الأثنين 27 شوال 1445 ﻫ - 6 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

روسيا تقصف كييف وتواصل هجومها على أنقاض ماريوبول

قصفت طائرات حربية روسية مدينة لفيف واستهدفت صواريخها مدينتي كييف وخاركيف اليوم السبت لتنفذ موسكو تهديدها بشن مزيد من الهجمات بعيدة المدى على مدن أوكرانية بعد إغراق البارجة موسكفا، سفينة القيادة في الأسطول الروسي بالبحر الأسود.

وفي ماريوبول المحاصرة، التي شهدت أعنف قتال في الحرب وأسوأ كارثة إنسانية، واصلت القوات الروسية التقدم الذي أحرزته في الآونة الأخيرة، على أمل تعويض فشلها في الاستيلاء على كييف من خلال الاستيلاء أخيرا على أول جائزة كبيرة لها في الحرب.

وقالت موسكو إن طائراتها قصفت مصنعا لإصلاح الدبابات في العاصمة، حيث سمع دوي انفجار وشوهد دخان في منطقة دارنيتسكي الجنوبية الشرقية. وقال رئيس بلدية المدينة إن‭‭ ‬‬شخصا واحدا على الأقل لقي حتفه وإن المسعفين يكافحون لإنقاذ آخرين.

وقال الجيش الأوكراني إن طائرات حربية روسية أقلعت من روسيا البيضاء أطلقت صواريخ أيضا على منطقة لفيف بالقرب من الحدود البولندية، حيث أسقطت الدفاعات الجوية الأوكرانية أربعة صواريخ كروز.

وفي ماريوبول، وصل صحفيون من رويترز في المناطق التي تسيطر عليها روسيا من المدينة إلى مصنع إيليتش للصلب، الذي تقول موسكو إنها استولت عليه يوم الجمعة، وهو واحد من مصنعين عملاقين للمعادن تحصن فيهما المدافعون في أنفاق ومخابئ تحت الأرض.

وتحول المصنع إلى خراب، مع عدم وجود أي علامة على وجود مدافعين هناك. وفي الخارج تناثرت ما لا يقل عن ست جثث لمدنيين في الشوارع القريبة منها جثة امرأة.

وفي إشارة نادرة للحياة، سارت سيارة حمراء ببطء في شارع خالي، وكتبت كلمة “أطفال” على بطاقة مثبتة على الزجاج الأمامي.

وقال حاكم إقليم خاركيف في الشرق إن شخصا واحدا على الأقل لقي حتفه وأصيب 18 في هجوم صاروخي. وفي ميكولايف، وهي مدينة قريبة من الجبهة الجنوبية، قالت روسيا إنها قصفت مصنعا لتصليح المركبات العسكرية.

وجاءت الهجمات في أعقاب إعلان روسيا يوم الجمعة أنها ستكثف الضربات بعيدة المدى ردا على أعمال “تخريبية” و “إرهابية” لم تحددها وذلك بعد ساعات من تأكيدها غرق سفينتها الرئيسية في البحر الأسود، موسكفا.

وتقول واشنطن وكييف إن السفينة أصيبت بصواريخ أوكرانية. وتقول موسكو إنها غرقت بعد حريق.

وبعد شهر ونصف من غزو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأوكرانيا، تحاول روسيا الاستيلاء على الأراضي في الجنوب والشرق بعد الانسحاب من الشمال بعد هجوم واسع على كييف تم صده في ضواحي العاصمة.

وتركت القوات الروسية التي انسحبت من الشمال بلدات تناثرت فيها جثث المدنيين، وهو دليل على ما وصفه الرئيس الأمريكي جو بايدن الأسبوع الماضي بالإبادة الجماعية – في محاولة لمحو الهوية الوطنية الأوكرانية.

وتنفي روسيا استهداف المدنيين وتقول إن الهدف من “عمليتها العسكرية الخاصة” هو نزع سلاح جارتها وهزيمة القوميين وحماية الانفصاليين في جنوب شرق أوكرانيا.

