السبت 10 ذو القعدة 1445 ﻫ - 18 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

بيلاروسيا: الضغوط تتزايد على لوكاشنكو كي يتنحى

تصاعد الضغط، الاثنين، على الرئيس البيلاروسي لترك السلطة بعد الانتخابات المتنازع عليها في 9 آب/أغسطس مع مواجهة يسودها التوتر بين ألكسندر لوكاشنكو وعمال مصنع كبير هتفوا أمامه “ارحل!”.

وتوقف عمال عدة مصانع والتلفزيون العام الاثنين عن العمل، تلبية لدعوة من المعارضة التي أعلنت إضراباً عاماً غداة تظاهرة ضخمة شارك فيها عشرات الآلاف من الأشخاص في مينسك.

وأدت زيارة قام بها لوكاشنكو إلى مصنع آليات ثقيلة ومصنع جرارات زراعية لحدوث مواجهة حادة مع العمال الذين رددوا عبارة “ارحل” فيما كان يلقي كلمته ويجيب عن الأسئلة.

وقال لوكاشنكو رداً على تلك الدعوات “شكرا، لقد قلت ما في جعبتي، يمكن لكم أن تواصلوا صياح + ارحل +”، قبل أن يغادر وملامح الغضب ترتسم على وجهه.

تصاعدت الضغوط في بيلاروسيا منذ الانتخابات الرئاسية في 9 آب/أغسطس، والتي شهدت إعادة انتخاب لوكاشنكو بنسبة 80 بالمئة من الأصوات على الرغم من الاتهامات العديدة بالتزوير.

يأتي ذلك غداة تظاهر أكثر من 100 ألف شخص في العاصمة، في أكبر تجمع للمعارضة في تاريخ البلاد، تلبية لدعوة المنافسة الرئيسية في الانتخابات سفيتلانا تيخانوفسكايا، التي أعلنت الإثنين أنها مستعدة “لتحمل مسؤولياتها” وتولي قيادة البلاد.

وأعلن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال الاثنين ان الاتحاد الاوروبي سيعقد قمة استثنائية الأربعاء لمناقشة الوضع في بيلاروسيا، بينما لوحت ألمانيا، التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، بتوسيع العقوبات التي تم فرضها بالفعل الأسبوع الماضي بعد لجوء الشرطة للعنف ضد المتظاهرين.

من جهته أعلن الرئيس الاميركي دونالد ترامب الاثنين انه يتابع الوضع في بيلاروسيا “من كثب”.

– تحدي لوكاشنكو –

أمام مصنع الآليات الثقيلة، حيث وصل لوكاشنكو على متن مروحية، تجمع حشد ضم عدة مئات من المتظاهرين، رافعين أعلام المعارضة الحمراء والبيضاء ومرددين شعارات منددة بالسلطة.

وقال إيليا ريبكين (30 عام)، وهو موظف، لوكالة فرانس برس “ننوي المشاركة في جميع الإضرابات السلمية والاحتجاجات (…) حتى تدرك السلطات أخيرًا أنها تقاتل ضد شعبها”.

وأكد عمال في مصنع الجرارات الزراعية الذي يصدّر إنتاجه إلى كل الدول السوفياتية السابقة ويعد مصدر فخر للبلاد، لوكالة فرانس برس أن الآلاف منهم توقفوا عن العمل.

قال لوكاشنكو خلال خطابه في مصنع الجرارت الزراعية “لن أفعل أي شيء تحت الضغط” مضيفا “طالما لم تقتلوني، فلن تكون هناك انتخابات”.

كما تجمع حوالى 600 متظاهر، بحسب وسائل الإعلام المحلية، أمام مقر التلفزيون العام حيث انضمت إليهم ماريا كوليسنيكوفا، وهي واحدة من رموز المعارضة، وقالت “أعلم مدى خوفكم، لأننا جميعًا خائفون. شكرًا لأنكم تغلبتم على خوفك وانضممتم إلى الأغلبية”.

وبحسب موقع “توت” الإلكتروني، أعلن عمال في مصنع بيلاروسكالي للبوتاس أيضاً نيتهم الإضراب عن العمل. ويستخدم البوتاس في صناعة السماد الزراعي وهو أيضاً مصدر كبير للعائدات في بيلاروسيا، أحد أكبر منتجيه عالمياً.

– مستعدة لقيادة البلاد –

منذ اقتراع 9 آب/أغسطس، الذي شهد اعتقال العديد من المعارضين ومنع وصول المراقبين المستقلين إلى مراكز الاقتراع وقمع المظاهرات المعارضة للنتائج بوحشية، يعلن لوكاشنكو مرارًا وتكرارًا رفضه للتنحي.

في نهاية الأسبوع الماضي، توقف المئات من عمال المصانع الحكومية عن العمل، في إشارة إلى انخفاض القاعدة الانتخابية المعتادة للرئيس، الذي يحكم البلاد منذ 1994.

في الأثناء، أعلنت مرشحة المعارضة للانتخابات الرئاسية سفيتلانا تيخانوفسكايا الاثنين أنها مستعدة “لتحمل مسؤولياتها” وتولي قيادة البلاد، وذلك عبر فيديو سجلته من ليتوانيا حيث لجأت.

وأعربت عن نيتها تنظيم انتخابات رئاسية جديدة في حال تولت مقاليد الحكم.

كما طالبت السلطات الافراج عن جميع المتظاهرين الذين تم توقيفهم الأسبوع الماضي وسحب قوات حفظ النظام من الشوارع وفتح تحقيق مع من اعطى الأمر بالقمع.

وبعد الانتخابات، شهدت البلاد لأربع ليالٍ متتالية احتجاجات تخللتها مواجهات مع قوات مكافحة الشغب، أسفرت عن مقتل شخصين وإصابة العشرات بجروح وتوقيف أكثر من 6700 شخص تم إطلاق سراح أغلبهم منذ ذلك الحين.

وتزايدت الضغوط على لوكاشنكو خارجيا كذلك، حيث أعلنت بريطانيا أنها “لا تقبل نتائج” الانتخابات وتعتزم “فرض عقوبات على المسؤولين” عن قمع تظاهرات الأسبوع الماضي.

ونبهت ليتوانيا من أن بيلاروسيا بدأت تدريبات عسكرية على حدودها، محملة لوكاشنكو مسؤولية تصعيد التوتر منذ الانتخابات.

وتلقت مينسك الأحد دعم موسكو حليفتها التاريخية، رغم التوترات المتكررة بين البلدين. وكان لوكاشنكو اتهم روسيا خصوصاً بأنها تسعى لجعل بلاده تابعة لها.

ووعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره البلاروسي بـتقديم “المساعدة الكاملة (…) لضمان أمن بيلاروسيا”، من خلال اتفاقية عسكرية ملزمة للبلدين، بحسب لوكاشنكو>