الأثنين 20 شوال 1445 ﻫ - 29 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

درعا: تعزيزات العملية العسكرية اكتملت..هل تمنعها روسيا؟

تتأهب قوات النظام والمليشيات الإيرانية لاجتياح المنطقة الغربية في ريف درعا جنوبي سوريا بعد أن استكملت تحضيراتها العسكرية ونشرت المزيد من التعزيزات، في محيط المنطقة المستهدفة بالعملية العسكرية ومركزها مدينة طفس، في حين تتواصل جهود اللجنة المركزية في المنطقة الغربية لمنع أي عمل عسكري واسع لقوات النظام، وهي جهود تدعمها روسيا لتخفيف التوتر في المنطقة.

 

أسباب التوتر

بدأ التوتر في المنطقة الغربية بريف درعا بعد مقتل مقاتلين سابقين في صفوف المعارضة، من بلدة عتمان، شجاع قاسم الصبيحي، ومحمد أحمد موسى الصبيحي، بعد أن تم اعتقالهما على حاجز بلدة الشيخ السعد التابع لقوات النظام في 3أيار/مايو، وعثر على جثتا القتيلين على أطراف بلدة جعيلة في الريف الغربي وعليهما أثار تعذيب.

ردت مجموعة مسلحة من أهالي القتيلين الصبيحي، بقيادة، قاسم الصبيحي، بالهجوم على مخفر شرطة بلدة المزيريب التابع للنظام، وقامت باختطاف تسعة عناصر، أعدموا بالرصاص لاحقاً، وألقيت جثثهم بالقرب من دوار الغبشة في البلدة، وهنا بدأ التوتر يأخذ منحى تصاعدياً بشكل أكبر، وأرسل النظام ممثلي اللجنة الأمنيّة للاجتماع مع اللجنة المركزيّة في 4أيار/مايو، وأعطى مهلة 24 ساعة للجنة المركزية لتسليم منفذي الهجوم على مخفر الشرطة.

انتهت المهلة ولم تنفذ مطالب النظام بتسليم المطلوبين، واكتفى وجهاء المنطقة واللجنة المركزية بإصدار بيانات استنكار وتبرؤوا من المجموعة المسلحة التي أقدمت على قتل عناصر الشرطة. وقالت مصادر محلية في ريف درعا الغربي ل”المدن”، إن “النظام هو من بدأ التصعيد وافتعال المشكلة بعد إعدام مقاتلين سابقين وهو يعرف أنه سيكون هناك رد فعل دموي، هذا ما أراده النظام بالفعل، تمهيداً لاجتياح المنطقة التي ظلت خارج سيطرته منذ توقيع اتفاق التسوية في العام 2018”.

لقاءات اللجان

التقى، السبت، ممثلون عن اللجنة المركزية في درعا مع مسؤولين في اللجنة الأمنية التابعة للنظام برئاسة، قائد شرطة المحافظة، ضرار الدندل، وتم خلال الاجتماعات بحث سبل تخفيف التوتر في المنطقة الغربية بريف درعا، وتحاول اللجنة المركزية تلبية مطالب النظام ولو بالحد الأدنى لمنع اجتياحه للمنطقة.

الناشط الإعلامي ربيع أبو نبوت، قال ل”المدن”، إن “ممثلي اللجنة المركزية أدانوا خلال الاجتماعات مع اللجنة الأمنية التابعة للنظام مقتل الشرطيين التسعة في مزريب”. وأكد أن “اللجنة المركزية أبلغت مسؤولي النظام رفضها القاطع لأي عملية عسكرية تستهدف المنطقة واستعدادها لبذل المزيد من الجهود للتوصل إلى التهدئة مجدداً”.

وبحسب أبو نبوت، فإن “اللجنة المركزية التي تقود المفاوضات مع النظام تضم وجهاء محليين وشيوخ عشائر وقادة سابقين في فصائل المعارضة وشخصيات فاعلة أخرى، وتنقسم اللجنة المركزية الى لجان مصغرة، أهمها، لجنة لدرعا البلد ولجنة أخرى للمنطقة الغربية”.

