الأحد 26 شوال 1445 ﻫ - 5 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

رغم تحذيرات قائد الحرس الثوري.. احتجاجات إيران تتواصل

أظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي طلابا إيرانيين وهم يتحدون تحذيرات الحرس الثوري وقوات الباسيج بشأن ضرورة إنهاء الاحتجاجات في أنحاء البلاد بحلول اليوم الأحد، مما أثار رد فعل عنيفا من شرطة مكافحة الشغب وعناصر الباسيج.

ويتظاهر الإيرانيون بمختلف خلفياتهم وانتماءاتهم منذ وفاة مهسا أميني البالغة من العمر 22 عاما في أثناء احتجاز شرطة الأخلاق لها بعد اعتقالها لارتداء ملابس اعتبرت غير لائقة.

وتصاعد الغضب الشعبي إزاء وفاة أميني في 16 سبتمبر أيلول حتى بات واحدا من أصعب التحديات التي تواجهها القيادة الدينية للبلاد منذ ثورة 1979، إذ ردد متظاهرون هتافات “بالموت” للزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي.

حذر قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي المحتجين من أن أمس السبت سيكون آخر يوم يخرجون فيه إلى الشوارع، وهو التحذير الأكثر صرامة لمسؤول إيراني حتى الآن.

ومع ذلك، أظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي طلابا يشتبكون مع شرطة مكافحة الشغب وقوات الباسيج في الجامعات في أنحاء البلاد. ولم تتمكن رويترز من التحقق من هذه اللقطات.

استمرار الاحتجاجات في إيران

وأظهر مقطع فيديو أحد أفراد قوات الباسيج وهو يطلق النار من سلاح من مدى قريب على طلاب يحتجون في فرع جامعة آزاد في طهران. كما سُمع دوي إطلاق نار في مقطع نشرته منظمة هنجاو الحقوقية خلال احتجاجات في جامعة كردستان في سنندج. وأظهرت مقاطع فيديو من جامعات في مدن أخرى قوات الباسيج وهي تفتح النار على الطلاب.

وفي أنحاء البلاد، حاولت قوات الأمن محاصرة الطلاب داخل مباني الجامعات بإطلاق الغاز المسيل للدموع وضرب المتظاهرين بالعصي، مما دفع الطلاب، الذين بدا أنهم عزل، للتراجع فيما هتف بعضهم “الباسيج العار أغربوا عن وجوهنا” و”الموت لخامنئي”.

تاريخ من قمع الاحتجاجات

قالت وكالة هرانا للأنباء المعنية بحقوق الإنسان في إيران إن 283 متظاهرا قتلوا في الاضطرابات حتى أمس السبت بينهم 44 قاصرا. كما قُتل نحو 34 من أفراد قوات الأمن.

وأضافت الوكالة أن أكثر من 14 ألف شخص تم اعتقالهم، بينهم 253 طالبا، في احتجاجات في 132 مدينة وبلدة و122 جامعة.

وسحق الحرس الثوري وقوات الباسيج التابعة له جميع أشكال المعارضة في الماضي. وقال قائد بالحرس الثوري اليوم الأحد إن “مثيري الفتنة” يوجهون إهانات لهم في الجامعات وفي الشوارع، وتوعد باستخدام المزيد من القوة إذا استمرت الاحتجاجات المناهضة للحكومة.

ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء (إرنا) عن قائد الحرس الثوري في إقليم خراسان الجنوبي العميد محمد رضا مهدوي قوله “حتى الآن، التزم الباسيج ضبط النفس والصبر. لكن الأمر سيخرج عن سيطرتنا إذا استمر الوضع”.

مناشدة صحفيين

طالب أكثر من 300 صحفي إيراني بالإفراج عن زميلتين لهما مسجونتين بسبب تغطيتهما لقضية أميني في بيان نشرته صحيفة اعتماد وصحف أخرى اليوم الأحد.

وكانت نيلوفر حميدي قد التقطت صورة لوالدي أميني وهما يتعانقان في أحد مستشفيات طهران حيث كانت ابنتهما ترقد في غيبوبة.

وكانت الصورة، التي نشرتها حميدي على تويتر، أول جرس إنذار للعالم على أن هناك خطبا ما بشأن أميني التي كانت اعتقلتها شرطة الأخلاق قبل ذلك بثلاثة أيام بدعوى ارتدائها ملابس غير لائقة.

أما الهه محمدي فقد غطت جنازة أميني في مدينة سقز الكردية، مسقط رأسها، حيث بدأت الاحتجاجات. واتهم بيان مشترك من وزارة المخابرات الإيرانية والمخابرات التابعة للحرس الثوري يوم الجمعة حميدي ومحمدي بأنهما عميلتان لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية.

ويتماشى اعتقالهما مع الرواية الرسمية التي تروج لها إيران ومفادها أن الولايات المتحدة وإسرائيل والقوى الغربية وعملاءها بالداخل يقفون وراء الاضطرابات وعازمون على زعزعة استقرار البلاد.

احتجاجات في إيران تنديدا بمقتل مهسا أميني

وتقول جماعات حقوقية إن ما لا يقل عن 40 صحفيا اعتُقلوا في الأسابيع الستة الماضية، وإن العدد في تزايد.

ولعبت الطالبات والنساء دورا بارزا في الاحتجاجات، حيث قمن بحرق حجابهن في الوقت الذي طالبت فيه الحشود بسقوط الجمهورية الإسلامية التي وصلت إلى السلطة عام 1979.

وقال مسؤول اليوم الأحد إن المؤسسة الدينية ليست لديها أي نية للتراجع عن فرض الحجاب لكن يتعين عليها أن “تتحلى بالحكمة” بشأن تطبيق هذا الفرض.

وقال علي خان محمدي المتحدث باسم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لموقع (خبر أون لاين) إن “خلع الحجاب مخالف لقانوننا والهيئة لن تتراجع عن موقفها”.

وأضاف “ومع ذلك، يجب أن تتحلى تصرفاتنا بالحكمة لتجنب منح الأعداء أي ذريعة لاستخدامها ضدنا”.

ومن غير المرجح أن يقبل المحتجون بالتلميحات حول تخفيف اللهجة والإجراءات الأمنية، خاصة بعدما تصاعدت مطالبهم إلى ما هو أبعد من تغيير قواعد الزي وباتوا ينادون اليوم بإنهاء حكم رجال الدين.

وفي محاولة أخرى على ما يبدو لنزع فتيل التوتر، قال رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف إنه يحق للناس المطالبة بالتغيير وإن مطالبهم ستُلبى إذا نأوا بأنفسهم عن “مثيري الشغب” الذين خرجوا إلى الشوارع.

وأضاف “نرى أن الاحتجاجات ليست فقط حركة تصحيحية ودافعا للتقدم لكننا نعتقد أيضا أن هذه الحركات الاجتماعية ستغير السياسات والقرارات، بشرط ابتعادها عن مرتكبي العنف والمجرمين والانفصاليين”، وهي مصطلحات يستخدمها المسؤولون عادة للإشارة إلى المتظاهرين.

    المصدر :
  • رويترز