الجمعة 17 شوال 1445 ﻫ - 26 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

صحيفة إسرائيلية تكشف عن اقتراب حرب مصغّرة "جنوب سوريا"!

مرّ شهر على آخر موجة من الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في الجنوب السوري وتحديداً في درعا السويداء نتيجة لتدهور الأوضاع الأمنية والمعيشية، في ظل فشل النظام السوري بتقديم أي حلول للأزمات التي تعصف بغالبية المدن منذ سنوات.

إلا أن ضيق الحال الاجتماعي وتدني الأوضاع الاقتصادية لم يكونا السبب الوحيد في توتر الأوضاع في تلك المناطق، فالتواجد الإيراني المكثف وتمركز وحدات تابعة لحزب الله، شكلا مصدرا قلق لوجهاء وسكان السويداء وردعا، إضافة إلى خطوط تصنيع الكبتاغون التي نشطت في تلك المناطق لسنوات برعاية نظام الأسد والمليشيات الإيرانية

صحيفة هآربس الإسرائيلية أشارت في تقرير لها إلى أن السويداء، ودرعا التي اندلعت فيها شرارة الثورة ضد النظام السوري قبل 12 عاما، لم تهدئا تماما.

وتضيف أنه بين الحين والآخر، تندلع مظاهرات مناهضة للنظام تؤدي إلى اشتباكات عنيفة، كتلك التي جرت الشهر الماضي في بلدة بمحافظة السويداء، وطالبت بإخراج القوات الإيرانية وعناصر حزب الله المتمركزين بالقرب من الأحياء الدرزية.

في مايو 2018، توصلت روسيا وإسرائيل إلى اتفاق تكون بموجبه روسيا مسؤولة عن إبعاد الحرس الثوري الإيراني والميليشيات التابعة له، وكذلك عناصر حزب الله اللبناني، لنحو 85 كيلومترا على الأقل شرق الحدود مع إسرائيل، ونشر القوات السورية بدلا من ذلك على طول الحدود مع إسرائيل.

جاء الاتفاق في أعقاب تنفيذ إسرائيل ضربات مكثفة على أهداف سورية وإيرانية، على خلفية إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل من مرتفعات الجولان السورية.

بعدها بعدة أشهر، أعلن المبعوث الرئاسي الروسي في سوريا ألكسندر لافرنتييف أنه حصل على موافقة إيران على سحب قواتها بمسافة 85 كيلومترا من حدود إسرائيل، وقال إنه سيتم نشر القوات الروسية لمراقبة المنطقة.

لكن الصحيفة بينت أن الوعد الروسي ظل حبرا على ورق، حيث تم تحريك مواقع حزب الله شرقا، ولكن ليس للمسافة التي طلبتها إسرائيل، وتمركزت قوات إضافية تابعة للحزب وميليشيات موالية لإيران في المناطق القريبة من السويداء ودرعا.

واصلت القوات الروسية تسيير الدوريات في هذه المناطق، لكن في الوقت نفسه اتضح أن حزب الله والمليشيات الإيرانية، عززوا قواتهم وأقاموا عشرات النقاط العسكرية في محيط السويداء ودرعا.

وتلفت الصحيفة إلى أن هناك أنباء عن تخطيط إيران لإنشاء قاعدة عسكرية كبيرة تتركز فيها قواتها، بدلا من أن تتشتت في مواقع منفردة هنا وهناك.

وبحسب منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي من السويداء، فقد وصلت بالفعل إلى هذه القاعدة قوات مدججة بأسلحة ثقيلة وصواريخ قصيرة المدى، بينما ارتدى عناصر الميليشيات الموالية لإيران ملابس مدنية لإخفاء انتمائهم العسكري.

تقول الصحيفة إنه لم يتم التأكد من دقة هذه التقارير، لكنها أشارت إلى أن الوجود الإيراني في جنوب سوريا منخرط أيضا في أنشطة إضافية لا تقلق إسرائيل فقط، بل الأردن كذلك.

وتتابع أن مصادر سورية محلية أفادت بأن الميليشيات الموالية لإيران، بالاشتراك مع قوات الجيش السوري، أنشأت معامل في المنطقة لتصنيع مادة الكبتاغون المخدرة.

وتشير إلى أن إنشاء هذا المعمل في جنوب سوريا يؤكد النوايا المتعلقة بتحويل الأردن إلى بلد عبور، كما يتضح من مصادرة الأردن لحوالي ستة ملايين حبة كبتاغون كانت وجهتها النهائية المفترضة دول الخليج.

الصحيفة ذكرت أن العاهل الأردني الملك عبدالله أعرب عن قلقه من هذه الخطوة للرئيس الأميركي جو بايدن عندما التقيا في مايو الماضي.

ونقلت الصحيفة عن مصدر أردني القول إن “الملك حذر من أنه إذا لم تتوقف محاولات تهريب المخدرات عبر الأردن، فسيضطر الأردن إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة، منها إطلاق النار على المهربين بقصد قتلهم”.

وتضيف أن الأردن ناشد أيضا روسيا لإيجاد حل، وبالفعل استجابت موسكو بسرعة، وزادت من دورياتها وأقامت مواقع حراسة إضافية على طول الحدود مع الأردن.

كما تحاول روسيا الآن تجنيد مجموعات من المقاتلين الدروز من منطقة السويداء لمحاربة تهريب المخدرات، وفقا للصحيفة.

ومن أجل تحقيق ذلك، تقول الصحيفة إن موسكو طلبت من الشيخ يحيى الحجار، قائد ما يسمى قوات الشرف وهي أكبر ميليشيا درزية في المنطقة، تجنيد 1500 مقاتل في هذا الإطار، لكنه رفض عملا بمبدأ الحياد الذي اعتمده الدروز.

ومع ذلك، تؤكد الصحيفة أن هذا الموقف لن يمنع الدروز من مكافحة تهريب المخدرات واعتقال المهربين وتسليمهم للسلطات.

بالتالي تشير إلى أن هذه الخطوة قد تكون غير مجدية “لأن هؤلاء المهربين يعملون، من بين أمور أخرى، في خدمة النظام أو على الأقل في خدمة القوات الموالية لإيران في سوريا”.

وفي ظل الاختلافات في وجهات النظر بين القوات الدرزية من جهة والميليشيات الموالية لطهران والقوات الروسية والسورية من جهة ثانية، فإن تحول كل ذلك إلى مواجهة عنيفة قد تصبح فيما بعد حربا إقليمية صغيرة، ليس سوى مسألة وقت، بحسب الصحيفة.

وتضيف أن إسرائيل ف الوقت الحالي غير معنية بهذا كله، لكن إطلاق صاروخ عرضي باتجاه أراضيها أو أي استفزاز من نوع آخر سيكون كافيا لجرها لهذا الصراع وربما حتى تبادل الضربات مع أحد الطرفين.

وبقيت محافظة السويداء بمنأى نسبيا من الحرب باستثناء هجمات محدودة بين 2013 و2015 شنتها فصائل معارضة بعضها إسلامية متطرفة وتصدت لها مجموعات محلية، إضافة الى هجوم واسع لتنظيم الدولة الإسلامية عام 2018 تسبب بمقتل أكثر من 280 شخصا.

    المصدر :
  • الحرة