الأحد 19 شوال 1445 ﻫ - 28 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

ظلام وبرد.. أزمات جديدة تهدد الأوكرانيين مع استمرار القصف الروسي

طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأمم المتحدة بمعاقبة روسيا على الضربات الجوية على البنية التحتية المدنية، بعد وابل من الصواريخ أغرق المدن في ظلام دامس في أسوأ حالات انقطاع التيار الكهربائي على مستوى البلاد حتى الآن.

ومع انخفاض درجات الحرارة دون الصفر، عملت السلطات اليوم الخميس على إعادة الإضاءة والتدفئة. وتمخض وابل الصواريخ الروسي أمس عن مقتل عشرة أشخاص وأدى إلى إغلاق جميع محطات الطاقة النووية في أوكرانيا لأول مرة منذ 40 عاما.

وقالت السلطات المحلية في كييف إن الكهرباء أعيدت إلى ثلاثة أرباع العاصمة بحلول صباح، الخميس وعاد تدفق مياه الشرب مرة أخرى في بعض المناطق. واستؤنفت حركة وسائل النقل للعمل في المدينة وحلت الحافلات محل الترام الكهربائي.

وتأمل السلطات في إعادة تشغيل محطات الطاقة النووية الثلاث في الأراضي الخاضعة لسيطرة أوكرانيا بنهاية الخميس.

ومنذ أوائل أكتوبر تشرين الأول، شنت روسيا ضربات جوية شديدة مرة واحدة كل أسبوع على أهداف للطاقة في أنحاء من أوكرانيا، وفي كل مرة أطلقت صواريخ بمئات الملايين من الدولارات لتعطيل شبكة الكهرباء الأوكرانية.

وتعترف موسكو بمهاجمة البنية التحتية الأساسية، قائلة إنها تستهدف تقييد قدرة أوكرانيا على القتال ودفعها للتفاوض. وتقول كييف إن مثل هذه الهجمات تستهدف بوضوح إلحاق الضرر بالمدنيين مما يجعلها جريمة حرب.

وقال زيلينسكي ليلا عبر وصلة فيديو لمجلس الأمن الدولي “اليوم ليس إلا يوم واحد، لكننا تلقينا 70 صاروخا. هذه هي الصيغة الروسية من الإرهاب. كل هذا ضد بنيتنا التحتية للطاقة…. المستشفيات والمدارس والنقل والأحياء السكنية جميعها تضرر”.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن خطأ كييف هو ما جعل الأوكرانيين يعانون لأنها رفضت الانصياع لمطالب موسكو التي لم يحددها. وتقول أوكرانيا إنها لن تتوقف عن القتال إلا بعد رحيل كل القوات الروسية.

وقالت أولينا شافينسكا (27 عاما) وهي تقف مع مجموعة من الأصدقاء في طابور عند صنبور للحصول على المياه في ساحة بوسط كييف “ماذا يمكننا أن نقول؟ أعتقد أن الخطوة الأولى يجب أن تأتي منهم. كبداية، عليهم التوقف عن قصفنا”.

وأجبرت الهجمات الروسية مدينة كييف، لأول مرة، على إغلاق محطات الطاقة النووية الثلاث التي ما زالت تسيطر عليها. والمحطة الرابعة الواقعة في الأراضي التي تسيطر عليها روسيا اضطرت إلى اللجوء إلى الحصول على الكهرباء من المولدات الاحتياطية التي تعمل بالديزل. ويقول مسؤولون نوويون إن انقطاع الكهرباء قد يعطل أنظمة التبريد ويسبب كارثة نووية.

وقال بيترو كوتين، رئيس شركة الطاقة النووية الأوكرانية إنيرجواتوم “هناك خطر حقيقي من وقوع كارثة نووية وإشعاعية نتيجة إطلاق صواريخ كروز وصواريخ باليستية روسية على كامل أراضي أوكرانيا”.

ومضى يقول “يتعين معاقبة روسيا على هذه الجريمة المخزية”.

استخدام الشتاء كسلاح

حل الشتاء فجأة في أوكرانيا وانخفضت درجات الحرارة كثيرا عن الصفر في العاصمة التي يقطنها ثلاثة ملايين نسمة. وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “من الواضح أنه استخدم الشتاء كسلاح لإلحاق معاناة كبيرة بالشعب الأوكراني”.