طوق عسكري

طوقت التعزيزات العسكرية التابعة لقوات النظام والمليشيات الإيرانية المنطقة الغربية بريف درعا بشكل كامل، وستركز العملية المفترضة على مدينتي طفس ومزيريب وهما معقل العدد الأكبر من مقاتلي المصالحات والذين لم ينضموا إلى صفوف “اللواء الثامن” التابع ل”الفيلق الخامس” بقيادة أحمد العودة، المدعوم من روسيا.

انتشرت التعزيزات العسكرية من “الفرقة الرابعة” و”الفرقة الخامس” و”القوات الخاصة” و”قوات الرضوان” التابعة ل”حزب الله اللبناني”، في مدينة ازرع وفي المطار الزراعي شرق بلدة اليادودة، وفي نقاط تمركز على طريق طفس-درعا، وغيرها من الموقع العسكرية ونقاط التفتيش والحواجز التي تم إنشاؤها بكثافة مؤخراً في محيط منطقة العمليات الغربية.

واستقدمت قوات النظام والمليشيات عتاداً حربياً ثقيلاً، مدرعات وراجمات صواريخ ومدفعية ثقيلة وتم توزيعها على مواقع تمركز قوات النظام في محيط المنطقة الغربية. وتوحي التعزيزات الكبيرة بأن النظام عازم بالفعل على اجتياح المنطقة واخضاعها لسلطته المباشرة، ولمح قادة في “الفرقة الرابعة” إلى أن العملية العسكرية قد تنطلق، الاثنين 11 أيار/مايو.

وفي حال فشلت قوات النظام والمليشيات في إطلاق العملية العسكرية بسبب الدور الروسي الذي يسعى إلى التهدئة فإنها ستبقي غالباً على الحشود العسكرية في محيط المنطقة في انتظار فرصة جديدة تمكنها من فرض هيمنتها على المنطقة الغربية ذات الثقل الروسي الأقل مقارنة بمناطق ريف درعا الشرقي معقل “الفيلق الخامس”.

مصادر عسكرية من فصائل المعارضة السابقة بريف درعا قالت ل”المدن”، إنه في حال “نجح النظام والمليشيات الإيرانية في اجتياح المنطقة الغربية فإنها ستكون بداية التوسع نحو مناطق أخرى، ربما جاسم لاحقاً، أي أن الهدف المعلن، وأد الفتنة، بحسب زعم قوات النظام، خدعة كبيرة، وما هو إلا بداية لخطة عسكرية أكبر تدعمها المليشيات الإيرانية، في الوقت الذي يبدو فيه الموقف الروسي غامضاَ ومرتبكاً”.

الدور الروسي

لا يبدو الموقف الروسي إزاء التوتر العسكري في محيط المنطقة الغربية بريف درعا حاسماً، وهو ما منح قوات النظام والمليشيات الإيرانية هامشاً أكبر للمناورة والدفع في اتجاه الحسم العسكري لدخول المنطقة ونزع ما تبقى من سلاحها، أي أن احتمال فشل مساعي تخفيف التوتر ومنع الاجتياح ممكنة. وقالت مصادر محلية في طفس ل”المدن”، إن “روسيا وعدت اللجان في المنطقة الغربية خلال الفترة الماضية بتوسعة الفيلق الخامس، وضم عناصر من تشكلات معارضة سابقة في المنطقة الغربية الى صفوفه، لكنها بقيت في إطار الوعود”.

قد تستفيد روسيا من التوتر العسكري، وتمنع فعلاً اجتياح قوات النظام للمنطقة الغربية في حال حققت مكاسب، أهمها قبول مقاتلي الفصائل المعارضة السابقين بالعرض الروسي للقتال في ليبيا إلى جانب قوات خليفة حفتر. كما أن لروسيا مصلحة في توسعة “الفيلق الخامس” بقيادة أحمد العودة، وضم تشكيلات مسلحة من المنطقة الغربية، وبذلك تقطع الطريق على المليشيات الإيرانية التي تسعى إلى تقوية نفوذها بأي طريقة كانت.