السبت 9 ذو القعدة 1445 ﻫ - 18 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

حرب غزة تلقي بظلالها على احتفال "حزب العمّال البريطاني" بفوزه الانتخابي

 اكتنف احتفالات “حزب العمال البريطاني” بانتصاراته في انتخابات محلية اليوم الجمعة، شيء من الحذر بسبب مخاوف من انفضاض الناخبين المسلمين عن حزب المعارضة بسبب غزة في اتجاه قد يقلص حظوظ الحزب في الانتخابات العامة هذا العام.

ويجد زعيم حزب العمال كير ستارمر صعوبة في حمل حزبه على الالتفاف حول موقفه من الصراع في غزة رغم رضوخه لضغوط هذا العام للدعوة إلى وقف دائم لإطلاق النار، بعد أن حثه منتقدون على انتهاج موقف أشد صرامة تجاه إسرائيل.

وتقلص عدد الناخبين المؤيدين لحزب العمال في أماكن بها عدد كبير من المسلمين في جنوب وشمال إنجلترا لكن أحد المشرعين قال إنه يرى ذلك تصويتا احتجاجيا لن يتكرر بالضرورة في الانتخابات العامة.

وأقر ستارمر بأن غزة كان لها تأثير على دعم حزب العمال في بعض المناطق، في حديثه بعد فوز حزبه بمقعد في البرلمان في شمال إنجلترا وسيطرته على عدد من المجالس في أنحاء إنجلترا، في ضربة قوية لحزب المحافظين الحاكم.

وقال للصحفيين “هناك بعض الأماكن كان لهذا تأثير كبير جدا وأنا أتفهم ذلك وأحترمه”.

وأضاف “في الأماكن التي فقدنا فيها أصواتا، سنستعيدها بالعمل الجاد، تماما كما فعلنا في قضايا أخرى كثيرة، لكنني لا أعتقد أن هذا ينفي أن هذه مجموعة جيدة جدا من النتائج لحزب العمال”.

وقال جون كيرتس، وهو من المنظمين البارزين لاستطلاعات الرأي في بريطانيا، إنه بناء على النتائج الأولية، انخفض التأييد لحزب العمال ثماني نقاط فيما يبدو منذ العام الماضي في المناطق التي يمثل المسلمون أكثر من 10 بالمئة من سكانها.

ومع تقدم حزب العمال بفارق كبير في استطلاعات الرأي قبل الانتخابات العامة، انتهج ستارمر نهجا تجاه الصراع في غزة يسير على خطى الحكومة تقريبا، ووازن فيه بعناية بين قولين أحدهما أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، والآخر أن مستوى الموت والدمار في غزة لا يحتمل.

وأثر في صياغة موقفه أيضا تعهده بعد أن أصبح زعيما لحزب العمال في عام 2020 بالقضاء على معاداة السامية في الحزب بعد أن تعرض سلفه اليساري جيريمي كوربين لانتقادات متكررة بسبب رد فعله على مزاعم تتعلق بمعاداة السامية.

 

* انقسامات معلنة

ظهرت الانقسامات داخل حزب العمال للعلن في أواخر العام الماضي حين استقال بعض أعضاء الفريق السياسي لستارمر من أجل التصويت لصالح وقف إطلاق النار في غزة.

ومنذ ذلك الحين، اضطر ستارمر إلى سحب دعم الحزب لمرشح انتخابي في شمال إنجلترا في وقت سابق من هذا العام بعد نشر مقاطع مسجلة يتبنى فيها المرشح نظريات المؤامرة حول إسرائيل. وفتح هذا الطريق أمام اليساري المنشق جورج جالاوي للفوز بمقعد في البرلمان على أساس برنامج مؤيد للفلسطينيين.

وفي الانتخابات المحلية التي أجريت أمس الخميس، فقد حزب العمال السيطرة على مجلس بلدة أولدهام التي تقع بشمال غرب إنجلترا ويقطنها ​​عدد كبير من المسلمين، بعد أن ترك اثنان من أعضاء مجلس العمال السابقين الحزب ليخوضوا الانتخابات كمستقلين بسبب الموقف من الصراع في غزة.

وقال زعيم حزب العمال في المجلس في بلدة بولتون المجاورة إن بعض النتائج تأثرت بالحرب في غزة، بعد أن اختار الناخبون عضوا في المجلس من حزب الخضر للمرة الأولى.

وقال نيك بيل، زعيم حزب العمال في مجلس بولتون، لصحيفة بولتون نيوز “وقوع رد فعل كنتيجة لأزمة غزة لم يكن غير متوقع تماما”.

لكن أحد المشرعين العماليين في شمال إنجلترا قال إنه واثق من أن الناخبين سينظرون إلى قضايا داخلية أكثر في الانتخابات العامة التي قال رئيس الوزراء ريشي سوناك إنه يَتَوَقّع إجراءها في النصف الثاني من العام.

وقال المشرع الذي اشترط عدم الكشف عن هويته “الأمر كله يتعلق بغزة في بعض هذه المناطق… لذا كانت هناك مشكلة. هل أعتقد أن يتكرر هذا في (انتخابات) عامة؟ لا، لأنني أميل للاعتقاد بأن تصويت الناس سيكون بناء على أكثر من قضية واحدة فحسب”.

    المصدر :
  • رويترز