الثلاثاء 6 ذو القعدة 1445 ﻫ - 14 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

بعد غزو أوكرانيا.. أوروبا تحتاج إلى رادع نووي أفضل ضد بوتين

قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، إن أوروبا تحتاج إلى رادع نووي أقوى في مواجهة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقالت الصحيفة، في تحليل إخباري، نشرته اليوم الاثنين، على موقعها الإلكتروني ”أعاد الرئيس الروسي بوتين النقاش الأوروبي المؤجل إلى الواجهة مرة أخرى، والذي يتناول مسألة مهمة: هل تحتاج أوروبا إلى ترسانتها النووية الخاصة لردع الهجوم الروسي المحتمل، الآن أو في المستقبل؟“.

كيفية الردع النووي

وأضافت بقولها ”خلال الحرب الباردة، بدا أن الأمر مستقر، إذ لجأت الدول الأوروبية الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، الناتو، للحماية تحت المظلة الأمريكية، ووفقا لاتفاق المشاركة النووية للناتو، فإن 5 من الدول الأعضاء: بلجيكا، وهولندا، وألمانيا، وإيطاليا، وتركيا تستضيف ما يقرب من 100 سلاح نووي أمريكي على أراضيها. من أجل الرد على أي هجوم روسي، والحلفاء سيكونون قادرين على إسقاط هذه القنابل الأمريكية من طائراتهم“.

ومضت: ”إلى جانب الأسلحة الأمريكية، فإن فرنسا وبريطانيا تملكان الترسانة النووية الخاصة بهما، ولكن فرنسا لجأت دوما إلى إبعاد أسلحتها النووية عن الإستراتيجيات المشتركة للتحالف الغربي، وهي الدولة الوحيدة ضمن أعضاء الناتو الثلاثين التي لا تشترك في مجموعة التخطيط النووي للحلف“.

وتابعت بقولها ”حتى قبل العدوان الروسي الذي شنّه بوتين على أوكرانيا في الـ24 من فبراير الماضي، فإن بعض الأوروبيين أعربوا عن خوفهم من أن المظلة الأمريكية أصبحت أقل فاعلية، وبالتالي أقل ردعا. إذ حوّلت الولايات المتحدة تركيزها من الأطلنطي إلى المحيط الهادئ، وبشكل خاص من أجل احتواء الصين، التي تعمل حاليا على تطوير ترسانتها سريعا“.

تحول أمريكي

وأشارت ”واشنطن بوست“ إلى أن الولايات المتحدة وضعت سيناريو لنشوب حربين في توقيت واحد، إذ حذّر خبراء من أن واشنطن في تلك الحالة، من المحتمل أن تعطي الأولوية لالتزاماتها في آسيا، وحلفاء مثل: كوريا الجنوبية، واليابان، وتايوان.

وقالت إن الأسوأ من ذلك، ما قام به الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي أثار رعب الأوروبيين، عندما شكك في قدرات الدفاع المشترك في الناتو، بل وقام بدراسة انسحاب الولايات المتحدة من الحلف. الآن رحل ترامب عن السلطة، ولكنه أو أي رئيس أمريكي آخر مثله يمكن أن يعود، وعلى المدى البعيد فإن الثقة في الولايات المتحدة كحام لأوروبا تراجعت بقوة عما كانت عليه في السابق.

وأردفت ”الأهم من ذلك، أن بوتين أصبح أكثر جرأة في الحديث عن استخدام الأسلحة النووية، من خلال التهديدات شبه المباشرة بأنه يمكن أن يستخدم تلك الأسلحة ضد أوكرانيا أو دول غربية تتدخل في الحرب. الشعور الآن أن الرئيس الروسي يضخّم الأمور، ولكن من البلطيق إلى بولندا وما أبعد من ذلك، فإن الأوروبيين يريدون أن يعرفوا ما الخطة البديلة؟“.

فرنسا خارج المعادلة

وفقًا لأحد السيناريوهات، فإنه يمكن لفرنسا أن توسع مظلتها النووية لتشمل الاتحاد الأوروبي بأكمله، إذ لم تعد بريطانيا عضوا فيه، يتحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كثيرا عن تحقيق الحكم الذاتي الأوروبي، والذي يقصد به الاستقلال عن الولايات المتحدة، ولكن من الناحية العملية فإن الفرنسيين ليس لديهم الاستعداد أو القدرة على ذلك، فمنذ الرئيس الأسبق شارل ديغول، فإن فرنسا أصرّت على السيادة التامة على أسلحتها النووية، وكل القرارات الخاصة بها.

وفي الوقت ذاته فإن الترسانة النووية الفرنسية ليست مناسبة لهذا الدور، لأنها تمتلك ما يقرب من 290 سلاحا نوويا فقط، وفي حال اندلاع حرب شاملة مع خصم مثل روسيا، يمتلك الآلاف من الأسلحة النووية، فإن موسكو يمكن أن تكون قادرة على ضرب هذه الأسلحة في هجوم استباقي، وبالتالي، فإن الردع لا ينجح إلا إذا كان الرد مضمونا.

العودة إلى أمريكا

وقالت ”واشنطن بوست“ إنه في الوقت الحالي، فإن الرد الواقعي على بوتين هو الحفاظ على المظلة الأمريكية وترميمها، من خلال المزيد من الأسلحة النووية التكتيكية الأمريكية، ونشرها في أماكن أكثر، وهذه هي اللغة الوحيدة المفهومة في روسيا والصين، وربما تكون ،أيضا، هذه هي الطريقة الوحيدة لإبطاء وتيرة تحول الدول الأخرى، حليفة أو معادية، إلى الطاقة النووية.

وختمت بقولها ”لا يوجد استنتاج يمكن أن يكون أكثر كآبة من إنه يرقى إلى الدخول في سباق تسلح تكتيكي جديد، وبالتالي يسير في الاتجاه المعاكس للرؤية الكامنة وراء معاهدة حظر الأسلحة النووية، التي وقعتها 86 دولة غير نووية، وتهدف إلى حظر هذه الأسلحة الشيطانية، وبدلا من القضاء على الأسلحة النووية، سنبحث عن طرق جديدة لردع استخدامها“.