الجمعة 17 شوال 1445 ﻫ - 26 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

فصيل مغمور يتبنى كاتيوشا المنطقة الخضراء.. هذه التفاصيل

وسط حالة التوتر الذي شهدته المنطقة بعد تصاعد حدة الخلاف الإيراني الأميركي خلال الأيام الماضية، أتى سقوط صاروخ كاتيوشا بمحيط السفارة الأميركية وسط المنطقة الخضراء شديدة التحصين في بغداد، الأحد، ليزيد الطين بلة.

وقد أعلن مساء الاثنين فصيل “مغمور” يحمل اسم “وحدات الشهيد علي منصور الجبوري” تبنيه لعملية إطلاق الصاروخ.

وقال في منشور على فيسبوك: “ضمن حملة صولة النيران لشهر رمضان، قامت مفرزة شهب الحق برجم مقر الإدارة الإقليمية الأميركية في المنطقة الخضراء بصاروخ كاتيوشا ضمن عمليات الرد على قرار ترمب الحاقد بإعفاء الجندي مايكل بيهينا وانتقاما من الحكومة العراقية التي سكتت عن ذلك ولم تبد أي رد فعل يذكر”.

عملية مفبركة
وتعليقاً على هذا التبني، قال المحلل الاستراتيجي والخبير في شؤون الجماعات المسلحة رعد هاشم للعربية.نت، إن محاولة لصق هذه العملية “بجماعات سنية” ما هي إلا عملية مفبركة كاذبة من صناعة الحشود والجيوش الموالية لإيران، لا سيما أن هذه الجماعات المتطرفة التي أطلق عليها اسم مفرزة “شهب الحق” التابعة لما يسمى “وحدات الشهيد علي منصور الجبوري” لم يعرف عنها أي نشاط من قبل سوى أنها أسست صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي في العراق منتصف هذا الشهر، ما يؤكد أنها أعدت خصيصا لزجها في مثل تلك المواضيع، لإبعاد الشبهات عن الفصائل الحقيقية التي نفذت عملية الإطلاق.

إلى ذلك، أكد أن ما حصل الأحد في المنطقة الخضراء يشكل إدانة للجهد الاستخباري الهزيل الذي لم يرصد مثل تلك الوحدات المزعومة.

وأضاف هاشم أن توقيت العملية جاء متناغما مع تحذيرات السفارة الأميركية من وجود تهديدات من قبل فصائل موالية لإيران.

من محيط المنطقة الخضراء في بغداد
كما شدد على أن “حادثة استهداف السفارة الأميركية في بغداد كشفت ما توقعناه بأن الحكومة العراقية لا تستطيع ضبط إيقاع الميليشيات والفصائل المسلحة ومحاولاتهم الاستفزازية لخلط الأوراق، رغم تعهداتها بذلك، ولعل حادثة الكاتيوشا تستدعي ضرورة التحرك الجاد لمراقبة وتقييد وتحييد المئات من هذه الفصائل التي قد يأخذ بعض عناصرها الحماسة بموالاته لنظام إيران إلى درجة إشعال شرارة حرب قد لا يريدها عدد من الزعماء السياسيين الذين يشرفون على الفصائل المسلحة ذاتها خشية فقدانهم النفوذ والقوة التي يتمتعون بها.

وتابع :”بدل مسارعة السياسيين فرادى كما يحصل حالياً، إلى التبرؤ من مسؤوليتهم تجاه مثل تلك الحوادث يتوجب عليهم الخروج بموقف موحد، بعد عقد مؤتمر عام بينهم بحضور الرئاسات الثلاث، ليعلنوا حقيقة موقفهم الرافض للحرب أولاً، وعدم الانحياز لأي من جهتي النزاع ثانياً، كما يجب على السياسيين العراقيين التعهد بوقف الخطابات التصعيدية الداعمة لإيران والتي من شأنها تأزيم المواقف”.

وأضاف هاشم: “على الحكومة أن تبتعد عن الدور الخجول والمجامل في تعاملها مع مواقف العديد من زعماء الجماعات والفصائل المسلحة، خاصة تلك المنضوية تحت إمرتها، وأن تعمل على ضبطها بحزم، وتحد من تدخلاتها السافرة بملفات خارجية”.

المنطقة الخضراء في بغداد
مصداقية التطمينات الأمنية؟
من جهته، قال المحلل الاستراتيجي هشام الهاشمي للعربية.نت: إن ‏”استهداف المنطقة الخضراء سواء أكان بفعل حماسي غير مدروس من طرف مسلح عراقي مساند لمواقف إيران، أو بفعل طرف آخر خارج حسابات أطراف الصراع الأميركي الإيراني في العراق، أحرج مصداقية التطمينات الأمنية التي قدمتها الحكومة العراقية للبعثات الأجنبية والعربية المتواجدة في العاصمة بغداد والمنطقة الخضراء”.

وتابع: “إذا كانت الحكومة العراقية لا تعلم الجهة التي استهدفت المنطقة الخضراء فهذا يعني أنها عاجزة عن احتكار السلاح بيدها. أما إذا كانت تعلم الفاعل لكنها عاجزة عن تقديمه للعدالة، فذلك يعني أنها غير حيادية في الصراع الإيراني – الأميركي”.

يذكر أن “علي منصور الجبوري” مواطن عراقي تم قتله بعد الاشتباه بأنه ينتمي للقاعدة على يد الضابط الأميركي مايكل بهينيا، والذي سجن لمدة 5 سنوات بتهمة قتل السجين العراقي الجبوري عام 2008، لكن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أفرج عنه مطلع أيار/مايو الجاري.

وأدين بيهينا، وهو قائد مفرزة في الفرقة 101 المحمولة جوا بالقتل غير العمد وحكم عليه بالسجن 25 عامًا بعد أن قتل الجبوري، وفقا لوكالة رويترز.

وزعم بيهينا، الذي جرد الجبوري من ملابسه أثناء استجوابه وأطلق عليه النار، أنه تصرف دفاعًا عن نفسه.

 

المصدر: العراق- نصير العجيلي