وأضافت أن بوتين “سيحاول الوصول بالدولة (أوكرانيا) إلى التجمد لإخضاعها”.

وليس من المحتمل أن يتخذ مجلس الأمن، الذي تتمتع فيه روسيا بحق النقض (فيتو)، أي إجراء. وقال سفير موسكو لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا إن ظهور زيلينسكي عبر الفيديو يتعارض مع قواعد مجلس الأمن، ورفض ما أسماه “تهديدات وإنذارات متهورة” من أوكرانيا وأنصارها في الغرب.

وألقى باللوم في الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية في أوكرانيا على صواريخ الدفاع الجوي التي أطلقتها كييف، وقال إنه ينبغي على الغرب التوقف عن إمدادها بهذه الصواريخ.

وقالت السلطات الأوكرانية إن ثلاث مجمعات سكنية تعرضت للقصف أمس الأربعاء، مما أسفر عن مقتل عشرة.

وقال رجل عرف نفسه باسم فيودر، وهو يجر حقيبة سفر مبتعدا عن مبنى سكني يحترق بعد قصفه في كييف “طفلتنا الصغيرة كانت نائمة. عمرها عامان. كانت نائمة وعليها غطاء. إنها على قيد الحياة، شكرا للرب”.

كما امتد انقطاع التيار الكهربائي إلى مولدوفا المجاورة، حيث قالت السلطات إن الكهرباء عادت إلى معظم المناطق بحلول اليوم الخميس.

وتحولت موسكو إلى أسلوب ضرب البنية التحتية لأوكرانيا حتى في الوقت الذي ألحقت فيه كييف هزائم في ساحة المعركة بالقوات الروسية منذ سبتمبر أيلول. كما أعلنت روسيا ضم الأراضي التي تحتلها واستدعت مئات الآلاف من جنود الاحتياط.

وسيكون الشتاء الأول في الحرب الآن اختبارا لمعرفة ما إذا كان بإمكان أوكرانيا المضي قدما في معركتها لاستعادة الأراضي، أو ما إذا كان بإمكان القادة الروس مواصلة الإمدادات لقوات الغزو وإيجاد طريقة لوقف زخم كييف.

وبعد التقهقر، صار لروسيا خط أقصر كثيرا للدفاع عنه من أجل الاحتفاظ بالأراضي التي استولت عليها، حيث يغلق نهر دنيبرو حاليا أكثر من ثلث الجبهة.

وقال مارك هيرتلنج، وهو قائد سابق للقوات البرية الأمريكية في أوروبا، عبر تويتر “ستزيد قدرات أوكرانيا ببطء، لكن المناورة المستمرة شرق نهر دنيبرو وفي منطقة دونباس التي تحتلها روسيا ستتضمن معارك أشد ضراوة”.

وأضاف “ستواجه الروح المعنوية الأوكرانية اختبارا باستمرار الهجمات الروسية ضد البنية التحتية المدنية… لكن أوكرانيا ستثابر”.

وتمضي روسيا في هجماتها على خط المواجهة غربي مدينة دونيتسك، التي يسيطر عليها وكلاء لموسكو منذ عام 2014. وتقول أوكرانيا إنها قتلت آلاف الجنود الروس هناك ولم تتنازل عن أراض تذكر، واصفة الروس بأنهم دخلوا المعركة بدون معدات أو تدريب كاف بأي صورة من الصور.

وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية إن القوات الروسية حاولت مرة أخرى التقدم نحو هدفيها الرئيسيين في منطقة دونيتسك، بلدتي باخموت وأفدييفكا، دون أن تحقق سوى نجاح محدود.

وإلى الجنوب، توغلت القوات الروسية على الضفة الشرقية لنهر دنيبرو، وقصفت مناطق عبره من بينها خيرسون، التي استعادتها القوات الأوكرانية هذا الشهر.

ولم يتسن لرويترز التحقق حتى الآن من الروايات في ساحة المعركة.

وتقول موسكو إنها تنفذ “عملية عسكرية خاصة” لحماية الناطقين بالروسية فيما يسميه بوتين دولة مصطنعة مقتطعة من روسيا. وتصف أوكرانيا والغرب الغزو بأنه حرب عدوانية لا مبرر لها.

    المصدر :
  • رويترز