الأثنين 20 شوال 1445 ﻫ - 29 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

بصواريخ وسفن حربية.. الجيش الروسي يعزز قبضته على جزيرة الثعبان الأوكرانية

عزز الجيش الروسي قبضته على جزيرة الثعبان في البحر الأسود بنشر أنظمة دفاعية عدة، ما يوحي بأنه لا ينوي التخلي عن هذه النقطة الاستراتيجية بسهولة، رغم التهديدات التي تشكلها أنظمة المدفعية الجديدة لدى القوات الأوكرانية.

وتظهر أحدث صور الأقمار الصناعية المفتوحة المصدر انتشار أنظمة دفاع أرض-جو في الجزيرة الواقعة قبالة السواحل الأوكرانية والرومانية، كما ثبت الروس أنظمة مماثلة على سفن متمركزة قربها لتعزيز حمايتها.

ويقول الباحث الفرنسي، بيار غراسيه، من مختبر ”سيريس“ بجامعة السربون إن ”الروس نشروا عدة أنظمة مضادة للطائرات في الجزيرة للتصدي لتهديدات مختلفة، وتشمل أنظمة إس-إيه-13 وبانتسير وتور ومدافع مضادة للطائرات من طراز زي-يو-23-2“.

بدوره، يؤكد مصدر عسكري فرنسي، طلب عدم كشف هويته، أن ”الروس عززوا موقعهم مؤخرًا من خلال نشر أنظمة أرض-جو مختلفة في الجزيرة وفي سفن بمحيطها.. وهذا أمر منطقي من الناحية الاستراتيجية حتى في مواجهة القدرات الجديدة لأوكرانيا مثل مدافع قيصر وهيمارس“.

وزود الغرب أوكرانيا بالعديد من أنظمة المدفعية المتنقلة، التي من شأنها أن تسمح لها نظريًا بضرب الجزيرة من السواحل التي تبعد عنها حوالي ثلاثين كيلو مترًا، وبينها مدافع قيصر الفرنسية وراجمات الصواريخ هيمارس التي قدمها الأمريكيون، والتي توجد حاليًا في مكان ما بين أوروبا الغربية وأوكرانيا.

وصرح وكيل وزارة الدفاع الأمريكية، كولن كال، هذا الأسبوع: ”نتوقع أن تدخل هذه الأنظمة في القتال قريبًا، ونحن ملتزمون بمواصلة إمدادات الذخائر“.

ويؤكد الباحث غراسيه أن الأنظمة المضادة للطائرات التي ينشرها الروس حاليًا ”لن تكون قادرة على اعتراض الصواريخ الموجهة التي يطلقها نظام هيمارس، وهذا أمر مؤكد“، لكنه يوضح أن أنظمة الدفاع الجوي ”جميعها متحركة ويستطيع الروس فعل ما يقوم به الأوكرانيون بشكل جيد للغاية منذ بداية الحرب: نقلها بمجرد رصد تهديد وشيك.. عليك أن تكون سريع التفاعل.. وذلك فعال جدًا حتى في جزيرة صغيرة“.

ويضيف أن أنظمة ”هيمارس لا يمكنها تغطية“ كامل سطح الجزيرة بالكميات المتاحة للأوكرانيين.

هجوم فاشل

ويوضح الخبير أن الدفاعات الروسية ”موجودة أساسًا لمنع إنزال قوات خاصة أوكرانية في الجزيرة“، مشيرًا إلى أن كييف حاولت القيام بذلك مرة واحدة على الأقل ليل 7 إلى 8 مايو/ أيار الماضي، وتم حينها تحييد قواتها.

وتحظى الجزيرة بأهمية بالغة، وعملت القوات الروسية منذ بدء الهجوم في 24 فبراير/ شباط الماضي على تأمينها.

وواجه الروس صعوبات في الاحتفاظ بها، وخسروا عناصر وعتادًا، وهي ليست بعيدة عن المنطقة التي استهدف فيها الطراد موسكفا بصاروخ أوكراني أدى إلى إغراقه مكبدًا البحرية الروسية أكبر خسائرها منذ عقود.

كما أعلن الأوكرانيون أمس الجمعة أنهم استهدفوا بصاروخ سفينة روسية مساعدة تحمل نظامًا مضادًا للطائرات تتمركز قرب جزيرة الثعبان.

ويوضح غراسيه أن ”هذه السفينة التي صممت في الأصل لأغراض الإنقاذ في البحر، حولت بطريقة مرتجلة إلى منصة مضادة للطائرات وركب عليها نظام تور“.

وأكد المحلل الدفاعي المتخصص في الشؤون البحرية، هاي ساتون، في منشور على ”تويتر“، أن ”هذه السفن تستخدم لإمداد“ الجزيرة ”ذات الأهمية الاستراتيجية.. لا فقط من الناحية العسكرية بل اقتصاديًا أيضًا“.

وتقع جزيرة الثعبان قبالة مصب نهر الدانوب، وهو أحد أهم الأنهار في أوروبا وشريان تجاري للقارة، ومن يسيطر عليها يمكن أن يستهدف المصب.

كما يمكن أن تستخدم الجزيرة منصة لاستهداف مدينة أوديسا أو حتى رومانيا، فضلًا على ذلك، هناك رواسب محروقات على مقربة منها.