الأربعاء 15 شوال 1445 ﻫ - 24 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

رغم التكتم.. تفاصيل ما حدث خلف أسوار سجن إيفين الإيراني

حملت العديد من الدول الغربية، النظام الإيراني المسؤولية الكاملة عن حياة مواطنيها المحتجزين في سجن إيفن الإيراني.

وعبرت الدول الغربية عن قلق عميق مما يحدث في سجن إيفين مع مخاوف من تعرض المساجين للخطر، لا سيما بعد إعلان السلطات القضائية، الاثنين، ارتفاع عدد وفيات السجن إلى ثمانية سجناء مع التخفيف من وطأة الخبر بقولها إنهم جميعا من القسم المتعلق بجرائم السرقات.

ومن المعلوم أن سجن إيفين، وهو مجمع في شمال طهران أقامه الشاه قبل خمسة عقود وهو بمثابة سجن سياسي للمعارضين والأجانب.

القمع السياسي

وقال نشطاء إن حركة الاحتجاج التي تجتاح إيران امتدت إلى السجن في طهران والذي يُعرف برمز القمع السياسي في تحد جديد للجمهورية الإسلامية، حيث ردد المعارضون المحتجزون شعارات مناهضة للحكومة قبل اندلاع أعمال العنف واندلاع حريق مميت في المنشأة.

وقالت السلطات إن الحريق أسفر عن مقتل ثمانية نزلاء وألقت باللوم على محاولة الهروب يوم السبت في الفوضى. وحاولت السلطات فصل ما يحدث في السجن عما تشهده البلاد من احتجاجات. إلا أن شهودا ومدافعين عن السجناء قالوا إن الحادث الاستثنائي الذي وقع في إيفين كان علامة أخرى على أن الاحتجاجات التي لا قيادة واضحة لها تنتشر خارج سيطرة الحكومة.

وما يشهده سجن إيفين، يكشف تصاعد الغضب في إيران، كما أنه يضع النظام أمام تحد جديد يقلق قادته، ما يشير إلى تصميم الإيرانيين على مواجهة السلطات.

تقرير يكشف التفاصيل

وفي تقرير لصحيفة “وول ستريت” جورنال، يكشف تقرير عما حصل في السجن قبيل اندلاع الحريق حيث ردد معارضون مسجونون شعارات مناهضة للحكومة.

وتنقل الصحيفة روايات عما حصل داخل أسوار السجن لنشطاء من بينهم أتينا دائمي، الناشطة في مجال حقوق الإنسان في طهران والتي أطلق سراحها من إيفين قبل ثمانية أشهر بعد سبع سنوات من السجن هناك.

وقالوا إن الأمر بدأ في جناح النساء في السجن، عندما حطمت سجينات باب المبنى المكون من طابقين والذي يضم حوالي 45 سجينة، وانتقلن إلى منطقة الموظفين في ساحة السجن، وبدأن يرددن شعارات مناهضة للحكومة، حسبما قالت.

وقالت للصحيفة إنها سمعت روايات عن أعمال احتجاج من ثماني عائلات سجينات، كما تلقت مكالمات قصيرة، الأحد، من سجينات في جناح النساء في إيفين.

سجن إيفين

وتتابع دائمي قولها إن أحد حراس السجن حذر النساء، وبعضهن لم يكن يرتدين الحجاب الإلزامي، من أنهن سيقتلن ما لم يعدن إلى المبنى. وقالت دائمي إن سجينتين – سبيدة كاشاني، وهي ناشطة بيئية، وزهرة صفائي، وهي ناشطة سياسية – أغمي عليهما بسبب الغاز المسيل للدموع واحتاجتا إلى علاج، كما نقلت عن عائلتيهما.

كما أفادت النساء برؤية حراس مسلحين ببنادق يصوبون نحوهن أسلحة تحمل عدسات ليزر للتصويب.

واعتقلت الحكومة مئات المحتجين، وسجنت أكثرهم نشاطا سياسيا في إيفين، حسبما قال أعضاء في حركة الاحتجاج ونشطاء في مجال حقوق الإنسان.

كان هناك جناح آخر متضرر من الحريق يضم سجناء سياسيين، وفقا للروايات التي جمعتها النقابة الحرة للعمال الإيرانيين، وهي المظلة الرئيسية للنقابات العمالية، والتي تضم العديد من الأعضاء المحتجزين في إيفين. وقالت النقابة إن بعض سجناء إيفين تجمعوا في الفناء ورددوا شعارات ضد الحكومة، الجمعة.

وفي، صباح الأحد، شوهدت عائلات المعتقلين خارج السجن بحثا عن أخبار عن أقاربهم المسجونين.

نقل السجناء الأجانب

وأضرم السجناء النار في ورشة خياطة، وفقا لوسائل الإعلام الحكومية الإيرانية، مضيفين أن بعض السجناء كانوا يحملون شفرات وحاولوا الهروب من السجن.

وكان من بين الموجودين في العنبر 8 عماد شرقي، وهو إيراني أميركي معتقل في السجن بسبب تهم تعتبرها الولايات المتحدة كاذبة.

ونقلت الصحيفة عن عائلته وعن محامي سياماك نمازي، وهو إيراني أميركي أيضا مسجون بتهم تجسس تقول واشنطن إنها كاذبة، إن الأميركيين نقلوا إلى “عنابر أخرى” لحمايتهم من قبل السلطات.

“جامعة إيفين”

وكانت الخارجية الأميركية حذّرت من أن إيران تتحمل مسؤولية سلامة المواطنين الأميركيين المحتجزين في سجن إيفين. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، في تغريدة: “تتحمل إيران المسؤولية الكاملة عن سلامة مواطنينا المحتجزين من دون وجه حق، الذين يجب إطلاق سراحهم فوراً”، مضيفاً أن واشنطن تتابع بشكل عاجل التقارير عن الحادث.

كما أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن باريس تتابع “بأكبر قدر من الاهتمام” مصير الفرنسيين “المعتقلين قسراً” في سجن إيفين الذي يضم سجناء سياسيين وأجانب، بينهم الأكاديمية الفرنسية الإيرانية فاريبا عادلخاه.

وأفادت تقارير أن المخرج الإيراني المعارض جعفر بناهي صاحب الجوائز السينمائية الدولية والسياسي الإصلاحي مصطفى تاج زاده محتجزان أيضاً في إيفين.

وأُطلق على السجن لقب “جامعة إيفين” بسبب العدد الهائل من المثقّفين المحتجزين فيه.