*’ارحلوا بينما لا يزال الرحيل ممكنا’

قالت أوكرانيا إن قواتها ما زالت صامدة وسط أنقاض ماريوبول حيث يتركز الدفاع حول آزوفستال وهو مصنع ضخم آخر للصلب لم يدخل مرحلة الإنتاج بعد.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع أوليكسندر موتوزيانيك في إيجاز تلفزيوني “الوضع صعب في ماريوبول… القتال دائر الآن. يواصل الجيش الروسي استدعاء وحدات إضافية لاقتحام المدينة”.

وتعهد رينات أخميتوف الذي يملك مصنعي الصلب، وهو أغنى رجل في أوكرانيا، بإعادة بناء المدينة. وقال لرويترز “ماريوبول مأساة عالمية، ومثل عالمي للبطولة. بالنسبة لي كانت ماريوبول وستظل مدينة أوكرانية”.

وإذا سقطت ماريوبول ستكون الجائزة الكبرى لروسيا في الحرب حتى الآن. فالمدينة هي الميناء الرئيسي لمنطقة دونباس التي تتكون من إقليمين في جنوب شرق البلاد تطالب روسيا أوكرانيا بالتخلي عنهما بالكامل للانفصاليين الذين تدعمهم منذ عام 2014.

وتقول أوكرانيا إنها حتى الآن أوقفت التقدم الروسي في أماكن أخرى في دونباس. وقال الحاكم سيرهي جايداي في منشور على الإنترنت إن شخصا لقي حتفه وأصيب ثلاثة آخرون في قصف روسي في لوجانسك أحد إقليمي دونباس.

وأضاف جايداي أن خط أنابيب غاز تضرر في بلدتي ليسيتشانسك وسيفرودونيتسك اللتين تقعان على الجبهة واللتين انقطعت عنهما إمدادات الغاز والماء. ومضى قائلا إن الحافلات متاحة لمن يريدون أن يرحلوا. وقال “ارحلوا بينما لا يزال الرحيل ممكنا”.

وصارت لأوكرانيا اليد العليا في المرحلة المبكرة من حرب توقع كثير من الخبراء العسكريين في الغرب أن تخسرها بسرعة. فقد نشرت بنجاح وحدات متحركة مسلحة بصواريخ مضادة للدبابات قدمها الغرب ضد قوافل مدرعات روسية ضخمة اضطرت للسير فقط على الطرق لأن الأرض موحلة.

لكن بوتين يبدو مصرا على كسب المزيد من أرض دونباس ليعلن النصر في الحرب التي تركت روسيا خاضعة لمزيد من العقوبات الغربية وبقليل من الحلفاء.

وقال الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي إن عددا يتراوح بين 2500 و3000 جندي أوكراني قُتلوا حتى الآن مقابل ما يصل إلى 20 ألف جندي روسي.

ولم تقدم موسكو أي بيانات جديدة عن ضحاياها منذ 25 مارس آذار عندما أعلنت أن 1351 من جنودها قُتلوا. وتشير التقديرات الغربية للخسائر الروسية إلى أنها أضعاف مضاعفة.

وتقول أوكرانيا إن من المستحيل إحصاء القتلى المدنيين مضيفة أن القتلى المدنيين يُقدرون بعشرات الآلاف في ماريوبول وحدها.

وإجمالا نزح نحو ربع السكان عن ديارهم وتُقدر نسبة من غادروا البلاد إلى الخارج بعشرة في المئة من السكان.

وقال زيلينسكي في كلمة مصورة في وقت متأخر من ليل أمس الجمعة “قصص النجاح لجيشنا في ميدان القتال مهمة حقا، تاريخية حقا. لكنها لا تزال غير كافية لتطهير بلادننا من المحتلين. سنلحق بهم المزيد من الهزائم”.

    المصدر :
  • رويترز