الجمعة 18 رمضان 1445 ﻫ - 29 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

حرب أوكرانيا.. هذه أكبر التهديدات التي تواجه الشرق الأوسط

قالت صحيفة “ديلي تلغراف” إن الحرب في أوكرانيا قد تقود إلى حروب أهلية واضطرابات في منطقة الشرق الأوسط.

وجاء في تقرير أعدته راشيل ميلارد أن تعطل الإمدادات يدفع بزيادة الأسعار وستتأثر من هذا كل من لبنان ومصر البلدان الأكثر عرضة للخطر.

وقال محللون إن تعطل وصول القمح والمحاصيل عامل في ارتفاع المحاصيل، فقد زادت أسعار القمح بنسبة 25% منذ الغزو في 24 شباط/فبراير ومن المتوقع أن ترتفع أكثر مع السيطرة على الموانئ الأوكرانية أو تعرضها للقصف الروسي. وتصل نسبة القمح المنتج في روسيا وأوكرانيا إلى 14% من مجمل انتاج القمح العالمي، إضافة إلى نسبة 14% من مجمل الذرة العالمي.

وجاء ارتفاع الأسعار بعد قيام تجار التجزئة في روسيا بتقنين حصص الطعام وسط مخاوف التخزين ومنظور ظهور الطوابير أمام المحلات والتي تذكر بالعهد السوفييتي. وقالت شركة “بي سي إي للأبحاث” إن عدم تدفق المواد الغذائية من منطقة البحر الأسود يهدد الصادرات إلى الشرق الأوسط الذي يعتبر سوقا رئيسية.

وأضافت الشركة أن هذا قد يزيد من الضغوط على وضع احتياطي الحبوب في المنطقة “مما قد يقود إلى أعمال الشغب التي حدثت أثناء الربيع العربي عام 2011”. وهناك مخاوف من تأثير الغزو الروسي على المزارعين الأوكرانيين والزراعة والحصاد هذا العام. وتبدأ أوكرانيا بزراعة الحبوب في نهاية شباط/فبراير أو آذار/مارس.

وقالت شركة “كابيتال إيكونوميكس” إن مصر، تحديدا، تعتبر عرضة للمخاطر لأن نسبة 90% من صادرات القمح تأتي من روسيا وأوكرانيا.

وتحاول مصر الحصول على الحبوب من مصادر أخرى وكذلك لديها محصولها المحلي ومخزون يكفي لمدة أربعة أشهر، لكنها تواجه زيادة في الأسعار على الحبوب المستوردة. وزاد سعر الخبز المدعم، وأجبرت الحكومة المصرية على إلغاء خطة لرفع الأسعار على أنواع من الخبز بعد أحداث الشغب في عام 1977.

وقال جيمس سوانتون من “كابيتال إيكونوميكس” “عامل خطر رئيسي يأتي من تخفيض الدعم وزيادة معدلات التصخم في الطعام مما يهدد باضطرابات”. وأضاف إن ” العاملين ساهما في الإحتجاجات أثناء انتفاضة الربيع العربي عام 2011″. وقال إن “زيادة الأسعار، إلى جانب الإقتصاد الذي ضرب بسبب أزمة كوفيد قد يقود إلى إحباط ينفجر على شكل اضطرابات جديدة”.

ويواجه لبنان مشاكل أيضا بسبب تعطل الإمدادات لأنه يحصل على نسبة 40% من قمحه من أوكرانيا وروسيا، حسب “دراغون فلاي” جماعة الإستشارة حول المخاطر. ولدى لبنان مخزون يكفي مدة شهر ويواجه أزمة انهيار اقتصادي منذ عام 2019. وجاء في تحليل المجموعة “إذا أخذنا بعين الإعتبار الوضع الإقتصادي فالمعاناة الناجمة عنه ستؤدي إلى الإحتجاج”.

وبالنسبة للدول التي لا تعتمد كثيرا على قمح أوكرانيا وروسيا فإنها ستشعر بأثر الأزمة من خلال زيادة الأسعار. ويواجه الكثير من السكان في سوريا واليمن من نقص المواد الغذائية، فيما اندلعت التظاهرات في المغرب الشهر الماضي بسبب زيادة أسعار الوقود والطعام. وأضافت شركة دارغون فلاي في بحثها إلى ان “زيادة الأسعار الناتجة عن التعطل في الأسواق، من المحتمل أن تفاقم التظلمات القائمة وتزيد من احتمالات الإحتجاج”. وارتفعت أسعار الحبوب منذ العام بنسبة 37% وهي أعلى نسبة منذ عام 2008.

وحذرت شركة “يارا” مصنعة الأسمدة النرويجية من أن غزو روسيا أوكرانيا يهدد بإمدادات الطعام العالمي. وبالإضافة لنقص القمح والذرة فالبلدان مصدر مهم لزيت الذرة ومغذيات المحاصيل. وأشارت “يارا” “واحد من التداعيات المحتملة هي أن الجزء الأكثر تميزا من العالم هو من سيحصل على الطعام الكافي”. وقالت شركة السكك الوطنية الأوكرانية يوم الأحد إنها تحاول تصدير المواد الزراعية عبر القطارات من أجل التعويض عن التعطيل في الشحن البحري. وهناك آمال بإمكانية نقل المحاصيل إلى الدول الجارة مثل بولندا ورومانيا وسلوفاكيا وهنغاريا ومن هناك يتم نقلها إلى الموانئ الأوروبية للتصدير العالمي.

وفي الوقت نفسه قالت وزارة الزراعة الروسية إنها دعمت قرار تجار التجزئة في تقنين بيع المواد الغذائية الأساسية. وقالت مجموعة “إكس5” وهي كبرى شركات التجزئة الروسية إنها ستقوم بتقييد المشتريات بعد زيادة في الطلب على السكر وزيت الذرة والحنطة السوداء. وقالت المجموعة إن لديها ما يكفي من الإمدادات لكنها تواجه صعوبات في التغليف و النقل بالسرعة الكافية، حسبما أورد موقع “بلومبيرغ”.