السبت 11 شوال 1445 ﻫ - 20 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الناجون من المحرقة النازية يُنقلون الى ألمانيا هربًا من الحرب

الأسوشييتد برس
A A A
طباعة المقال

عندما بدأت القذائف تسقط على العاصمة الاوكرانية،كييف،الشهر الماضي، تذكرت،”تاتيانا زورافليوفا”، مشاهد قديمة عاشتها من قبل. الإمرأة اليهودية البالغة من العمر٧٣ سنة، شعرت بالخوف نفسه الذي عانت منه عندما كانت صغيرة، عندما كان النازيون يشنون غارات جوية على منطقتها في اوديسا.

“جسمي كله كان يرتجف، وهذه المخاوف عادت مجددا لتعتصر جسدي، مخاوف لم اكن أعلم حتى انها لا زالت مختبئة في داخلي”. تقول المسنّة الاوكرانية.

عيناها غرقتا بالدموع ببنما كانت تستعيد الذكريات الأليمة وكيف اختبأت تحت الطاولة، هربًا من القصف في الحرب العالمية الثانية. وسردت كيف هربت مع والدتها الى كازاخستان عندما بدأ النازيون يرتكبون مجازر بحق آلاف اليهود في اوديسا.

“الآن، انا كبيرة جدا حتى استطيع ان اركض الى الملاجئ. لذا، بقيت في شقتي وصليت ان لا تقتلني القذائف”. تقول الطبيبة المتقاعدة لأسوشيتد برس.

لكن،فيما تصبح حدة الهجمات الروسية على اوكرانيا أكثر وحشية، وتقضي على المباني السكنية، أدركت أن عليها ان تفرّ مجددا ان كانت لا تريد ان تموت. لذا، قبلت “زورافليوفا” عرضًا من منظمة يهودية يؤمّن نقلها الى خارج أوكرانيا لحمايتها.

وانّ بعضا من الـ ١٠ آلاف الذين نجوا من الهولوكوست والذين يعيشون في اوكرانيا، يُنقلون الى المانيا حاليا، لتوفير الأمان لهم. البلد الذي افتتح الحرب العالمية الثانية، وقُتل فيه ٦ ملايين يهودي من مختلف اوروبا.

“زورافليوفا” هي واحدة من المجموعة الاولى المؤلفة من ٤ ناجين من المحرقة النازية الذين أُخرجوا من أوكرانيا. والمجموعة الثانية المؤلفة من ١٤ شخصا، معظمهم مرضى وبصحة رديئة، أخرجوا من اوكرانيا الأحد. وتعمل الجمعيات المعنية لإخراج أكبر عدد ممكن من ناجي المحرقة النازية من اوكرانيا.

وقالت لجنة اميركية مختصة بالاهتمام في شؤون اليهود، ان حوالي ٥٠٠ ناجٍ من الهولوكوست في اوكرانيا يحتاجون الى المساعدة بسبب ظروفهم الصحية الرديئة، مشيرة الى ان اجلاءهم هو اولوية.

انها عملية صعبة ومعقدة، ان يتم إخراج أشخاص مرضى من اوكرانيا، حيث ان القصف ونيران المدفعيات تجعل اي عملية اجلاء عملية خطرة. اذ انها تتضمن تأمين فرق طبية وسيارات اسعاف في مناطق مختلفة.

غير ان مخاطر البقاء في اوكرانيا أكبر. وهذا الشهر، “بوريس رومانشينكو” البالغ من العمر ٩٦ سنة، والذي نجا من الهولوكوست، قُتل خلال هجوم على مدينة خاركيف الاوكرانية.

وفيما لا يُعرف ما ذا كان ناجون آخرون قد قتلوا في الحرب الاوكرانية، فإنه من المؤكد ان العشرات قد تعرضت منازلهم للقصف.

“لا أحد يمكنه ان بتخيّل الكابوس الذي اختبره الناجون خلال الهولوكوست” يقول أحد العاملين في احدى المنظمات الالمانية. ” الآن، عليهم أن يهربوا مجددا، وكل الأشياء التي اختبروها سابقا، تمر امام اعينهم اليوم مجبرين على العيش بخوف وعدم استقرار”.

وحتى الاسبوع الماضي، وصل حوالي ٣٥٠٠ اوكراني يهودي -كبارًا وصغارًا- الى المانيا، وقد وفرت لهم الحكومة الالمانية معاملة خاصة ل”هجرة متواصلة”، كجزء من الجهود المستمرة التي تقوم بها ألمانيا لتعويض اليهود بسبب الهولوكوست.