الأثنين 20 شوال 1445 ﻫ - 29 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

تردد ألمانيا في دعم أوكرانيا يقوض التحالف المناهض لروسيا

بعد مشاحنات ظهرت في بداية الأمر بين بولندا وألمانيا، امتد الخلاف إلى التحالف الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة، أمس الجمعة، وذلك بعد الفشل في إقناع برلين بتزويد أوكرانيا بدبابات “ليوبارد 2” ألمانية الصنع.

وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن محاولات وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، بشأن إقناع برلين بالموافقة على اقتراح بإرسال دبابات ألمانية الصنع إلى أوكرانيا “باءت بالفشل”، في أول خلاف كبير داخل تحالف ظل مستقرًا منذ الغزو الروسي لأوكرانيا قبل نحو عام.

وفي الاجتماع المخصص لدعم أوكرانيا الذي استضافته قاعدة “رامشتاين” العسكرية الأمريكية بألمانيا، قالت الصحيفة إن مقاومة برلين لضغوطات حلفائها الغربيين الحريصين على إرسال دبابات “ليوبارد 2″، قد أدت إلى إحباط البيت الأبيض والعديد من الحكومات الأوروبية، وذلك مع دخول الحرب الأوكرانية مرحلة حرجة.

ورأت الصحيفة الأمريكية أن الخلاف قد يشير إلى تراجع الدعم لكييف الذي يمكن للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، استغلاله ليثبت صحة روايته للغرب أن النزاع المسلح في أوكرانيا سيكون “حرب استنزاف بطيئة وطاحنة”.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين كبار قولهم إن واشنطن ستواصل الضغط على ألمانيا، مشيرين إلى أنها “يجب أن تتيح على الأقل الموافقة على عمليات نقل الدبابات من قبل دول أخرى”، بما في ذلك فنلندا وبولندا والدنمارك.

وكان المسؤولون الألمان قد صرحوا بأنهم لن يرسلوا دبابات “ليوبارد” ما لم تزود الولايات المتحدة دبابات “أبرامز” الخاصة بها، وذلك على الرغم من أن وزير الدفاع الألماني الجديد، بوريس بيستوريوس، قال للتلفزيون الألماني إن الدبابات الألمانية والأمريكية ليست بحاجة إلى أن يتم توفيرها في نفس الوقت وأشار إلى أن حكومته لا تزال تدرس ما يجب القيام به.

ووفقاً لتقرير “الجورنال”، لم يذكر المسؤولون الأمريكيون ما إذا كانوا سيعيدون النظر في قرارهم بعدم إرسال دبابات “أبرامز”، لكن بعض السياسيين في واشنطن حثوا البيت الأبيض على إعادة التفكير في موقفه. وزعمت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) مرارًا أن صيانة “أبرامز” ستكون عملية معقدة لأوكرانيا.

وجاء الخلاف حول الدبابات في اجتماع لكبار مسؤولي الدفاع من حوالي 50 دولة، حيث تعهدت الولايات المتحدة ودول أخرى بمليارات الدولارات كمساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا، التي تستعد لهجوم روسي جديد يمكن أن يبدأ في الأسابيع المقبلة.

في غضون ذلك، نقلت صحيفة “ديلي إكسبريس” البريطانية عن محلل عسكري بارز وصفه لألمانيا بأنها “جبانة سياسياً” لرفضها إرسال دبابات إلى كييف، قائلاً إن تردد برلين قد يؤدي إلى إضعاف القوات الأوكرانية التي تعتزم شن هجوم مضاد خلال أيام، كما أنه يمثل “نقطة تحول حيوية في الصراع”.

وفي حديثه مع الصحيفة، اتهم المحلل العسكري البريطاني، مايكل كلارك، المستشار الألماني أولاف شولتس بأنه “متردد وخائف من روسيا”، مشيرًا إلى أن الفشل في إرسال دبابات “ليوبارد 2” إلى أوكرانيا يرقى إلى إظهار أن روسيا “قادرة على ابتزاز دولة عظمى وقوة أوروبية كبرى”.

وقال كلارك إن تردد شولتس ومنع زملائه الداعمين لأوكرانيا من إرسال مخزوناتهم من الدبابات الألمانية، “يثبت أن ألمانيا خائفة من روسيا” بشكل كبير. وأضاف: “يؤكد موقف شولتس أن العدوان الروسي وخطاب بوتين قادران على ابتزاز قوة عظمى وزعزعة أعمال الناتو والاتحاد الأوروبي”.

وتابع كلارك: “بصرف النظر عن قضية الدبابات، هذه رسالة سيئة للغاية لإرسالها إلى الكرملين مفادها أننا سنستسلم لتهديداتك، وأننا نخاف منك.. إذا لم يتماشَ شولتس مع إجماع الناتو بأن علينا إرسال دبابات قتال رئيسية، وأن ليوبارد 2 هي الأنسب لإرسالها، فهذا يدل على أن الابتزاز يعمل”.