السبت 18 شوال 1445 ﻫ - 27 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

حليف بوتين يصدر تحذيرا نوويا جديدا لأوكرانيا والغرب

أصدر حليف للرئيس فلاديمير بوتين تحذيرا نوويا جديدا لأوكرانيا والغرب الثلاثاء، في الوقت الذي بدأت فيه روسيا نشر نتائج الاستفتاءات التي أجرتها تمهيدا لضم أربع مناطق أوكرانية إليها.

جاءت أحدث انتقادات لموسكو في الوقت الذي هرعت فيه الدول الأوروبية للتحقيق في تسريبات كبيرة غير مبررة في خطي أنابيب للغاز الطبيعي الروسي تحت بحر البلطيق، مما شكل مخاطر انفجارات وغرق أي سفن تدخل المنطقة.

وقال الكرملين، الذي عزا عمليات خفض سابقة في الغاز الروسي إلى أوروبا إلى مشكلات فنية، إنه لا يمكنه استبعاد حدوث عمليات تخريب دون تحديد الجهة المسؤولة.

وأدت المواجهة بين روسيا والغرب إلى ارتفاع التضخم عالميا وزيادة حدة أزمات الطاقة والغذاء في العديد من البلدان منذ غزوها لأوكرانيا في 24 فبراير\شباط، والذي قوبل بعقوبات غربية صارمة وإجراءات روسية للرد عليها.

والتحذير النووي الذي وجهه ديمتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي الثلاثاء، هو واحد من عدة تحذيرات صدرت عن بوتين ومساعديه خلال الأسابيع الماضية.

ويقول محللون إن الهدف منها هو ردع أوكرانيا والغرب من خلال التلميح إلى الاستعداد لاستخدام أسلحة نووية تكتيكية للدفاع عن الأراضي التي يتم ضمها بينما تواجه القوات الروسية هجمات مضادة أوكرانية قوية منذ أسابيع.

لكن تحذير ميدفيديف اختلف عن التحذيرات السابقة في أنه توقع لأول مرة، أن حلف شمال الأطلسي لن يغامر بحرب نووية وبالانخراط مباشرة في حرب أوكرانيا حتى لو ضربت موسكو أوكرانيا بأسلحة نووية.

وقال ميدفيديف في منشور على تيليجرام “أعتقد أن حلف شمال الأطلسي لن يتدخل بشكل مباشر في الصراع حتى في هذا السيناريو… الغوغائيون عبر المحيط وفي أوروبا لن يموتوا في كارثة نووية”.

استفتاءات “وهمية”

ذكرت وكالة الإعلام الروسية الرسمية أن نتائج تصويت أولية من أربع مناطق في أوكرانيا، تحتلها جزئيا روسيا ووكلاؤها، أظهرت أن الغالبية الساحقة تؤيد الانضمام إلى روسيا.

كان ذلك الإعلان منتظرا على نطاق واسع بعد استفتاءات استمرت لخمسة أيام رفضتها كييف والغرب باعتبارها وهمية مع تأكيد عدم الاعتراف بها، وحثت أوكرانيا الاتحاد الأوروبي على فرض عقوبات جديدة على روسيا ردا على عمليات التصويت التي قالت إنها نُفذت تحت تهديد السلاح في كثير من الحالات.

وقال بوتين على التلفزيون الحكومي إن التصويت يهدف إلى حماية الناس مما سماه اضطهاد أوكرانيا للروس والمتحدثين بالروسية، وهو أمر نفته كييف.

وقال بوتين “إنقاذ الناس في جميع الأراضي التي تُجرى فيها هذه الاستفتاءات هو على رأس أولوياتنا ومحور اهتمام مجتمعنا وبلدنا بأسره”.

وناقش بوتين مع المسؤولين في وقت سابق حشد المزارعين للقتال في أوكرانيا، في أحدث خطوة في حملة أعلنها الأسبوع الماضي لدعم ما تسميه موسكو “عمليتها العسكرية الخاصة” بعد خسائرها في ساحات المعركة هذا الشهر.

ودفعت حملة التعبئة آلاف الروس إلى الاندفاع لعبور الحدود الروسية إلى الدول المجاورة.

وقالت وكالة الحدود الأوروبية فرونتكس الثلاثاء، إن عدد الروس الذين دخلوا الاتحاد الأوروبي قفز بعد التعبئة الجزئية التي أمرت بها موسكو، ومن المرجح أن تزداد وقائع العبور غير القانونية إذا قررت روسيا إغلاق الحدود أمام المجندين المحتملين.

