الجمعة 10 شوال 1445 ﻫ - 19 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

"عيد" ممنوع في النجف.. وتوقيف ناشط يثير ضجة

لم يمض “عيد الحب” في العراق هذا العام دون بلبلة. فقد قام بعض المتشددين في النجف، وكما كل عام بغلق شارع الروان “أحد الشوارع التجارية المزدحمة بالمارة” عبر نصب سرادق ومواكب عزاء، لمنع الشباب وأهالي المحافظة من الاحتفال، معتبرين أن للنجف قدسية يجب احترامها، ومطالبين الحكومة المحلية بإصدار قانون “قدسية النجف”، من أجل سجن وفرض غرامات على أي مخالف.

إلا أن الضجة الأكبر أتت قبل أيام قليلة، إثر انتشار خبر اعتقال الطبيب ياسر مكي، أحد الناشطين الذي كان يصور بهاتفه الجوال بعض تلك المظاهر “القمعية” في شارع الروان أثناء تجواله.

وفي حوار مع “العربية.نت” بعد إطلاق سراحه، قال مكي مساء الأحد: “كنت مع مجموعة من أصدقائي نتجول في #شارع_الروان ، قرب أحد المواكب، فرحت أجري لقاءات مع المارة في الشارع، وأسألهم حول قضية المواكب و عيد الحب في النجف، وكانت الأمور تسري بشكل طبيعي”، مؤكداً أنه حرص على ألا يظهر أحد في المقطع المصور دون إذنه لحساسية الوضع في المنطقة.

وتابع قائلاً: “فجأة اقتربت مني دورية للشرطة، وتوجّه نحوي ضابط منفعل، رامياً علي التهمة الجاهزة والمشهورة لدى أهالي النجف (تصوير العوائل وانتهاك الخصوصية).

وأردف مكي “أثناء النقاش مع الضابط، سحب هاتفي النقال بالقوة من يدي وسلّمه لأحد المنتسبين الذين كانوا معه، فاختفى الأخير بلمح البصر.”

إلى ذلك، أوضح مكي أن هاتفه لم يكن مقفلاً، وبالتالي كانت كل حساباته الخاصة وصوره الشخصية معرضة للاختراق، لذا أصر على استعادته، رافضاً الانصياع، ليتفاجأ بتوقيفه بتهمة الاعتداء على الضابط أثناء أداء الواجب.

كما أكد الناشط العراقي أنه لولا وجود أصدقائه الذين اتصلوا بالمحافظ ونائبه وبعض أعضاء مجلس المحافظة وضباط من الأمن الوطني، لتم الاعتداء عليه من قبل القوات الأمنية المتواجدين.

وكشف مكي أنه تم إطلاق سراحه بعد عدة وساطات.

صرخة ضد القمع
وتابع قائلاً: “المحزن في الأمر، بأنهم أبلغوني صراحة أثناء إطلاق سراحي بأنه لولا الاتصالات والوساطات لكنت شاهدت تصرفاً آخر.”

وتعليقاً على الأمر أشار إلى أن مثل تلك التصرفات هي التي تسبب قلة ثقة الأهالي بالأجهزة الأمنية، خاصة وأنه لا يوجد أي قانون يحاسب على تصوير الناس في الشارع بإذنهم.

أما عن الضغوطات التي قد تلاحقه بعد إطلاق سراحه، فبيّن ياسر مكي، أن الاعتداء والإهانة وتشويه السمعة بتهم التحرش وانتهاك الخصوصية وتصوير العوائل، هي التهم الجاهزة التي قد تلبس أي شخص لا يروق للقوات الأمنية، مبيناً أن طريق الحرية والحقوق المدنية ومواجهة القمع والديكتاتورية، ليس فقط كلاما بل طريق صعب ومليء، وفيه يشترك الجميع بتحمل المسؤولية لانتزاع الحقوق ومواجهة الظلم والقمع.

يذكر أن العام الماضي، تم الاعتداء على مجموعة من المحال التجارية التي كانت تبيع هدايا بمناسبة عيد الحب، وتم كسر زجاجها وحرق الهدايا التي راج بيعها وشراؤها في تلك المناسبة.

المصدر: بغداد – حسن السعيدي