الأثنين 12 ذو القعدة 1445 ﻫ - 20 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

شركة أمنية تركية تحصل على عقود تدريب قوات حكومة الوفاق الليبية

صلت تركيا على ضمانات تعاقدية لتدريب الميليشيات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق الليبية، وذلك باتفاق شراكة بين شركة سادات ”Sadat“ التركية الخاصة، التي يشرف عليها الجنرال السابق، عدنان تانريفردي، المستشار الأمني للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وبين شركة ”سيكيرتي سايد“ (SECURITY SIDE) الليبية الخاصة، المحسوبة على جماعات ”الإخوان.“

وكشف موقع نشرة ”أفريكا إنتلجنس“ الاستخباراتية، أن شركة ”سيكيرتي سايد“ يرأسها فوزي بوكتف، القائد السابق لـ“كتيبة شهداء 17 فبراير“، وهي ميليشيات من بنغازي موالية للإسلاميين، ومتحالفة مع حكومة طرابلس.

وقال الموقع، إن فوزي بوكتف مقرب من شبكات الإخوان المسلمين في حكومة السراج، ولا يزال يستخدم لقب سفير ليبيا في أوغندا، الذي حصل عليه عام 2013. وتمكن في تركيا من الاستفادة القصوى من شبكاته السياسية الإسلامية، لبناء اتصالاته مع شركة ”سادات“.

وأوضح موقع نشرة ”أفريكا إنتلجنس“ الاستخباراتية، أن الشركة التركية ”سادات“ تحاول منذ عدة أشهر، الفوز بعقود تدريب عسكرية، في أعقاب تدخل تركيا في الدولة الواقعة في شمال إفريقيا، مضيفًا أن الشركة تسعى بذلك إلى ”تحويل الاتفاق الأمني، الذي كان قد وقعه أردوغان والسراج، نهاية العام الماضي، إلى فرصة تجارية لتركيا“.

البحث عن فرصة

وأشارت النشرة الاستخبارية، إلى أن شركة ”سادات“، ظلت طوال الأشهر الستة الماضية، تبحث عن ترتيب خاص في ليبيا، يضمن لها عقود تدريب ميليشيات حكومة السراج، وهو الترتيب الذي أبرمته الآن بشراكة مع شركة فوزي بوكتف.

ووصل الأمر بمجموعة عدنان تانريفردي، إلى التخطيط لمشروع إنجاز مرافق رياضية لفوج عسكري تابع لحكومة السراج، وهو عمل لم يرَ النور، في نهاية المطاف، بحسب التقرير ذاته.

يشار إلى أن اتفاقية التعاون الأمني والعسكري، التي وقعها أردوغان مع حكومة الوفاق الليبية، تتضمن في نصها كما أقره مجلس النواب التركي، بندًا ينص على أن يتضمن شكل التعاون بين الطرفين، إرسال أي منهما للآخر ”أطقمًا أو أفرادًا مدنيين يتبعون مؤسسات أمنية“؛ وهو نص وصفه نواب في المعارضة التركية، بأنه تمهيد قانوني لأنْ تكون شركة ”سادات“ هي الموكلة بهذه العقود التجارية.

علاقات أمنية

ومن خلال مكتب لها في اسطنبول التركية، تعمل شركة بوكتف من وسط طرابلس الليبية، ولديها غرفة عمليات في المجمع الآمن في ”بالم سيتي“، حيث يقيم هناك موظفو بعثة حماية الحدود الأوروبية.

وتوفر الشركة بانتظام، المهام الأمنية للشركات الأوروبية والوفود الدبلوماسية، وقد فازت سابقًا بعقد تأمين وصول بعثة أوروبية إلى العاصمة في مارس/ آذار الماضي. وكذلك قامت هذه الميليشيا بحماية الوفود الدبلوماسية الفرنسية، وناقلات شركة ”توتال“ النفطية وغرفة التجارة الليبية الفرنسية ”سي سي أف أل“، وذلك بواسطة تعاون مع الشركة الأمنية ”ڨيوس“، لكنّ ذلك تم إلغاؤه في العام 2018، إثر الانزعاج الذي أبدته وزراة الشؤون الخارجية الفرنسية، بسبب تقارب الشركة مع الإخوان، ما أثار مخاوف بشأن الأمن الدبلوماسي.
استغلال الدين

وتابع تقرير ”أفريقيا إنتيلجنس“ أن التحالف الدبلوماسي العسكري الذي يقوم على التقارب بين ”السادات“ والمتعامل الأمني الليبي، فوزي بوكتف، يشكّل أيضًا، شراكة دينية لأنه أيضًا، يُعد صديقًا مقربًا للقيادي في جماعات الإسلام السياسي في طرابلس، عبد الحكيم بلحاج.

كما قاد عدنان تانفرديري من جهته الجمعية الإنسانية الإسلامية ”أسدر“، التي أسسها المتقاعدون من المجلس العسكري الأعلى عام 2004، وهي مؤسسة فكرية ”تجمع الضباط الأتراك السابقين، وضباط الصف المقربين من الإخوان، والذين يعتقدون أن حياتهم المهنية أضحت محطمة، بسبب التسلسل الهرمي العسكري العلماني القديم“.

وبعد تقاعده عام 1997، قام أردوغان باستدعاء عدنان تانفردي، في أغسطس/آب 2016 ، لـ“تكليفه بإصلاح الجيش التركي، بغرض إعادة دمج الضباط المسلمين المتطرفين هناك“، بحسب التقرير ذاته.

وأعلن هذا المركز الفكري في الثاني مايو/أيار الماضي، أن ”مستقبل العالم الإسلامي يعتمد على الأحداث التي ستظهر في ليبيا وسوريا“.

حلم ”الكونفدرالية الإسلامية“

وتعتبر شركة ”سادات“ المساهمة، هي الشركة الأولى والوحيدة في تركيا، التي توفر الخدمات الاستشارية والتدريبات العسكرية في مجال الدفاع الدولي.

وتأسست من قبل 23 ضابطًا، وضباط صف متقاعدين من مختلف وحدات القوات المسلحة التركية، برئاسة عدنان تانريفردي، في 28 فبراير 2018، بحسب الموقع الرسمي للشركة.

ويُعرف تانريفردي بأنه صاحب مشروع ”دولة الكونفدرالية الإسلامية“ وأداة حزب ”العدالة والتنمية“ في إنشاء جيوش وميليشيات بمختلف الدول الاسلامية، تدين بالولاء للخليفة أردوغان.

وكانت روسيا قد قدمت للأمم المتحدة تقريرًا مخابراتيًا، يوثق علاقة شركة ”سادات“ مع تنظيمات إرهابية في سوريا وليبيا والعراق.