الثلاثاء 28 شوال 1445 ﻫ - 7 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

فيضانات أوروبا.. أكثر من 120 قتيلاً ومئات المفقودين حتى الآن

أدت  الفيضانات والسيول التي ضرب مناطق في أوروبا هذا الأسبوع في أعقاب أيام من هطول الأمطار الغزيرة، لتحويل الجداول والشوارع إلى أنهار متدفقة جرفت السيارات، كما تسببت في انهيار منازل في مناطق عدة.

وقد ارتفع عدد قتلى الفيضانات المدمرة في أجزاء من غرب ألمانيا وبلجيكا إلى 120 شخصا، على الأقل، يوم الجمعة، مع استمرار البحث عن مئات الأشخاص الذين لا يزالون في عداد المفقودين، بحسب تصريحات مسؤولين.

وقال الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير إنه “ذهل” من الدمار الناجم عن الفيضانات، وتعهد بتقديم الدعم لعائلات القتلى، والمدن والبلدات التي تعرضت لأضرار جسيمة.

وتابع شتاينماير في بيان ظهر يوم الجمعة: “في وقت الحاجة، تقف بلادنا معًا.. من المهم أن نتضامن مع أولئك الذين سلب منهم الفيضان كل شيء”.

وقالت السلطات في ولاية راينلاند بالاتينات الألمانية، إن 60 شخصًا لقوا حتفهم هناك، بما في ذلك 12 على الأقل من المقيمين في دار لرعاية ذوي الإعاقة. في ولاية نوردراين فيستفالن المجاورة، قدر مسؤولون عدد القتلى بنحو 43 شخصا، لكنهم حذروا من أن الرقم قد يرتفع أكثر.

وسارعت فرق الإنقاذ، الجمعة، لمساعدة الأشخاص المحاصرين في منازلهم في بلدة إرفتشتات، جنوب غرب كولونيا، حيث تعرضت عدة منازل لخطر الانهيار بعد أن كشفت مياه الفيضانات عن أساساتها. وقالت السلطات الإقليمية إن عدة أشخاص لقوا حتفهم بعد انهيار منازلهم بسبب هبوط أرضي، وأظهرت الصور الجوية ما بدا أنها حفرة ضخمة.

قال فرانك روك، رئيس إدارة المقاطعة: “تمكنا من إخراج 50 شخصًا من منازلهم الليلة الماضية.. نعرف 15 شخصًا لا يزالون بحاجة إلى الإنقاذ”.

وفي حديثه إلى محطة “إن تي في” الألمانية، أكد روك أن السلطات ليس لديها رقم محدد حتى الآن لعدد القتلى.

وتابع: “على المرء أن يفترض أنه في ظل هذه الظروف، لم يتمكن بعض الناس من الفرار”.

ويقول الخبراء إن مثل هذه الكوارث قد تصبح أكثر شيوعًا بسبب تغير المناخ.

وقالت المتحدثة باسم المنظمة العالمية للأرصاد الجوية كلير نوليس إن “بعض أجزاء أوروبا الغربية.. سقط عليها كمية ماء تعادل شهرين من الأمطار خلال يومين. ما جعل الأمور أسوأ هو أن التربة كانت مشبعة بالفعل بالأمطار السابقة”.

وأضافت أنه من السابق لأوانه إلقاء اللوم بشأن الفيضانات، وما سبقها من موجة الحر، على ارتفاع درجات الحرارة العالمية بسبب الاحتباس الحراري، لكنها تابعت: “يؤدي تغير المناخ بالفعل إلى زيادة تواتر الأحداث المتطرفة. وقد ثبت أن العديد من الأحداث الفردية قد تفاقمت بسبب الاحتباس الحراري”.

وفي بلجيكا، تم العثور على معظم الغرقى حول مدينة لييج، حيث كانت الأمطار على أشدها. كانت السماء ملبدة بالغيوم إلى حد كبير في شرق بلجيكا، مع تزايد الآمال في أن أسوأ ما في الكارثة قد انتهى.

وصرحت وزيرة الداخلية البلجيكية انليز فيرليندن لشبكة في “آر تي” الجمعة أن الحصيلة الرسمية المؤكدة للوفيات ارتفعت إلى 18، وان عدد المفقودين يبلغ 19.

وأرسلت إيطاليا فريقًا من مسؤولي الحماية المدنية ورجال الإطفاء، بالإضافة إلى زوارق إنقاذ إلى بلجيكا للمساعدة في البحث عن الأشخاص المفقودين من الفيضانات المدمرة.

وقام رجال الإطفاء بنشر صورة على تويتر لفريق يعمل في تيلف، جنوب لييج، للمساعدة في إجلاء سكان منزل حوصروا بسبب ارتفاع منسوب المياه.

وفي مقاطعة ليمبورغ بجنوب هولندا، قامت القوات بتكديس أكياس الرمل لتدعيم مسافة بطول 1.1 كيلومتر (0.7 ميل) من الضفاف على طول نهر ماس وساعدت الشرطة في إخلاء بعض الأحياء المنخفضة.

وقال رئيس الوزراء المؤقت مارك روته ليلة الخميس إن الحكومة تعلن رسمياً المناطق المنكوبة بالفيضانات منطقة كوارث، مما يعني أن الشركات والسكان مؤهلون للتعويض عن الأضرار.

وزار الملك الهولندي ويليم ألكسندر المنطقة ليلة الخميس ووصف المشاهد بأنها “مفزعة للقلوب”.

وفي الوقت نفسه، تسبب هطول الأمطار المستمر في سويسرا في فيضان العديد من الأنهار والبحيرات عن ضفافها. وأفادت الإذاعة العامة “إس آر إف” أن فيضانًا مفاجئًا جرف السيارات وغمر الأقبية ودمر الجسور الصغيرة في قريتي شلايتهايم وبيغينعن الشماليتان في وقت متأخر من يوم الخميس.

قال إريك شولتز، عمدة مدينة هاغن الألمانية التي تضررت بشدة، على بعد حوالي 50 كيلومترًا (31 ميلاً) شمال شرق كولونيا، إن هناك موجة من التضامن من مناطق أخرى والمواطنين العاديين لمساعدة المتضررين من الفيضانات المدمرة.

وتابع لمحطة “إن تي في” الألمانية “لدينا الكثير والكثير من المواطنين يقولون: يمكنني تقديم مكان للإقامة، وأين يمكنني الذهاب للمساعدة، وأين يمكنني التسجيل، وأين يمكنني إحضار مجرفتي ودلو؟.. المدينة تقف معًا ويمكنك أن تشعر بذلك.”

    المصدر :
  • العربية