وأضافت فرونتكس في بيان “خلال الأسبوع الماضي، دخل ما يقرب من 66 ألف مواطن روسي إلى الاتحاد الأوروبي، أي أكثر من 30 في المئة مقارنة بالأسبوع السابق له، ووصل معظمهم إلى فنلندا وإستونيا”.

وأفاد البيان بأن 30 ألف روسي وصلوا إلى فنلندا خلال الأيام الأربعة الماضية وحدها.

وحذر مسؤولو الحكومة الروسية مرارا من أنهم قد يستخدمون أسلحة نووية إذا حاولت قوات كييف، التي تسيطر على بعض المناطق، استعادة ما ستعتبره روسيا قريبا أرضا خاضعة لسيادتها.

وقالت واشنطن إنها أوضحت لموسكو، خلال اتصالات غير معلنة، ما وصفته بأنه “عواقب كارثية” بالنسبة لروسيا.

وقال مستشار الرئاسة الأوكراني ميخايلو بودولياك إن أوكرانيا تستعد لاحتمال توجيه ضربة نووية روسية، لكن العبء يقع على عاتق الدول المسلحة نوويا لردعها.

وتساءل في مقابلة مع صحيفة بليك السويسرية “إلى أين بالضبط يجب أن نُجلي الناس في حالة توجيه ضربة نووية روسية لأوكرانيا؟… هذا هو السبب في أن استخدام الأسلحة النووية هو مسألة أمن عالمي”.

وفي وسط كييف، قال معلم الموسيقى أندري ليوبومير إنه غير منزعج من احتمال توجيه ضربة نووية، وأضاف لرويترز، في إشارة إلى بدء الغزو الروسي، “ماذا بعد؟”.

وقال بودولياك إن الأوكرانيين الذين ساعدوا روسيا في تنظيم استفتاءات الضم سيواجهون اتهامات بالخيانة والسجن لمدة خمس سنوات على الأقل.

وأضاف “لدينا قوائم بأسماء الأشخاص الذين تورطوا بطريقة ما”، مشيرا إلى أن الأوكرانيين الذين أُجبروا على التصويت لن يُعاقَبوا وأفاد مسؤولون أوكرانيون بأن صناديق الاقتراع كانا تُنقل من منزل إلى منزل وبإجبار السكان على التصويت في وجود جنود من القوات الروسية.

وقال أولكساندر بيلبينكو (70 عاما)، وهو مقيم في كييف، “أنا أعتبر هذا “الاستفتاء” غير قانوني وغير معقول… أعتقد أنها مجرد خطوة شعبوية”.

ولا تخضع أي من تلك المناطق الأوكرانية لسيطرة موسكو الكاملة، ولا يزال القتال مستمرا على خط المواجهة بأكمله حيث أعلنت القوات الأوكرانية إحراز مزيد من التقدم منذ أن ألحقت هزائم بالقوات الروسية في منطقة خامسة، هي خاركيف، هذا الشهر.

ومن المتوقع أن يعلن بوتين انضمام المناطق المحتلة إلى روسيا الاتحادية في الأسابيع المقبلة خلال خطاب أمام البرلمان يوم 30 سبتمبر\أيلول.

وقال رئيس مجلس الاتحاد، الغرفة العليا للبرلمان الروسي، إن المجلس ربما يدرس دمج المناطق الأربع في روسيا في الرابع من أكتوبر\تشرين الأول.

وخاضت القوات الأوكرانية والروسية قتالا عنيفا في مناطق مختلفة من أوكرانيا الثلاثاء.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن منطقة دونيتسك في الشرق لا تزال تمثل أولوية استراتيجية قصوى لبلاده، ولروسيا أيضا، بينما احتدم القتال في عدة بلدات.

وقال بافلو كيريلينكو حاكم المنطقة إن ثلاثة مدنيين قُتلوا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.

ووقعت اشتباكات أيضا في منطقة خاركيف في الشمال الشرقي، محور هجوم أوكرانيا المضاد هذا الشهر.

وواصلت القوات الأوكرانية حملة لإخراج جسور ومعابر نهرية أخرى من الخدمة بهدف تعطيل خطوط الإمداد للقوات الروسية.

وقال سلاح الجو إنه أسقط ثلاث طائرات مسيرة إيرانية الصنع استخدمتها روسيا بعد هجوم على منطقة ميكولايف.

    المصدر :
  • رويترز