الأحد 26 شوال 1445 ﻫ - 5 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

بعد انتهاء جولة الحرب حول "قره باغ".. لماذا تعد إيران الخاسر الأكبر؟

بعد أن وضعت الحرب أوزارها في الإقليم المتنازع عليه بين الجارين اللدودين أذربيجان وأرمينيا، بدأت القوات الأئربيجانية تسلم كامل المناطق في قره باغ، ويرى مراقبون أن أرمينيا ليست الخاسر الوحيد في هذه الحرب، بل أيضاً هناك شريك في هذه الخسارة وهي إيران.

ويرى الكاتب الأميركي لوك كوفي والذي يشغل مدير مركز “دوغلاس وسارا أليسون” للسياسات الخارجية، أن إيران كانت أحد الأطراف الخاسرة في هذه الحرب.

وأوضح كوفي في مقال رأي منشور على موقع “عرب نيوز”، أن هناك ثلاثة أسباب وراء اعتبار إيران خاسرة في هذه الحرب، يأتي في مقدمتها تداعيات الهزيمة في الداخل الإيراني.

وقال كوفي إن الأقلية الأذرية في إيران هي ثاني أكبر أقلية في البلاد، وأثناء الحرب، خرج الأذريون في الشوارع داعمين الجانب الأذربيجاني في الحرب، وقد كان النظام الإيراني حذرا في التعامل معهم.

ويأتي الانتصار الأذربيجاني في وقت تتنامى مشاعر انفصال واستقلال الأذريين في شمال إيران، ورغم أن ذلك لم يترجم حتى الآن في أرض الواقع، فهذا يجعل القيادة الإيرانية في حالة توتر.

السبب الثاني في رأي كوفي، هو أن إيران ستكرس الوقت والموارد والجنود، للتكيف مع الواقع الجيوسياسي الجديد على طول حدودها الشمالية مع أذربيجان، ما يعني تركيز إيراني أقل في مناطق مثل الخليج أو سوريا.

فبعد أن كانت بعض المناطق الحدودية المشتركة مع إيران تابعة لأرمينيا، أصبحت بعد الحرب تابعة لأذربيجان، وقد فرض الواقع الجديد بقاء ألفي جندي روسي لحفظ السلام على الحدود الإيرانية.

أما السبب الثالث والأخير في رأي الكاتب الأميركي، هو أنه لا يُعلم حتى الآن كيف سيؤثر الانتصار الأذربيجاني على العلاقات الثنائية مع إيران، وقد اعتمدت أذربيجان على إيران في الماضي للوصول للمجال الجوي والأرضي، من أجل إدخال احتياجات منطقة حكم ذاتي تدعى ناختشفان تابعة لأذربيجان.

وقد اعتمدت أذربيجان أيضا على إيران في توفير الغاز الطبيعي لمنطقة ناختشفان، إلا أن الانتصار الأخير قد أجبر أرمينيا على فتح ممر وسط أراضيها للسماح بوصول البضائع إلى منطقة ناختشفان الآذرية

ويأتي الانتصار الأذربيجاني، بعد فترة من إعلان تركيا مد ناختشفان بالغاز الطبيعي من خلال خط أنابيب جديد. ما يعني أن إيران ستصبح أقل أهمية بالنسبة لأذربيجان، وستتغير موازين العلاقات الثنائية بين البلدين لصالح باكو.

يذكر أن اتفاقا لوقف إطلاق النار بين يريفان وباكو تحت رعاية موسكو، قد أنهى ما يقرب من سبعة أسابيع من القتال العنيف في ناغورنو قره باغ وهي منطقة جبلية متنازع عليها منذ عقود بين هذين البلدين القوقازيين.

وبموجب هذا الاتفاق، استعادت أذربيجان مناطق شاسعة كانت تحت السيطرة الأرمن منذ مطلع التسعينات.

وسترتبط الأراضي التي لا تزال تحت سيطرة الأرمن بأرمينيا عبر ممر لاتشين البري الذي يمتدّ على خمسة كيلومترات وتضمن روسيا أمنه. وفي هذا الممر، بدأ الأربعاء انتشار جنود روس لحفظ السلام لتأمين هذا الطريق الحيوي بالنسبة إلى ناغورني قره باغ.

وفي المجمل، سينتشر 1960 جنديا روسيا بين الأرمن والأذربيجانيين.

    المصدر :
  • الحرة