن مؤقتة على برنامجها النووي”.

وأضافت: “يتفق معظم الاقتصاديين على أن العقوبات الأمريكية التي تستهدف صناعة النفط والقطاع المالي في إيران هي العامل الرئيسي الذي يشل الاقتصاد الإيراني، ويقطع البلاد عن الدولار. ومع ذلك، فإن حوالي 63٪ من الإيرانيين يلومون سوء إدارة الاقتصاد المحلي والفساد، وليس العقوبات، على المشاكل المالية للبلاد”.

وتابعت: “كانت إيران في يوم من الأيام واحدة من أكبر منتجي النفط في العالم، وتضخ الآن حوالي 2.5 مليون برميل يوميًا، انخفاضًا من أكثر من 6 ملايين في السبعينيات و4 ملايين حتى عام 2016”.

واختتمت “الجورنال”: “بالنسبة للعديد من الإيرانيين من الطبقة المتوسطة بعد 1979، ساعدت الحرية النسبية لممارسة الأعمال التجارية وكسب المال على التخلص من استياءهم من القمع السياسي وفرض القيم المحافظة على مجتمع علماني، وهو وضع أصبح غير متوفرا في الوقت الحالي”.