روسيا تستلم 18 طائرة بدون طيار من طراز مهاجر-6 من إيران

منذ الأيام الأولى للغزو الشامل لأوكرانيا تتصرف روسيا كدولة معتدية، وتقتل الشعب المسالم وتدمر المدن والقرى والأوكرانية، وتحطم حياة الملايين من المدنيين. لمدة سنة واحدة تقريباً دمر الروس المباني السكنية والمدارس والمستشفيات ومحطات القطار ومراكز التسوق التي كما يبدو حسب اعتقادهم أنها منشآت عسكرية.

ومنذ شهر تشرين الأول/ أكتوبر من العام الماضي، بدأت مرحلة جديدة من استهداف الكرملين للسكان المدنيين، حيث يشن ضربات صاروخية ضخمة على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، من دون أن يخفي أن الغرض من ذلك هو تعطيل البنية التحتية الحيوية الأوكرانية، وذلك باستخدام صواريخ كروز روسية وطائرات مسيرة إيرانية. ولا يمكن وصف تلك الغارات الجوية إلا بـ “إرهاب الطاقة”، لأن ترك عشرات الملايين من الناس من دون كهرباء وتدفئة وماء نتيجة استهداف الصواريخ الروسية لمنشآت الطاقة في فصل الشتاء البارد يعتبر جريمة ضد الإنسانية.

ولذا، أوكرانيا بحاجة ماسة للدفاعات الجوية الفعالة لحماية سكانها المسالمين. وحينما تبحث أوكرانيا مع شركائها عن طرق لتعزيز الدفاع الجوي الأوكراني، تزود إيران الدولة الإرهابية بطائراتها بدون طيار. تشير تقارير من صحيفة الغارديان البريطانية إلى أن إيران سلمت روسيا ما لا يقل عن 18 طائرة من دون طيار ثقيلة من طراز مهاجر-6 وهي مصممة للقصف المتكرر على عكس الطائرة من دون طيار الانتحارية من طراز “شاهد” التي تستخدم لمرة واحدة فقط ولذا يطلق عليها طائرات “كاميكازي”. فإن الطائرة بدون طيار من طراز مهاجر-6 طائرة مسيرة هجومية ومتعددة الأغراض ومصممة للاستطلاع والرصد وإطلاق النيران. وتدل كل هذه الخصائص على أن تكلفة هذه الطائرة المسيرة قد تتراوح من 1.5 إلى 4 ملايين دولار أمريكي.

عُلم أن الطائرات المسيرة إيرانية الصنع دخلت الخدمة في الترسانة الروسية عام 2022، وفي الخريف بدأ الروس في استخدامها أولاً في الجبهة ولاحقاً لشن هجمات على البنية التحتية المدنية في أوكرانيا. بدأت التكتيكات الروسية تجمع مؤخراً بين إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة لتحديد المواقع واستنفاد الدفاع الجوي الأوكراني. كما بات من المعروف أن روسيا وإيران تخططان لبناء مصنع جديد في روسيا يمكن أن ينتج ما لا يقل عن ستة آلاف طائرة بدون طيار، ما يشكل خطراً متزايداً.

حالياً تتمكن قوات الدفاع الجوي الأوكرانية من إسقاط معظم الطائرات المسيرة التي يطلقها العدو منقذة حياة آلاف الأرواح. لقد تسلمت القوات الأوكرانية أو ستتسلم قريباً أنظمة الدفاع الجوية المتطورة منها نظام ألماني قصير المدى من طراز “إريس-تي إس إل إم” ونظام “ناسامس 2” الأمريكي ونظام “غيبارد” الألمانية ونظام “ستينغر” الأمريكي وغيرها من مثيلاتها. وسيسمح تزويد أوكرانيا بأنظمة الدفاع الجوي هذه على وجه التحديد بتغيير مسار الحرب وحماية المواطنين الأوكرانيين المسالمين بشكل فعال.