الأثنين 12 ذو القعدة 1445 ﻫ - 20 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

غزة.. المرضى يبحثون عن المساعدة بعد توقف خدمات المستشفيات

كشف تقرير نشرته وكالة رويترز اليوم الخميس عن تردي الوضع الإنساني في المشافي برفح على خلفية الهجوم الإسرائيلي وإغلاق المشافي، وأشار التقرير إلى أن هجوم قوات الاحتلال الإسرائيلي في محيط رفح الواقعة في الطرف الجنوبي من قطاع غزة أتى على ما تبقى من المنظومة الصحية في القطاع.

قصة من إحدى المشافي:
تتلقى الفلسطينية سعاد زهير (73 عاما) طوق نجاة عن طريق استخدام جهاز غسيل الكلى ثلاثة أيام في الأسبوع بمستشفى في رفح، لكن هذا المستشفى صار مغلقا بسبب أحدث الهجمات الإسرائيلية.

وخاطرت ابنتها بنقلها عبر طريق ساحلي يؤدي إلى آخر مستشفى ما زال به أجهزة تعمل لغسيل الكلى في قطاع غزة.

وفي غرفة مزدحمة، كان الدم يتدفق عبر الأنابيب من يدها إلى الجهاز.

وقال الطبيب سعيد الخطاب رئيس قسم الكلى الصناعية في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح وسط قطاع غزة “لم يبق إلا هذا المستشفى اللي يخدم قطاع غزة كامل ويخدم تقريبا ألف مريض فشل كلوي”.

وهناك 19 جهازا في المكان. وقال الخطاب إن أفراد الأطقم الطبية يبقونها تعمل على مدار الساعة مع تنفيذ 200 جلسة يوميا وعدم وجود وقت كاف لتعقيمها بين المرضى.

وكان من المفترض أن يستمر علاج سعاد زهير لأربع ساعات، لكن وفقا للحسابات الطبية القاسية في غزة، لا يمكنها استخدام الجهاز إلا ساعتين فقط. ولا يمكن لأحد التنبؤ بالتوقيت الذي قد تحصل فيه على فرصة أخرى لاستخدامه.

وقالت ابنتها أم بلال “هتتعب. بكرة يمكن؟ بعده؟ مش هنعرف كيف نجيبها هنا ووين نروح… هي دايما بتتعب. في منطقتنا كنا بنروح على مستشفى النجار قريبة منا…لكن كيف بنجي هنا لو تتعب منا في الليل؟ لا في إسعاف ومنطقة خطر لا في إسعاف هتجينا ولا أي حاجة”.

* انهيار

يقول أطباء إن الهجوم الإسرائيلي في محيط رفح الواقعة في الطرف الجنوبي من قطاع غزة أتى على ما تبقى من المنظومة الصحية في القطاع. فالدبابات تتجمع على مشارف المدينة ولا يجد عدد كبير من المرضى والجرحى أماكن للذهاب لها ولا توجد طرق آمنة للوصول إلى وجهاتهم.

وأدى القتال إلى إغلاق بعض المرافق الطبية الرئيسية التي كانت تخدم نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة والذين نزحوا إلى رفح. كما تم إغلاق المعبرين المؤديين إلى جنوب غزة مما حال دون وصول إمدادات أساسية مثل الوقود، رغم أن إسرائيل تقول إنها أعادت فتح معبر كرم أبو سالم أمس الأربعاء وتحاول إدخال المساعدات خلاله.

وأغلق مستشفى النجار في رفح، حيث كانت سعاد زهير تخضع لغسيل الكلى، فجأة مع اقتراب القتال. كما توقف المستشفى الإماراتي المتخصص في عمليات الولادة والذي يولد فيه 85 طفلا يوميا عن استقبال المرضى.

وإغلاق المعبر الوحيد المؤدي إلى مصر معناه أنه لم يعد من الممكن إجلاء المرضى الذين يحتاجون إلى رعاية طبية طارئة من قطاع غزة. كما لم يعد بإمكان المسعفين الأجانب المتطوعين الدخول أو العودة إلى ديارهم.

وتزعم إسرائيل إن أي تعطل للمساعدات نتيجة هجومها الجديد سيكون لمدة قصيرة، وسيتم توفير مستشفيات ميدانية إضافية بالقرب من الساحل في منطقة تقول إنها آمنة.

وفي هذه الأثناء، يتوافد المرضى والجرحى على مستشفى الأقصى في دير البلح. وقال علي أبو خرمة، وهو جراح مناظير أردني متطوع في المستشفى، “النقص اللي صار…كان في تدخل إمدادات طبية… هسه (حاليا) ما فيه إمدادات طبية. يعني عندنا عمليات أصلا ما فيه شاش نستخدمه اللي هو أبدومينال باند. ما فيه إشي نستخدمه…يعني ما فيه إشي نلبسه إحنا متظبتش نعمل عملية بس بجلفز، بدك تلبس، بدك تغطي المريض، بدك تعقم. هدا كله مش موجود. هيدا تأثير إغلاق المعبر علينا”.

وقال لرويترز بينما كان يمكن سماع أحد المرضى وهو يصرخ ألما من خلف أحد الأبواب المغلقة “لا تتوفر أسرة للمرضى. المرضى موجودين في جميع أنحاء المستشفى، في الكوريدورات، في القاعات، في كل مكان. وفي بعض الأسرة عليها مريض ومريضان، في الاستقبال يوجد مرضى على الأرض مباشرة…نقوم بتقييمهم والفحص على الأرض مباشرة. كم عمليات مخيف.. لا تعد يعني…تقريبا 24 ساعة الكادر شغال”.

وأضاف “الوضع الطبي حرج جدا. بل هو منهار. القطاع الطبي كاملا منهار”.

وتشن قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودمارا هائلا بالبنية التحتية، مما أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية.

وبالإضافة إلى الخسائر البشرية، تسببت الحرب بكارثة إنسانية غير مسبوقة وبدمار هائل في البنى التحتية والممتلكات، ونزوح نحو مليوني فلسطيني من أصل نحو 2.3 مليون في غزة، بحسب بيانات فلسطينية وأممية.

وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور التدابير المؤقتة من محكمة العدل الدولية، وكذلك رغم إصدار مجلس الأمن الدولي لاحقا قرار بوقف إطلاق النار فورا.

ومنذ أشهر، تقود مصر وقطر والولايات المتحدة مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة حماس بهدف التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار في قطاع غزة وتبادل للأسرى والمحتجزين بين الطرفين.

    المصدر :
  • رويترز