الخميس 15 شوال 1445 ﻫ - 25 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

رئيس وزراء تركيا الأسبق: أردوغان يحاول ترسيخ الدولة الاستبدادية

انتقد أحمد داوود أوغلو رئيس وزراء تركيا الأسبق، النظام الرئاسي في بلاده، معتبرًا أن“ما يقومون به ليس إصلاحًا وإنما هو ترسيخ لمفهوم الدولة الاستبداية الذي يجول في خلدهم“، على حد قوله.

وجاء ذلك خلال لقاء متلفز، أجرته مع أوغلو صحيفة ”الإندبندنت“ بنسختها التركية، يوم الأربعاء، تطرق خلاله للعديد من القضايا التي شهدتها مسيرته السياسية في تركيا، وصولًا إلى عمله في حزبه الجديد وخططه السياسية.

وتحدث أوغلو، الذي أسس مؤخرًا ”حزب المستقبل“ بعد انشقاقه عن حزب ”العدالة والتنمية“، عن تخليه عن منصبه في الحزب الحاكم، واصفًا تلك اللحظة بقوله:“تصوروا .. كان المشهد في المؤتمر الذي تخليت فيه عن منصبي مؤلمًا، تنازلت عنه حين رأيت أنه لا يتماشى معي“.

وقال أوغلو في انتقاده للنظام التركي:“استمرت الدولة العثمانية فترة طويلة وما تم ذلك إلا من خلال ما استفادته من تجارب إلى دهور، كالهندسة المعمارية، تقومون بإنشاء مؤسسة، اليوم، وبعد عامين تقولون إنكم أخطأتم، هل الأمر لعبة في أيديكم؟! هذا بمثابة اعتراف.. لماذا يعترفون؟ لأنهم نادمون على عدم إنشائهم هيكلًا أكثر استبدادًا لا يترك للمعارضة هذا القدر من الحرية، إن ما يقومون به ليس إصلاحًا بل هو ترسيخ لمفهوم الدولة الاستبداية الذي يجول في خلدهم“.

وأضاف:“بدأوا يطالبون بأمور تتجاوز قضية الأمانة، في ذاك المشهد، حين بدأ المؤتمرون بسماع رسالة الرئيس قيامًا في غيابه، وإعلان الحزب بأنه حزب رجب طيب أردوغان من قبل رئيس الديوان – ولم أكن لأخاطب سيادته مجردًا هكذا لولا ذكر رئيس الديوان ذلك – فإن حزب العدالة والتنمية يكون بذلك قد ربط حياته بحياة الفاني“.

وحول الدوافع وراء تأسيس حزبه الجديد ”المستقبل“، قال أوغلو:“إن أنصار العدالة والتنمية بالمفهوم الديمقراطي بدأوا يتساءلون على كافة المستويات.. هل من أجل هذا ناضلنا؟ فالتساؤل الذي قمنا به قبل سنوات بدأ ينتشر الآن في كل مكان“.

وتابع قائلًا:“في هذه الناحية ندخل مرحلة ديناميكية، إذ لا يقتصر الأمر على حزب العدالة والتنمية بل يشمل الجميع، فخلال هذه المرحلة سيدخل الجميع في دوامة جديدة في البحث والتحري، وما أنشأنا هذا الحزب إلا ليكون ميناءً لهذا البحث حتى لا يتيه الشعب، أو يقع في اليأس، أو ينظر إلى المستقبل بعيون مظلمة“.

وفي حديثه عن توازنات الأحزاب في تركيا، قال داوود أوغلو:“إن الأحزاب التي قامت على أسس مذهبية وعرقية في تركيا تجد للأسف في الشخصيات التي تتجاوز الحدود المذهبية والعرقية وتنال محبة شرائح واسعة من الشعب، خطرًا يهددها، لذا فظهور تركي محبوب من قبل الأكراد والأتراك يشكل خطرًا في نظر حزب الحركة القومية وحزب الشعوب الديمقراطية ذلك لأنهم يحصلون على أصوات مرتفعة في السياسة الاستقطابية“.

وبشأن مشروع قانون جديد لمنع انتقال النواب بين الأحزاب قال داوود أوغلو: ”لا أتكلم باسم الأحزاب الأخرى، لكن من الواضح أنها لمنعنا، ذلك أن تنظيمنا بات في كل مكان في الأناضول، وندرك مدى الصعوبات التي نواجهها، فقبل يومين ترك مجهولون رسالة تهديد في فرعنا بمنطقة سينجان، وداهمت الشرطة فرعنا في بلدة توربلي، وحدثت أمور مشابهة في بلدة كتجي أوران، ويواجه كثير من رؤساء المقاطعات لحزبنا ضغوطًا مباشرة أو غير مباشرة“.

وأضاف:“قضية التعديل القانوني لمنع انتقال النواب لم تأتِ بناءً على حديث كمال قليجدار أوغلو، وبالتأكيد لا يحاول حزب ”العدالة والتنمية“ والحركة القومية وضع هذه القيود في إرادة نوابهما، لأنهما يعتقدان أنهما لا يملكان المصداقية لإقناع نوابهما بالاحتفاظ بهما تحت سقف واحد، وأنا أؤمن بشخصية هؤلاء النواب، وكل نائب يعمل تحت مظلة البرلمان موقر ومحترم“.

وتساءل داوود أوغلو:“أين نضع انتقال النائب من الحزب الجيد عن أنطاليا إلى حزب العدالة والتنمية قبل أشهر قليلة؟ وكذلك أين نضع دعوة دولت باهجلي (زعيم حزب ”الحركة القومية“) الموجهة إلى نواب حزب الجيد بالرجوع إلى حزبه وأن بابه مفتوح أمامهم؟ هل يستطيع أردوغان يا ترى أن يضع سدًا في وجه النواب الذين ينوون الانضمام إلى حزبه؟“.

وقال أوغلو إنه يتطلع إلى إعادة النظام البرلماني ولم يستبعد فكرة التحالف مع حزب الشعب الجمهوري قائلًا إنه يهدف إلى إنهاء الاستقطاب في تركيا.