الأحد 25 ذو القعدة 1445 ﻫ - 2 يونيو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

روسيا توسع أهداف الحرب وأمريكا ترفض أي محاولة لضم أراض أوكرانية

قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الأربعاء إن “المهام” العسكرية الروسية في أوكرانيا باتت تتجاوز منطقة دونباس الشرقية في الوقت الذي قصفت فيه القوات الروسية شرق أوكرانيا وجنوبها.

وصرح لافروف لوكالة الإعلام الروسية بأن أهداف روسيا ستتوسع أكثر إذا استمر الغرب في تزويد كييف بأسلحة بعيدة المدى مثل أنظمة هيمارس الصاروخية الأمريكية الصنع.

وقال لافروف “هذا يعني أن المهام الجغرافية سيتسع نطاقها أكثر من الخط الحالي”.

وتصريحات لافروف هي أوضح اعتراف روسي حتى الآن بأن أهداف الحرب اتسعت في الأشهر الخمسة الماضية.

وتعهدت الولايات المتحدة، التي أعلنت يوم الثلاثاء أنها ترى مؤشرات على أن روسيا تستعد لضم الأراضي التي استولت عليها في أوكرانيا رسميا، بأنها ستعارض الضم.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس في إفادة صحفية دورية اليوم الأربعاء “مرة أخرى، نقول بوضوح إن الضم بالقوة سيكون انتهاكا صارخا لميثاق الأمم المتحدة، ولن نسمح لهذا الأمر بأن يمر دون اعتراض. لن نسمح بأن يمر ذلك دون عقاب”.

كانت روسيا قد ضمت شبه جزيرة القرم من أوكرانيا في عام 2014 وتدعم المنطقتين الانفصاليتين الناطقتين بالروسية وهما جمهوريتا دونيتسك ولوجانسك، اللتين تشكلان معا ما يعرف بحوض دونباس.

وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إن روسيا رفضت الدبلوماسية وتريد “الدم لا المحادثات”.

وفي واشنطن، قال رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال مارك ميلي إن منطقة دونباس لم تسقط بعد في أيدي الروس. وانسحبت القوات الأوكرانية من لوجانسك في وقت سابق من هذا الشهر.

وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في اجتماع للحلفاء إن الولايات المتحدة سترسل أربعة أنظمة مدفعية أخرى من طراز هيمارس إلى أوكرانيا.

قصف

ذكر الجيش الأوكراني أن عدة مناطق تعرضت لقصف روسي عنيف، وسط ما قال إنها محاولات فاشلة إلى حد كبير من القوات البرية الروسية للتقدم.

وقالت الإدارة التي نصبتها روسيا في منطقة زابوريجيا الأوكرانية المحتلة جزئيا، إن أوكرانيا نفذت غارة بطائرة مسيرة على محطة للطاقة النووية هناك، لكن المفاعل لم تلحق به أضرار.

ولم يتسن لرويترز التحقق بشكل مستقل من التقرير ورفض مسؤولون أوكرانيون التعليق.

ولافروف هو أكبر مسؤول روسي يتحدث صراحة عن أهداف الحرب فيما يتعلق بالأراضي بعد نحو خمسة أشهر من شن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الغزو نافيا أن روسيا تريد احتلال أراضي جارتها.

وقال بوتين لاحقا إن هدفه هو نزع السلاح وتخليص أوكرانيا من “النازيين”، وهي توصيفات ترفضها كييف والغرب وتعتبرها ذرائع لشن حرب توسعية استعمارية.

وقال لافروف لوكالة الإعلام الروسية إن حقائق الجغرافيا تغيرت منذ أن عقد مسؤولون من روسيا وأوكرانيا مفاوضات في تركيا في أواخر مارس آذار لم تحقق أي انفراجة.

