السبت 18 شوال 1445 ﻫ - 27 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

تقرير أمريكي: ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل بارقة أمل لأوروبا

قال تقرير أمريكي إن إتمام صفقة مرتقبة حول ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل قد يؤدي في نهاية المطاف إلى زيادة إمدادات الغاز الطبيعي، في خطوة من شأنها أن تكون بارقة أمل للدول الأوروبية التي تسعى للاستقلال عن الغاز الروسي.

وذكرت صحيفة ”نيويورك تايمز“، أن حقول الغاز البحرية في البحر المتوسط قد تصبح أحد مصادر الطاقة الجديدة، من بين مصادر أخرى، للعديد من الدول الأوروبية المتعطشة للطاقة، والتي تستعد لشتاء هو الأصعب في ظل شح إمدادات الغاز الروسية بسبب الحرب في أوكرانيا.

وقالت الصحيفة إنه بالرغم من أن إسرائيل ولبنان في حالة حرب من الناحية السياسية منذ عام 1948، إلا أنهما قريبان من اتفاقية يمكن أن تزيد من إنتاج الغاز الطبيعي، حيث قال مسؤولون من البلدين إنهم على وشك حل النزاعات حول حدودهم البحرية، مما سيسمح لشركات الطاقة ببدء عمليات استخراج الوقود الأحفوري من الحقول.

وأضافت الصحيفة أن الإنتاج المتزايد للغاز من حقل ”كاريش“ المتنازع عليه في البحر المتوسط، لن يعوض بالتأكيد القدر الذي كانت تحصل عليه أوروبا من روسيا، لكن خبراء الطاقة يجادلون بأن الاتفاق الإسرائيلي اللبناني سيعطي دفعة حيوية لجهود إنتاج المزيد من الغاز في ذلك الجزء من العالم.

وكان إنتاج الطاقة في شرق البحر المتوسط – على مدى السنوات الأربع الماضية – ينمو بشكل ملحوظ، حيث عملت مصر وإسرائيل والأردن وقبرص معًا للاستفادة من النفط والغاز المدفونين تحت أعماق البحر.

وفي هذا الشأن، نقلت ”نيويورك تايمز“ عن شريف سوكي، الرئيس التنفيذي لشركة ”تيلوريان“، وهي شركة للغاز الطبيعي المسال يقع مقرها في هيوستن بولاية تكساس الأمريكية، قوله: ”هذه خطوة مهمة للغاية بالنسبة للمنطقة. يدرك اللاعبون هناك أخيرًا أنه من الأفضل التعاون بدلاً من القتال المستمر“.

وقالت الصحيفة إن المفاوضات الإسرائيلية اللبنانية ستؤثر بشكل مباشر على حقل ”كاريش“ الذي سينتج الغاز للاستخدام المحلي الإسرائيلي.

وأشارت إلى أنه من المتوقع أن يحل هذا الوقود محل الغاز المنتج من الحقول الأخرى، والذي يمكن بعد ذلك تصديره.

وأضافت الصحيفة أن شركة ”شيفرون“، ثاني أكبر شركة نفط وغاز أمريكية، بالإضافة إلى العديد من الشركات الصغيرة، تنتج بالفعل الغاز من حقلين أكبر من ”كاريش“ قبالة السواحل الإسرائيلية.

وأشارت الصحيفة إلى أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة كانت قد شجعت نمو تجارة الغاز في المنطقة من خلال المساعدة في التفاوض على الصفقات بين الدول التي كانت علاقاتها متوترة منذ فترة طويلة.

وقالت الصحيفة: ”أدت الأزمة الأوكرانية إلى تسريع جهود استكشاف وإنتاج الغاز الطبيعي بسبب التكلفة الباهظة للوقود في أوروبا، حيث تسعى الدول بشكل يائس إلى إنهاء اعتمادها على الغاز الروسي“.

ووفقاً لتقرير الصحيفة، تناقش شركة ”شيفرون“ ونظيراتها في إسرائيل إمكانية بناء منصة عائمة للغاز الطبيعي المسال في حقل ”ليفياثان“ للغاز، أكبر حقل في البلاد.

وأكدت الصحيفة أنه من المتوقع أن تتخذ الشركات قرارًا بشأن المشروع في غضون بضعة أشهر.

وقالت الصحيفة إن مسؤولين لبنانيين وإسرائيليين صرحوا في الأيام الأخيرة بأنهم يواصلون المفاوضات، حيث يعمل مسؤولون من إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، كوسطاء، وهم على وشك التوصل إلى اتفاق جذري، بحسب الصحيفة.

وأشارت الصحيفة إلى أن محادثات ترسيم الحدود بين البلدين اكتسبت زخماً واسعاً خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي عقدت الأربعاء الماضي.

وكان رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، قد صرح، الخميس، أمام الأمم المتحدة بأنه واثق من التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل. وأضاف أن بلاده تدرك جيدًا ”أهمية سوق الطاقة الواعد في شرق البحر المتوسط من أجل ازدهار جميع دول المنطقة، ولكن أيضًا لتلبية احتياجات الدول المستوردة“.