الثلاثاء 6 ذو القعدة 1445 ﻫ - 14 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

صواريخ "باتريوت".. هل تتغير قواعد الحرب في أوكرانيا؟!

تقوم إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، بوضع اللمسات الأخيرة على خطط لإرسال باتريوت إلى أوكرانيا، والذي يمكن الإعلان عنه في أقرب وقت هذا الأسبوع، وفقا لما نقلته شبكة “سي إن إن” الإخبارية عن مسؤولين أميركيين.

تسعى أوكرانيا للحصول على منظومة الدفاع الصاروخي “باتريوت” لمساعدتها في التصدي للغزو الروسي للبلاد، بينما يشير خبراء إلى قدرات المنظومة ومدى تمكنها من “تغيير قواعد الحرب”.

ومنذ شهور، يسعى الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، لـ”تعزيز الدفاعات الجوية لبلاده”، وفقا لتقرير لوكالة “أسوشيتد برس”.

من جهتها، رفضت نائبة المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، سابرينا سينغ، التعليق على التقارير المتعلقة بأن الولايات المتحدة تضع اللمسات النهائية على خطط لإرسال منظومة صواريخ باتريوت الدفاعية إلى أوكرانيا، لكنها أكدت في مقابلة مع قناة “الحرة” أن واشنطن تدرس احتياجات كييف للتغلب على الغزو الروسي المستمر منذ عشرة أشهر تقريبا.

وذكرت شبكة “سي أن أن”، ووكالة “رويترز”، الثلاثاء، أن خطة البنتاغون بإرسال أنظمة باتريوت الدفاعية إلى أوكرانيا، بحاجة إلى موافقة وزير الدفاع، لويد أوستن، قبل إرسالها إلى الرئيس، جو بايدن، لتوقيعها، لكن الموافقة متوقعة.

بطاريات باترويوت

وتطلب أوكرانيا من شركائها الغربيين دفاعات جوية، منها أنظمة باتريوت أميركية الصنع، لحمايتها من أي قصف صاروخي روسي ثقيل، بما يشمل القصف على البنية التحتية للطاقة.

ودعت أوكرانيا الولايات المتحدة إلى إرسال نظام دفاع جوي متقدم بعيد المدى فعال للغاية في اعتراض الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز، حيث تتعرض لوابل من الصواريخ الروسية وهجمات الطائرات بدون طيار التي دمرت البنية التحتية الرئيسية في جميع أنحاء البلاد.

ومنذ أكتوبر، زادت روسيا من وتيرة قصفها للبنية التحتية لشبكة الطاقة في أوكرانيا، حسب “فرانس برس”.

وسيكون نظام الأسلحة الدفاعية بعيد المدى الأكثر فعالية الذي يتم إرساله إلى البلاد ويقول المسؤولون إنه سيساعد في تأمين المجال الجوي لدول الناتو في أوروبا الشرقية، حسب “سي إن إن”.

بدورها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، الخميس، إن جميع الأسلحة التي قدمها الغرب لأوكرانيا أهداف مشروعة لروسيا، وأنها سيتم تدميرها أو الاستيلاء عليها، بحسب رويترز.

ما هي منظومة “باتريوت”؟

باتريوت هو نظام صاروخي موجه (أرض – جو) تم نشره لأول مرة في الثمانينيات ويمكنه استهداف الطائرات وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية قصيرة المدى، حسب “أسوشيتد برس”.

وتتكون كل بطارية باتريوت من نظام إطلاق مثبت على شاحنة مع ثمانية قاذفات يمكنها استيعاب ما يصل إلى أربعة صواريخ اعتراضية لكل منها، ورادار أرضي ومحطة تحكم ومولد.

منظومة باتريوت الدفاعية

ومنظومة باتريوت التي تركب على شاحنات تتكون من ثلاثة أقسام هي رادار بإمكانه أن يكتشف ويعترض تلقائيا مقاتلة أو طائرة بدون طيار أو صاروخاً ضمن دائرة شعاعها أكثر من 100 كيلومتر، ومركز مراقبة يشغله ثلاثة عسكريين، وبطارية من الصواريخ الاعتراضية، وفقا لـ”فرانس برس”.

وتعد صواريخ باتريوت هي عنصر أساسي في دفاعات حلف شمال الأطلسي على جناحه الشرقي، حسب “فرانس برس”.

ويتم نشر بطاريات الولايات المتحدة في دول عدة حول العالم.

ويقول مدير مشروع الدفاع الصاروخي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، توم كاراكو، إن نظام باتريوت “هو أحد أكثر أنظمة الدفاع الصاروخي الجوي تشغيلًا وموثوقية وثباتا”.

تكلفة “الباتريوت”

على مر السنين، تم تعديل نظام باتريوت وصواريخه باستمرار، وتبلغ تكلفة صاروخ الاعتراض الحالي لنظام باتريوت حوالي 4 ملايين دولار لكل جولة.

وتبلغ تكلفة القاذفات حوالي 10 ملايين دولار، حسبما أفاد مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS)، في تقرير الدفاع الصاروخي الصادر في يوليو.

