الثلاثاء 14 شوال 1445 ﻫ - 23 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

روسيا تعيد تمركز قواتها في خيرسون.. وأوكرانيا تواصل هجومها

واصلت القوات الأوكرانية التقدم في منطقة خيرسون جنوب البلاد، بينما أعلنت روسيا “إعادة تمركز قواتها” في المنطقة، حيث يتوقع الخبراء تحول المعارك إلى “صراع طويل الأمد بين الجانبين للسيطرة على الإقليم”.

وأعلن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الأربعاء أن قواته استعادت ثلاث قرى في منطقة خيرسون الجنوبية من القوات الروسية.

وأضاف في مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي “تم تحرير نوفوفوسكريسنسكي ونوفوغريغوريفكا وبيتروبافليفكا، في الساعات الـ24 الأخيرة”، مؤكدا أن الهجوم المضاد “مستمر”.

وأعلنت أوكرانيا، الثلاثاء، تحقيق خرق في شمال منطقة خيرسون الجنوبية، في حين يبدو أن كامل منطقة خاركيف (شمال شرق) تقريبا باتت الآن تحت السيطرة الأوكرانية مما يمهد الطريق نحو لوغانسك معقل الانفصاليين الموالين لموسكو منذ 2014، وفقا لـ”فرانس برس”.

من جانبها قالت وزارة الدفاع الروسية، الأربعاء، إن قواتها تتمركز في مواقع في منطقة خيرسون الأوكرانية و”تصد هجمات لقوات معادية” بعد يوم من تأكيدها لخسائر كبيرة في ساحة المعركة في الإقليم الجنوبي.

وأضافت الوزارة في إفادتها اليومية أن “قواتها شنت ضربات جوية على مناطق دودتشاني ودافيديف بريد”، مؤكدة خسارة القريتين الرئيسيتين اللتين تسيطر عليهما قواتها منذ مارس هذا الأسبوع، وفقا لـ”رويترز”.

ومع التقدم الأوكراني في جنوب وشرق البلاد، تراجعت القوات الروسية على الجبهتين، في مواجهة قوات كييف “سريعة الحركة والمزودة بأنظمة مدفعية متطورة من الغرب”، وفقا لتقرير لصحيفة “الغارديان” البريطانية.

نجاحات أوكرانية

واستطاعت القوات الأوكرانية استعادة المزيد من الأراضي في منطقتي خيرسون وميكولايف الجنوبيين، ودفع جيش كييف الروس إلى الوراء عشرات الأميال في بعض المواقع بعد أن كافحوا للتقدم لأشهر، وفقا لتقرير لصحيفة “واشنطن بوست”.

وتقع الأراضي التي تمت استعادتها إلى الجنوب من مدينة كريفي ريه في اتجاه نوفا كاخوفكا وكذلك غربا على طول الضفة الشمالية لنهر دنيبرو باتجاه خيرسون، وفقا لتقرير “الغارديان”.

وأقر الجيش الروسي، الثلاثاء، بتراجع قواته ونشر خرائط تظهر أن موسكو انسحبت من جزء كامل من شمال منطقة خيرسون وكذلك من كل الضفة الشرقية لنهر أوسكيل، آخر منطقة في خاركيف كانت لا تزال تسيطر عليها، حسب “فرانس برس”.

ولكن بعد الهجوم المضاد الناجح لأوكرانيا في منطقة خاركيف الشمالية الشرقية، حذر الجنود المتمركزون بالقرب من الجبهة الجنوبية من أن الوضع لا يزال “متوترا”.

وأكدوا أن خيرسون مهمة للغاية بالنسبة للروس “سياسيا وعسكريا”، مؤكدين أن القوات الروسية لن تنسحب من تلك المنطقة بـ”طريقة فوضوية” على غرار ما حدث في خاركيف، حسب ما نقلته “واشنطن بوست”.

ولاحظ الأوكرانيون أن “الانسحاب الروسي من بعض البلدات والقرى” كان منظما، فيما يمكن أن يكون استعدادا لتشديد الخط الأمامي حول مدينة خيرسون، حسب الصحيفة.

ووفقا لكبير المحللين في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، جاك واتلينغ، فإن القوات الروسية تراجعت حول خيرسون إلى خط دفاعها الثاني لـ”تقصير خط المواجهة”.

وقال واتلينغ: “لا يوجد دليل على استسلام أو انهيار (القوات الروسية)، كما رأينا في منطقة خاركيف”، مشيرا إلى الأهمية السياسية لروسيا للاحتفاظ بخيرسون.

وأضاف:” إذا تمكنت القوات الأوكرانية من اختراق خط الدفاع الثاني لروسيا، فستكون قادرة على قطع خطوط الإمداد الروسية بمجموعة أوسع من المدفعية الأرخص ثمنا وحصرها على الضفة الغربية لخيرسون”، وفقا لـ”الغارديان”.

القوات الروسية في وضع “غير مستقر”

تعد خيرسون العاصمة الإقليمية الوحيدة التي استولت عليها قوات موسكو منذ بدء غزوها في فبراير الماضي.

