الجمعة 24 شوال 1445 ﻫ - 3 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

ستجعل الوضع أسوأ.. خطة إيران لقمع احتجاجات الطلاب

مع استمرار الاحتجاجات المنددة بمقتل شابة على يد قوات الأمن في معظم أنحاء إيران، نشر 121 أستاذاً في جامعة أمير كبير للتكنولوجيا بطهران رسالة حذروا فيها من خطة تعدها السلطات الحكومية لـ”التعامل بقسوة مع الطلاب”، مؤكدين أن زيادة قمع الطلاب مخالف للمصلحة العامة والمنطق، وغير لائق، ويؤجج الاحتجاجات أكثر فأكثر.

وصرح الأساتذة بأن سبب كتابة هذه الرسالة، التي وجهوها إلى رئيس الجامعة حسن قدسي بور ووقعوها السبت، هو “القلق من احتمال حدوث بعض التطرف”، مشددين على أن “مثل هذا التطرف من قبل مسؤولي الجامعات ومؤسسات النظام الأخرى سيجعل الوضع بالتأكيد أسوأ”، وفق موقع “إيران إنترناشونال”.

“حل خاطئ”

كما أعربوا عن قلقهم من خطط قمع الطلاب بشكل أشد، بمن فيهم طلاب جامعة أمير كبير، مضيفين: “في الأيام القليلة الماضية، كانت هناك اقتراحات لتعاملات أكثر صرامة مع الطلاب، ونحن نعتقد أن هذا الحل خاطئ في البيئة الحساسة الحالية”.

فيما أشاروا إلى أن الحالة النفسية للطلاب والمجتمع تتطلب تحقيق السلام في البيئة الجامعية من خلال الصبر والمثابرة، محذرين من أن أي نصيحة تؤدي إلى خلق جو من الخوف والذعر في الجامعة والتعامل بعنف مع الطلاب هي ضد المنفعة العامة والمنطق وغير مناسبة للجامعة والطلاب.

اشتعال نار الاحتجاجات

كذلك شددوا على أنه “يجب القبول بأن زيادة الضغط والتهديدات كما رأينا حتى الآن ستؤدي إلى اشتعال نار الاحتجاجات”.

وفي إشارة إلى الفجوة العميقة بين الشعب والنظام، لفتوا إلى انعدام الثقة لدى الشباب فيما يتعلق بالوفاء بوعود المسؤولين باعتبارها عاملاً مهماً في تفاقم الوضع الراهن.

واحتج أساتذة الجامعة على “إصدار الأحكام التأديبية للطلاب المشاركين في الاحتجاجات”، موضحين أن هذه الأحكام زادت من حدة المواجهة بين الطلاب ومديري الجامعات.

كما وصفوا اعتقال الطلاب بأنه تسبب في تعطيل الأنشطة التعليمية بالجامعات. وتابعوا أنه “من وجهة نظر تربوية، نعتقد أن الفصول الدراسية التي تفتح بغياب الطلاب الموقوفين أو المسجونين لا تتمتع بالشروط العادية لتكوين الفصول، والطلاب القلقون على وضع ومستقبل أصدقائهم غير قادرين على الاستفادة من الفصل وأداء واجباتهم التربوية والبحثية”.

مقتل 314 متظاهراً

يذكر أنه منذ مقتل الشابة الكردية مهسا أميني في 16 سبتمبر الماضي بعد 3 أيام من اعتقالها على أيدي شرطة الأخلاق، لم تهدأ التظاهرات في البلاد.

فقد أشعلت وفاتها منذ ذلك الحين نار الغضب حول عدة قضايا، من بينها القيود المفروضة على الحريات الشخصية والقواعد الصارمة المتعلقة بملابس المرأة، فضلاً عن الأزمة المعيشية والاقتصادية التي يعاني منها الإيرانيون، ناهيك عن القوانين المتشددة التي يفرضها نظام الحكم وتركيبته السياسية والدينية بشكل عام.

فيما تصدت القوات الأمنية بشكل عنيف للمحتجين، ما أدى إلى مقتل المئات منهم. وأعلنت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان “هرانا” أن 314 متظاهراً قتلوا في الاضطرابات حتى يوم الجمعة الماضي، بينهم 47 قاصراً. كما اعتقل ما لا يقل عن 14170 شخصاً، بينهم 392 طالباً، في تلك الاحتجاجات التي خرجت في 136 مدينة وبلدة و134 جامعة.