الأثنين 27 شوال 1445 ﻫ - 6 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

بوتين قد يعرض وقف إطلاق النار على أوكرانيا لتقسيم الناتو

ربما تدفع روسيا ثمناً باهظاً لتقدمها الزاحف في منطقة دونباس الشرقية، لكنها أشارت إلى أنه ”مع وجود المزيد من قوات الاحتياط في طريقها والاستعداد لقصف المدن لإخضاعها، يعتقد بعض المحللين أن موسكو ستستولي في النهاية على المنطقة الصناعية الإستراتيجية، وفق ما ذكرت صحيفة ”التايمز“ البريطانية.

وقالت الصحيفة في تحليل لها ”في هذه المرحلة، وبعد أن حقق الحد الأدنى من أهدافه، سيميل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى عرض وقف إطلاق النار على أوكرانيا، والذي قد يقسم الناتو في وقت يحتاج فيه التحالف الغربي للوحدة أكثر من أي وقت مضى“.

ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم ”لن يقبل الأوكرانيون هذه الهدنة، لكنه (بوتين) سيعرضها لأنها ستؤدي إلى مزيد من الانقسام في صفوف الناتو، فعلى سبيل المثال، سبق أن اتهمت بريطانيا فرنسا بمحاولة إجبار الرئيس الأوكراني على قبول اتفاق سلام سيّئ“.

وأشارت ”التايمز“ إلى أن بريطانيا لا تؤيد أي اتفاق مع الروس ”بسبب مخاوف من أن ذلك سيمنح بوتين الوقت لتجديد قواته المستنزفة قبل أن يرسل القوات مرة أخرى لمحاولة الاستيلاء على المزيد من الأراضي الأوكرانية“.

وبعد سقوط مدينة سيفيرودونتسك، الجمعة، قالت الصحيفة إن المخابرات البريطانية تعتقد أن أسبوعا من القصف العنيف المستمر يشير إلى أن روسيا تحاول الآن استعادة الزخم على محور إيزيوم الشمالي، بعد أن فشلت في القيام بذلك في وقت سابق.

وأضافت الصحيفة أن القوات الروسية تحاول أيضًا تحسين مواقعها شمال خاركيف، في شمال شرق البلاد، ”من خلال شن هجمات محدودة وغير ناجحة على طول الخطوط الأمامية المتنازع عليها“.

في المقابل، نقلت الصحيفة عن مسؤول عسكري غربي قوله إن ”المكاسب الروسية يمكن عكسها إذا كان الغرب لديه الإرادة والمال والتدريب، وإذا كان بإمكان أوكرانيا أن تتحمل فترة طويلة بما يكفي لبناء قدرة هجومية جوية وبرية للرد“.

ولتحقيق هذا، قالت الصحيفة ”يجتمع حلفاء الناتو في قمة في مدريد اليوم حتى الخميس، حيث سيناقشون حزمة أخرى من الدعم لأوكرانيا، ومن المتوقع أن يشمل ذلك قدرات الاتصال الآمن والوقود الذي تشتد الحاجة إليه في ساحة المعركة“.

في غضون ذلك، قال رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية، الميجور جنرال كيريلو بودانوف، إن انسحاب قوات بلاده من مدينة سيفيرودونتسك بعد أسابيع من القتال ضد القوات الروسية في المدينة الشرقية خطوة ”تكتيكية“ لتجنب تكرار حصار مصنع ”آزوفستال“ المشؤوم في ماريوبول.

وأضاف المسؤول الأوكراني _في مقابلة مع صحيفة ”فاينانشال تايمز“_ أن أوامر الانسحاب، الجمعة، كانت بسبب أسابيع من المدفعية الثقيلة الروسية التي أدت إلى ”تسوية سيفيرودونتسك بالأرض“.

وتابع بودانوف ”لذلك تحركت القوات الأوكرانية من سيفيرودونتسك إلى مناطق مرتفعة غربًا عبر نهر سيفيرسكي دونتس إلى المدينة الشقيقة، ليسيتشانسك، والمناطق المحيطة بها،“ موضحاً أن هذا الانسحاب سيجعل من ”الصعب للغاية“ على القوات الروسية المتمركزة على الضفة الشرقية للنهر العبور والتقدم.

واختتم بودانوف حديثه مع الصحيفة البريطانية قائلا ”إن الغرب بحاجة إلى تقديم المساعدة بجدية أكبر وإلا فإن الحرب ستمتد لفترة أطول، مع تكاليف أعلى لأوكرانيا والعالم“.