ولن يكون استخدام صواريخ باتريوت فعالا من حيث التكلفة، ولن يكون الخيار الأمثل لإسقاط “الطائرات الإيرانية دون طيار”، الأصغر والأرخص بكثير والتي كانت روسيا تشتريها وتستخدمها في أوكرانيا، وفقا لـ”أسوشيتد برس”.

قال مارك كانسيان، وهو كولونيل احتياطي متقاعد من مشاة البحرية الأميركية ومستشار أول في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن إطلاق صاروخ بقيمة مليون دولار على طائرة مسيرة قيمتها 50 ألف دولار هو “اقتراح خاسر”.

مخاوف أميركية

يمكن أن تحتاج بطارية باتريوت إلى ما يصل إلى 90 جنديا لتشغيلها وصيانتها، ولأشهر كانت الولايات المتحدة مترددة في توفير “النظام المعقد” لكييف، حتى لا يتم إرسال قوات إلى أوكرانيا لتشغيله.

وهناك مخاوف من أن يؤدي نشر النظام إلى “استفزاز موسكو” أو المخاطرة بأن ينتهي الأمر بصاروخ يتم إطلاقه “داخل روسيا”، مما قد يؤدي إلى زيادة تصعيد الصراع.

ووفقا للمسؤولين الأميركيين، فإن المناشدات العاجلة للقادة الأوكرانيين والتدمير المدمر للبنية التحتية المدنية في البلاد، بما في ذلك فقدان الكهرباء والحرارة مع استمرار الشتاء، دفع الولايات المتحدة للتغلب على تحفظاتها بشأن إمداد صواريخ باتريوت لكييف.

وتتمثل “العقبة الرئيسية” في التدريب، حيث سيتعين على القوات الأميركية تدريب نظيرتها الأوكرانية على كيفية استخدام النظام وصيانته.

ويتلقى جنود الجيش الأميركي المعينون في كتائب باتريوت “تدريبا مكثفا” ليكونوا قادرين على تحديد موقع الهدف بشكل فعال، حسب “أسوشيتد برس”.

ودربت الولايات المتحدة القوات الأوكرانية على أنظمة أسلحة معقدة أخرى، بما في ذلك أنظمة الصواريخ عالية الحركة والمعروفة باسم “هيمارس”، حسب “أسوشيتد برس”.

وفي كثير من الحالات، تمكنت الولايات المتحدة من تقصير فترة التدريب، مما أدى إلى خروج القوات الأوكرانية إلى جبهات القتال في غضون أسابيع.

ولعبت راجمات صواريخ لا سيما من طراز “هيمارس”، دورا محوريا في هجوم أوكرانيا المضاد في جنوب وشرق أوكرانيا، وفقا لوكالة “فرانس برس”.

ورفض المسؤولون الأميركيون الإدلاء بتفاصيل عن المدة التي سيستغرقها تدريب الباتريوت وأين سيتم ذلك بالضبط، وفقا لـ”أسوشيتد برس”.

قدرات الباتريوت

تواجه أوكرانيا مجموعة من التهديدات الروسية، وسيكون والباتريوت جيد ضد البعض وليس مفيدا ضد البعض الآخر.

وقال مسؤول عسكري كبير سابق مطلع على نظام باتريوت إنه “سيكون فعالا ضد الصواريخ الباليستية قصيرة المدى ويمثل رسالة قوية للدعم الأميركي، لكن بطارية واحدة لن تغير مسار الحرب”، حسب “أسوشيتد برس”.

وأشار المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إلى أن “بطارية واحدة من طراز باتريوت لها مدى إطلاق نار طويل، ولكنها لا تغطي سوى مساحة محدودة”.

ويمكن لـ”الباتريوت”، حماية قاعدة عسكرية صغيرة بشكل فعال، ولكن لا يمكنها حماية مدينة كبيرة مثل كييف بشكل كامل.

منظومة صواريخ باتريوت الدفاعية

وغالبا ما يتم نشر صواريخ باتريوت ككتيبة تضم أربع بطاريات، ولن يكون هذا هو الحال مع أوكرانيا، التي قال المسؤولون إنها ستتلقى بطارية واحدة.

وقال كلا من كاراكو وكانسيان، إن الصاروخ باتريوت لديه رادار أقوى وأفضل في التمييز بين الأهداف من نظام S-300 الذي كان يستخدمه الأوكرانيون في الحقبة السوفيتية.

ولا تزال “الباتريوت” قادرة على استهداف بعض الصواريخ الباليستية والطائرات، ويمكن أن تحمي كييف، إذا استمر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في تهديده المستمر بنشر “سلاح نووي تكتيكي”، حسب “أسوشيتد برس”.

وصواريخ باتريوت التي أثبتت قدراتها على نطاق واسع في السنوات الأخيرة في العراق والخليج، قادرة على الحد بقوة من فعالية الضربات الروسية على أوكرانيا، وفقا لـ”فرانس برس”.

    المصدر :
  • الحرة