الثلاثاء 28 شوال 1445 ﻫ - 7 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

رغم فارق القوة والعتاد.. تقرير يكشف سببا لإخفاقات الجيش الروسي

بجانب الأسباب المعروفة لفشل موسكو في تحقيق أهدافها في أوكرانيا، يعود فشل القوات الروسية في تحقيق الأهداف التي وضعتها موسكو من خلال غزو أوكرانيا، لسوء المعاملة التي يتعرض لها الجنود الروس، وذويهعم، وفق تقرير لمجلة “فورين أفيرز”.

المجلة ذكرت أن ممارسات السلطات العسكرية الروسية تجاه الجنود اتسمت دائما بعدم الاكتراث بحياتهم، وذلك بعدم إخبارهم بمهامهم إلا ساعات قُبيل انطلاقهم.

وقبل ستة أيام فقط من غزو أوكرانيا، تجمع جنود روس معًا في إحدى الخيام في بيلاروسيا، وكان أحدهم قد حصل سرًا على هاتف ذكي، وبعد أن دخلت المجموعة إلى مواقع إخبارية غربية، صدمت بتقارير إخبارية تقول إن روسيا على وشك غزو جارتها أوكرانيا.

وعندما اتصل أحدهم بوالدته، قالت له إنها مجرد إشاعات غربية، لكن وبعد خمسة أيام فقط، تبين له أنها كانت أخبارا صحيحة.

وعشية الغزو، كشف القادة لجنودهم أن مهمتهم ستكون غزو أوكرانيا وهددوهم باتهامهم بـ”الفرار من مهمة” إذا لم يأتوا.

وقال الجندي لوالدته في مكالمة قبل أن تتحرك الوحدة عبر الحدود: “أمي ، وضعونا في سيارات، ونحن نغادر الآن” ثم تابع “أنا أحبك، إذا قيل أنني قتلت، فلا تصدقي على الفور، تحققي بنفسك”.

ولم تسمع والدته أي أخبار عنه منذ ذلك الحين، على الرغم من مناشداتها للحصول على معلومات، لكن السلطات العسكرية لم تزودها بأي تحديثات، وفي النهاية قررت التوجه إلى الصحافة، يقول التقرير.

تعثر استراتيجي وتكتيكي

على الرغم من معداتها العسكرية المتطورة، تعثرت روسيا استراتيجيًا وعمليًا وتكتيكيًا في أوكرانيا، لكن التعامل مع الجنود بتلك القسوة التي ورثتها عن الاتحاد السوفييتي، كان له القسط الأكبر في إحباط معنويات الجنود.

ولا تتوقف مشكلات الجيش الروسي عند نقص قطع غيار المعدات أو ضعف التدريب أو الفساد، حيث يعد عدم اهتمام الجيش بحياة ورفاهية أفراده، من بين أهم الأشياء التي يشتكي منها الجنود الروس.

الجيش الروسي

وفي أوكرانيا، يكافح الجيش الروسي لاستعادة جثث موتاه، وإخفاء الضحايا، لكنه لا يبالي بعائلات العسكريين القلقة على أبنائها.

وجاء في تحليل المجلة بالخصوص “قد تنفق موسكو مليارات الدولارات على معدات جديدة، لكنها لا تعالج إصابات الجنود بشكل صحيح، ولا يبدو عمومًا أنها تهتم بشكل كبير بما إذا كانت القوات مصابة بصدمة أمن لا”.

وعدم الاهتمام بالجنود، وثقافة اللامبالاة تقوض بشكل أساسي فعالية الجيش الروسي، بغض النظر عن مدى اتساع نطاق تحديثه.

مقارنة

التحليل قارن الوضع في الولايات المتحدة، وقال إنه في أميركا تسود ثقافة مفادها أن الجندي الجيد هو الجندي السعيد، الذي يتغذى بشكل صحيح ويتقاضى أجراً ويعامل باحترام، وقال إن الوضع ليس كذلك بالنسبة للروس.

فالقيادة العليا الروسية تتصرف كما لو أن قواتها هي آخر اهتمامها، وتتخذ قرارات تكتيكية كما لو أنها تستطيع ببساطة المخاطرة بحياة الجنود على أهداف سيئة التصميم .

“هذا الموقف يقلل من الروح المعنوية للقوات ويقلل من الفعالية القتالية” تقول “فورين آفيرز”.

و للجيش الروسي تاريخ طويل في إساءة معاملة أفراده وعائلاتهم.

فخلال حرب الاتحاد السوفيتي في أفغانستان، لم يتم إبلاغ العديد من المجندين مسبقًا بأنهم سيتم إرسالهم للقتال.

وعندما ماتوا أو اختفوا، كانت السلطات السوفييتية فظة ورفضت الإصغاء للآباء المفجوعين، وخاصة الأمهات اللائي كن يطرحن أسئلة وفي انتظار الحصول على إجابات.

وفي التسعينيات، أرسل الجيش الروسي مجندين غير مستعدين إلى الشيشان خلال حرب المدن الشاقة في مدن مثل غروزني.

وقُتل أو جُرح أو أُسر العديد من تلك القوات، وغالبًا ما ناشدت أمهات الجنود المأسورين من القيادات الروسية المساعدة للإفراج عن أبنائهم لكن تم تجاهلهم.

لذلك، سافرت العديد من الأمهات مباشرة إلى الشيشان للعثور على أبنائهن ومنهن من رتبت صفقات لذلك.

وفي عام 2014، عندما أرسلت روسيا قوات سرا إلى شرق أوكرانيا، تعرضت عائلات العسكريين مرة أخرى للتخويف أو الكذب بشأن وضع وظروف أبنائهم، وقيل للبعض، على سبيل المثال، أن أبناءهم ماتوا في حوادث تدريب في روسيا بدلاً من القول لهم إنهم قضوا في شرق أوكرانيا.

تحليل المجلة لفت إلى أنه “إذا أرادت موسكو تجنب وقوع خسائر كبيرة في الأرواح، فلا بد إلا تمضي في نفس الاستراتيجية، لكن الكرملين يواصل الحرب كما كان مخطط لها، ولا يزال يرسل قواته لمواجهة القوات التي كانت تتربص للغزو، بينما لم يكن يعرف الجنود الروس مهمتهم.