السبت 10 ذو القعدة 1445 ﻫ - 18 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

تحت المطر.. عشرات الآلاف يتابعون بشغف تتويج الملك تشارلز

تجمع عشرات الآلاف من الشبان وكبار السن من بريطانيا وشتى أنحاء العالم وسط أجواء ممطرة في وسط لندن اليوم السبت لمتابعة مراسم تتويج تشارلز الثالث ملكا لبريطانيا متشوقين لرؤية الملك وتنسم عبق التاريخ خلال يوم مليء بالأبهة والفخامة.

ومنذ الساعات الأولى من الصباح، اصطفت حشود ارتدت ملابس بالألوان الأحمر والأبيض والأزرق ورفعت العلم البريطاني على جانبي الشوارع لمشاهدة مراسم التتويج، وهي الأولى في بريطانيا منذ 70 عاما، وقالوا إنها أشعرتهم بسعادة غامرة وبالاتحاد، لكن بمشاعر الهيبة أيضا.

وكان الكثيرون منهم قد أحضروا مقاعد أو درجات للصعود عليها حتى يتمكنوا من الرؤية وسط الحشود وارتدوا تيجانا ورقية وبلاستيكية. وفي أثناء تتويج الملك الذي أُقيم في كنيسة وستمنستر، تلاصق غرباء تحت المظلات لمشاهدة الحفل على أجهزة آيباد أو على الشاشات الكبيرة في المتنزهات.

ورُفع أطفال صغار فوق الأعناق لرؤية العائلة المالكة وهي على متن عربة اليوبيل الماسي السوداء عائدة إلى قصر بكنجهام.

وقال مايك ويندابانك (60 عاما)، وهو عامل بناء من مقاطعة سوري، الذي كان يشاهد على هاتفه في متنزه سانت جيمس إن لحظة وضع التاج على رأس الملك تشارلز كانت “مؤثرة للغاية”.

وأضاف “إنها مذهلة. انتظر طوال حياته من أجل هذه اللحظة. لقد حانت ساعته، مهما يكن من شدة الحزن على وفاة والدته”.

ومع اقتراب نهاية الحفل بعد ساعتين من المراسم الضاربة بجذورها في عمق التاريخ، شاركت الحشود المصطفة على جانبي طريق الموكب والمستمعة إلى مكبرات الصوت في ترديد النشيد الوطني “حفظ الله الملك”.

وبينما شق تشارلز وكاميلا طريقهما على متن عربة اليوبيل الماسي السوداء، صفق الآلاف ورفعوا هواتفهم لتوثيق هذه اللحظة، صفق الآلاف ورفعوا هواتفهم لتوثيق هذه اللحظة التاريخية لتتويج الملك الجديد على متن العربة التي عمرها 260 عاما والتي تقدمتها الفرق الموسيقية العسكرية وجنود يرتدون المعاطف الحمراء والقبعات المصنوعة من فرو الدببة.

وتعددت أسباب الحضور، إذ أراد كثيرون ممن هم أكبر سنا إظهار دعمهم لتشارلز والنظام الملكي فيما أشار آخرون إلى بداية عهد جديد. وتحدث بعض الأصغر سنا عن رغبتهم في إدراك لحظة تاريخية ورغب آخرون في الاستمتاع بالأجواء الاحتفالية.

وقالت سارة آلمز، وهي ربة منزل في عقدها السابع، “لدينا ملكية عمرها مئات الأعوام وهي صلتنا بالماضي. أين يمكنكم أن تروا مثل هذه الحشود في مكان آخر؟ إنها أكثر المناسبات إبهارا”.

واحتشد كثيرون في الشوارع لحضور جنازة الملكة وأرادوا العودة إلى العاصمة لحضور مناسبة أكثر إبهاجا، بينما أراد الآخرون ببساطة أن يستمتعوا بالمشاهد الاحتفالية.

أبهة واحتفال

وظل تشارلز وليا للعهد لأطول فترة مقارنة بأسلافه ولا يتمتع بالشعبية التي تمتعت بها والدته الراحلة ولم تجتذب مراسم تتويجه الملايين الذين احتشدوا في الشوارع لمشاهدة تتويجها عام 1953.

لكن استطلاعات الرأي تظهر أن تشارلز يحظى بشكل عام بالقبول لدى العامة كملك وأن غالبية البريطانيين ما زالوا يؤيدون النظام الملكي حتى وإن كان الشبان أقل اهتماما بشكل كبير.

وقال سام ميندنهال، وهو عامل بأحد المقاهي عمره 27 عاما من بريستول في جنوب غرب إنجلترا، إنه يعتقد أن تشارلز حاول تحقيق التوازن بين تقاليد الملكية التي يعود تاريخها إلى ما يقرب من ألف عام ووجه بريطانيا الحديث من خلال إشارته إلى الأديان المتعددة في البلاد.

وأضاف “أعتقد أن الكثير من القضايا التي يعتني بها مهمة للغاية” وأن الملك تشارلز “يحاول أن يكون أكثر استيعابا وجذبا للمزيد من الناس إلى أمتنا” على ما يبدو.