الأثنين 20 شوال 1445 ﻫ - 29 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

صحيفة: تركيا بدأت تتراجع عن موقفها بدفع اللاجئين نحو أوروبا

الأزمة المستمرة منذ أسبوعين على الحدود التركية اليونانية، قد تكون في طريقها للانفراج، بعد ما اعتبر إشارات من الحكومة التركية بالتراجع عن موقفها بدفع عشرات آلاف من اللاجئين، في معظمهم، نحو أوروبا.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية عن شهود عيان قولهم إن “المهاجرين على الحدود البرية التركية بدأوا في العودة إلى إسطنبول بالحافلة هذا الأسبوع”.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين يونانيين قولهم إن “عدد محاولات عبور الحدود تضاءل من آلاف يوميا إلى بضع مئات، ولم ينجح أي منها يوم الجمعة، حتى مع استمرار التبادل المتقطع للغاز المسيل للدموع مع قوات الأمن التركية”.

وأعلنت تركيا، الجمعة، أن ثلاثة من مهربي البشر حكم عليهم بالسجن 125 عاما لدورهم في وفاة الطفل السوري، ألن كردي، الذي أصبح غرقه المأساوي رمزا لأزمة هجرة سابقة، في عام 2015.

وفي 28 فبراير الماضي، أعلنت الحكومة التركية أنها لن توقف بعد الآن المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا، ثم دفعت مئات منهم إلى عتبة اليونان، وبثت فيديوهات لعملية تشجيع المزيد على المتابعة.

اعتبرت هذه الخطوة في وقتها محاولة لحشد الدعم الأوروبي للحملة العسكرية التركية في شمال سوريا، وضغطا من أجل المزيد من المساعدات الأوروبية لأربعة ملايين لاجئ تستضيفهم تركيا.

ووصف مارك بيريني، المبعوث السابق للاتحاد الأوروبي إلى تركيا، العملية بأنها “أول نزوح للاجئين على الإطلاق، وإن كان محدودا، منظم بالكامل من قبل حكومة ضد أخرى”.

وبزيادة أعداد اللاجئين، ورفض اليونان إدخالهم، وتركيا إعادتهم، ازداد التوتر بين شرطتي حدود البلدين، وتبادلا، بحسب تقارير صحفية، إطلاق قنابل الدخان على بعضهما البعض، وعلى اللاجئين المحصورين بينهما.

بعد ذلك أرسلت وزارة الداخلية التركية مزيدا من الحراس إلى الحدود – ليس لمنع الناس من المغادرة بدون وثائق، ولكن لمنع اليونان من إعادتهم بالقوة، وفقا لوزير الداخلية التركي سليمان سويلو.

ونقلت نيويورك تايمز عن خبراء تأكيدهم أن “تعبئة إردوغان للمهاجرين وقوات الأمن على الحدود مع أوروبا يمكن أن تؤدي إلى نتائج عكسية، لدرجة أنها ربما جعلت السياسيين الأوروبيين أقل استعدادا لتقديم تنازلات”.

لكن تركيا اشتكت من أن التمويل الأوروبي كان بطيئا في الوصول، وفي اجتماع عُقد في بروكسل هذا الأسبوع، ناقش قادة الاتحاد الأوروبي مع الرئيس التركي ما إذا كان سيتم تمديد الاتفاق وكيفية استعادته.

وقالت أورسولا فون دير لين، رئيسة المفوضية الأوروبية، إن الاجتماع مع إردوغان يوم الاثنين كان “بداية جيدة” لاستعادة الحياة الطبيعية على الحدود اليونانية التركية.

“يحتاج المهاجرون إلى الدعم، وتحتاج اليونان إلى الدعم، لكن تركيا تحتاج أيضا إلى الدعم، وهذا يشمل إيجاد مسار إلى الأمام مع تركيا”، أضافت دير لين، “إن من الواضح أن لدينا خلافاتنا ولكننا تحدثنا بصراحة لبعضنا البعض حول هذه”.

وفي عام 2016 وافقت أوروبا على تحويل 6 مليارات يورو للمنظمات التي تساعد ما يقرب من أربعة ملايين لاجئ سوري في تركيا، مقابل مساعدة تركيا في تأمين حدودها مع اليونان.

لكن المحلل في مؤسسة كارنيغي، مارك بيريني قال لنيويورك تايمز “المشكلة هي أنه بسبب الابتزاز الذي تستخدمه تركيا، فإن الحصول على اتفاق من المجلس الأوروبي سيكون أكثر صعوبة”.

ويعتقد بيريني أن “الزعماء الأوربيين أخذوا نظرة قاتمة أخرى عن إردوغان بسبب هذا الفعل الأخير، وربما سيصبحون أكثر ترددا في توسيع الاتحاد الجمركي مع تركيا ومنح مزيد من التسهيلات للمواطنين الأتراك.