وبجوار خيرسون توجد مدينة “نوفا كاخوفكا”، وهي موطن لمحطة لتوليد الطاقة الكهرومائية تتحكم أيضا في إمدادات المياه الحيوية لشبه جزيرة القرم، والتي ضمتها روسيا في عام 2014.

وكان الاستيلاء على المحطة واستعادة تدفق المياه، الذي أوقفته أوكرانيا، أحد أهم الأهداف العسكرية لروسيا في وقت مبكر من الغزو، وفقا لـ”واشنطن بوست”.

وفي ظل التقدم الأوكراني، تجد القوات الروسية نفسها في وضع “غير مستقر بشكل متزايد في خيرسون وما حولها”، وتقع المدينة على الجزء الوحيد من الأراضي التي يسيطر عليها الجيش الروسي غرب نهر دنيبر.

والأرض في تلك المنطقة “مسطحة”، مما يجعل من الصعب على روسيا بشكل خاص الدفاع عنها، وفقا لـ”واشنطن بوست”.

وقد تتعرض القوات الروسية للحصار وانقطاع الإمدادات عنها في خيرسون، فهي محاطة بالقوات الأوكرانية من ثلاث جهات والنهر من الجانب الرابع، حسب الصحيفة.

ويقول مدير الدراسات الروسية في معهد أبحاث “سي أن إيه” في أرلينغتون بولاية فيرجينيا، مايكل كوفمان، “إذا كان الجيش الأوكراني قادرا على وضع المدفعية في نطاق الجسور الرئيسية ومعابر الأنهار، فقد يصبح الموقف الروسي بشكل عام في وضه حرج”.

وستدعو الاستراتيجية العسكرية الروسية الحذرة إلى التراجع فوق النهر بدلاً من تحمل خطر “التماس أو الحصار” في خيرسون، لكن من المرجح أن يقاتل الروس للسيطرة على خيرسون لأنها عاصمة المنطقة التي يدعي الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين ضمها.

ووقع بوتين، الأربعاء، قانونا لضم أربع مناطق أوكرانية تسيطر عليها روسيا جزئيا، ومنها خيرسون.

ورغم ذلك “لا تسيطر روسيا بشكل كامل” على أي من المناطق الأربع التي تزعم ضمها، وتفر القوات الروسية من الخطوط الأمامية للقتال، وفقا لـ”رويترز”.

وحتى الآن، حقق الأوكرانيون أكبر تقدم في دفع الروس إلى الخلف شمال شرق خيرسون، لكن على عكس خاركيف فقد وضعت روسيا قوات متمرسة من المظليين ومشاة البحرية، في خيرسون وحولها، وفقا لـ”واشنطن بوست”.

ويكافح نحو 15 ألفا من أفضل القوات الروسية تدريبا لقتال الأوكرانيين على الضفة الغربية لمدينة خيرسون المحتلة، وفقا لـ”الغارديان”.

وقال نائب رئيس منطقة خيرسون الذي عينته موسكو، كيريل ستريموسوف، لوكالة ريا نوفوستي للأنباء: “نحن نعيد تجميع (قواتنا) على طول الجبهة ، مما يعني أنه يمكننا تجميع القوات والرد”.

وأضاف ستريموسوف أنه “من المستحيل” بالنسبة للقوات الأوكرانية، دخول مدينة خيرسون، وفقا لما نقلته “الغارديان”.

روسيا في أضعف حالاتها

يتحرك الهجوم الأوكراني المضاد بشكل متسارع، وتتطلع أوكرانيا لتحقيق المزيد من التقدم على الأرض، قبل وصول التعزيزات الروسية للجبهة بعد قرار التعبئة الأخيرة لبوتين، وفقا لـ”واشنطن بوست”.

ويرى خبراء عسكريون أن روسيا في “أضعف حالاتها”، ويرجع ذلك إلى قرارها بعدم التعبئة في وقت مبكر، وبسبب الخسائر الفادحة في القوات والمعدات، وفقا لـ”الغارديان”.

ويقول أستاذ الدراسات الإستراتيجية في جامعة سانت أندروز، فيليبس أوبراين ، “منذ شهور، روسيا أصبحت أضعف”، مشيرا إلى خسائرها “العسكرية والبشرية في ساحة المعركة”.

وأكد أن أوكرانيا أصبحت أقوى ولديها قوات مدربة ومعدات عسكرية أفضل، مضيفا “لا يوجد شيء يمكن لروسيا أن تفعله لأنها انتظرت وقتا طويلاً للتعبئة”، وفقا لـ”الغارديان”.

وشكك أوبراين في امتلاك روسيا ما يكفي من الصواريخ عالية الجودة لـ”تغيير الوضع خلف الخطوط الأمامية للتأثير على ساحة المعركة”، مؤكدا أن موسكو ستحتاج إلى إنتاج المزيد من المعدات وتدريب القوات بشكل صحيح، لكن نظام التعبئة بدا “فوضويا”.

ويقول المحلل العسكري المستقل، كونراد موزيكا، “الروس غير قادرين على الدفاع بشكل صحيح، ناهيك عن شن أي هجمات”، مشككا في قدرة “جنود الاحتياط” على وقف التقدم الأوكراني، وفقا لـ”الغارديان”.