الأربعاء 14 ذو القعدة 1445 ﻫ - 22 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

جبهة جديدة من الحرب.. أوكرانيا تطرق أبواب أفريقيا

تأثرت معظم مناطق العالم بالحرب الأوكرانية الروسية، حاصة القارة السمراء التي طالتها تداعيات الحرب وأثرت على إمدادات الغذاء.

يحاول الاتحاد الأوروبي كسب التأييد في أفريقيا وإقناع الشركاء الأفارقة بأن عقوبات الاتحاد الأوروبي ليست مسؤولة عن نقص الغذاء وارتفاع أسعار الأسمدة.

ومع تزايد المخاوف من أزمة الغذاء الحادة التي أشعلتها الحرب في أوكرانيا، تفتح كييف وحلفاؤها في أوروبا الشرقية جبهة جديدة في المعركة لبناء تحالفات دبلوماسية ضد الكرملين في الدول الأفريقية التي يعتمد الكثير منها على الحبوب والأسمدة من أوكرانيا وروسيا لإطعام مواطنيها.

واقترحت المفوضية الأوروبية، هذا الأسبوع، دعم الدول الأفريقية الأكثر تعرضا لأزمة الغذاء العالمية الناجمة عن الحرب في أوكرانيا بأموال كانت مخصصة أصلا لمشاريع التنمية في أفريقيا ولم يتم استخدامها بعد.

وتقول صحيفة واشنطن بوست إن هذا الجهد يعكس ما أسفرت عنه الحرب الروسية في أوكرانيا من تشكيل تحالفات بعيدة عن ساحة المعركة.

ويتمتع الكرملين بعلاقات عميقة مع العديد من الدول الأفريقية منذ الحقبة السوفيتية، وقد عمل على الاستفادة من ذلك في الأزمة الحالية، حيث رحب بقادة القارة في روسيا ووسع جهوده الدعائية الخاصة بين شعوبها.

وفي المقابل، أمضت دول وسط وشرق أوروبا عقودا في توثيق علاقتها بالغرب، وإهمال العلاقات مع أفريقيا، بعد سقوط الاتحاد السوفيتي.

لكن في الأسابيع الأخيرة، كان قادة تلك البلدان يطرقون الأبواب في أفريقيا. فقد سافر الرئيس البولندي أندريه دودا إلى القاهرة، في أول زيارة من نوعها لرئيس بولندي منذ 30 عاما. وكذلك فعل وزير خارجية لاتفيا إدغار رينكيفيكس.

وتحدث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، هذا الأسبوع، أمام تجمع لزعماء الاتحاد الأفريقي، وأعلن خطته لتعيين مبعوث أوكراني خاص لأفريقيا وقال إنه سيرسل وزير خارجيته قريبا في جولة عبر القارة.

وقال رينكيفيكس، الذي يأمل في إيجاد الوقت للسفر إلى العديد من البلدان الأفريقية الواقعة جنوب الصحراء الكبرى، في الأشهر المقبلة: “ما تفعله روسيا في أوكرانيا هو حرب استعمارية في القرن الـ21”.

كانت استجابة القادة الأفارقة للحرب متباينة. وامتنع حوالي نصف الدول الأفريقية البالغ عددها 54 دولة عن دعمها لقرار للأمم المتحدة في مارس يدين الغزو الروسي.

ويقول نبيل فهمي ، وزير الخارجية المصري السابق والعميد المنتهية ولايته لكلية الشؤون الدولية والسياسات العامة في الجامعة الأميركية بالقاهرة: “مشكلتنا أننا أصدقاء للطرفين المتنازعين، ونحتاج لهما”.

وأضاف “إذا كان أي شخص يعتقد أننا سننحاز إلى جانب، فهو ساذج للغاية. نحن نواجه ضغوطا اقتصادية قوية نتيجة للصراع”.

وترى واشنطن بوست إن الدافع وراء هذا الاندفاع المفاجئ لدول وسط وشرق أوروبا يعود إلى “أسباب إنسانية وضرورة سياسية”. وقد يعاني العديد من مواطني الدول الأفريقية من الجوع قريبا بسبب حظر صادرات الحبوب والأسمدة الأوكرانية.

وقوّض النزاع في أوكرانيا توازن الغذاء العالمي، مما يثير مخاوف من حدوث أزمة ستؤثر خصوصا على البلدان الأكثر فقرا. وتعطل إنتاج أوكرانيا وصادراتها من القمح بسبب القتال.

وتقول الصحيفة إن مصر تحظى باهتمام خاص، لأنها من بين الأكثر تضررا من أزمة الغذاء لكنه تمتلك أيضا إمدادات من النفط والغاز تحتاجها أوروبا بشدة في الوقت الذي تحاول فيه التخلص من الوقود الروسي.

وكانت روسيا وأوكرانيا أيضا من المصادر الرئيسية للسياحة في مصر.

في غضون ذلك، قدمت روسيا حلولا تتمثل في “حبوبها وأسمدتها، بالإضافة إلى بعض الأراضي الأوكرانية، التي استولت عليها من الأراضي التي احتلتها خلال الحرب المستمرة منذ أربعة أشهر”.

إلا أنها لا تستطيع بيع إنتاجها وأسمدتها بسبب العقوبات الغربية التي تؤثر على قطاعاتها المالية واللوجستية.