وأضاف أنه في ذلك الوقت كان التركيز ينصب على جمهوريتي دونيتسك ولوجانسك المعلنتين من طرف واحد في شرق أوكرانيا واللتين تقول روسيا إنها ترغب في إخراج القوات الأوكرانية منهما.

وتابع قائلا “الآن الجغرافيا اختلفت لم تعد تتعلق بالجمهوريتين بل أيضا بمنطقتي خيرسون وزابوريجيا وعدد من المناطق الأخرى” مشيرا إلى أراض خارج الجمهوريتين سيطرت عليها روسيا سواء كليا أو جزئيا.

وبعد دحر محاولة أولية للسيطرة على العاصمة كييف، قالت وزارة الدفاع الروسية في 25 مارس آذار إن المرحلة الأولى من العملية الخاصة اكتملت وإنها ستركز الآن على “تحقيق الهدف الرئيسي وهو تحرير دونباس”.

ابتزاز الطاقة

مع استمرار حالة الضبابية إزاء إعادة التشغيل المزمعة الخميس لخط الأنابيب الروسي العملاق لنقل الغاز إلى أوروبا، اقترح الاتحاد الأوروبي على الدول الأعضاء والبالغ عددها 27 دولة خفض الطلب على الغاز بنسبة 15 بالمئة من الآن وحتى الربيع.

وحذرت المفوضية الأوروبية من أنه بدون تخفيضات كبيرة في الطلب، قد يواجه الأعضاء صعوبة في الحصول على الوقود خلال فصل الشتاء إذا قطعت روسيا الإمدادات ردا على دعم التكتل لأوكرانيا.

وقالت رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين “روسيا تبتزنا. روسيا تستخدم الطاقة كسلاح”، مشيرة إلى أن الوقف الكامل لتدفق الغاز الروسي هو “سيناريو محتمل” يجب أن تكون أوروبا مستعدة له.

وقالت مصادر لرويترز إن نورد ستريم، أكبر رابط منفرد لإمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا، من المتوقع أن يستأنف عمله كما هو مقرر ولكن بقدرة أقل.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد حذر في وقت سابق من أن إمدادات الغاز المنقول إلى أوروبا عبر خط أنابيب نورد ستريم 1 الضخم، والذي تم إغلاقه منذ عشرة أيام للصيانة، قد تكون عرضة لتخفيضات إضافية.

وأضاف أن شركة جازبروم الروسية العملاقة للطاقة جاهزة للوفاء بالتزاماتها بشأن صادرات الغاز.

واتهم الغرب روسيا، أكبر مُصدر للغاز وثاني أكبر مورد للنفط الخام في العالم، باستخدام إمداداتها من الطاقة كأداة إكراه. وتنفي روسيا هذه الاتهامات وتقول إنها مورد للطاقة جدير بالثقة.

في الوقت نفسه نقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك قوله اليوم الأربعاء إن روسيا لن تورد النفط إلى السوق العالمية إذا فُرض سقف للأسعار دون تكلفة الإنتاج.

وفي بروكسل اتفق دبلوماسيون من الاتحاد الأوروبي على جولة جديدة من العقوبات ضد موسكو، بما في ذلك حظر استيراد الذهب من روسيا وتجميد أصول بنك سبيربنك. لكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رفض العقوبات ووصفها بأنها غير كافية.

وقال زيلينسكي في كلمة مصورة في ساعة متأخرة من مساء اليوم “يجب أن تدفع روسيا ثمنا أعلى بكثير للحرب لإجبارها على السعي لتحقيق السلام”.

وتسبب الغزو الروسي في مقتل الآلاف وتشريد الملايين وتدمير العديد من المدن، خاصة في المناطق الناطقة بالروسية في شرق وجنوب شرق أوكرانيا. كما أنه رفع أسعار الطاقة والغذاء حول العالم وأثار مخاوف من حدوث مجاعة في الدول الفقيرة، نظرا لأن أوكرانيا وروسيا منتجان رئيسيان للحبوب.

    المصدر :
  • رويترز