الثلاثاء 28 شوال 1445 ﻫ - 7 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

في ذكرى "الجمعة الدامية".. آلاف الإيرانيين يحتجون في جنوب شرق البلاد

خرج آلاف الإيرانيين في جنوب شرق البلاد المضطرب (الجمعة 11-11-2022) في احتجاجات على حملة قمع نفذتها قوات الأمن في 30 سبتمبر أيلول وعرفت باسم “الجمعة الدامية” في وقت يستمر فيه حكام البلاد من رجال الدين في مقاومة اضطرابات مستمرة في أنحاء البلاد.

وقالت منظمة العفو الدولية إن قوات الأمن قتلت بشكل غير قانوني ما لا يقل عن 66 شخصا في ذاك اليوم بإطلاق الذخيرة الحية والخرطوش والغاز المسيل للدموع على المحتجين في زاهدان عاصمة إقليم سيستان-بلوخستان. من جانبها، قالت السلطات إن المعارضين هم من أثاروا الاشتباكات.

وأظهر مقطع مصور نشره حساب (تصوير 1500)، الذي يتابعه عدد كبير من المستخدمين على تويتر، الآلاف وهم يسيرون مجددا في زاهدان، الجمعة. ولم يتسن لرويترز التحقق من صحة المقطع.

كما أظهر مقطع مصور آخر، يقول حساب (تصوير 1500) إنه من بلدة خاش في جنوب شرق البلاد، المحتجين وهم يحطمون ويدهسون لافتة في الشارع تحمل اسم القائد العسكري الكبير قاسم سليماني الذي تم اغتياله في هجوم أمريكي بطائرة مسيرة عام 2020 في العراق. وتأجج الغضب الشعبي قبل إطلاق النار في 30 سبتمبر أيلول بسبب مزاعم باغتصاب ضابط شرطة لفتاة في سن المراهقة. وقالت السلطات إن القضية قيد التحقيق.

واندلعت الاحتجاجات المناهضة للحكومة في سبتمبر أيلول بعد وفاة الكردية مهسا أميني التي احتجزتها شرطة الأخلاق بسبب ما قالت إنه انتهاكها لقواعد صارمة تفرضها الجمهورية الإسلامية على ملابس النساء.

وسرعان ما تحولت الاحتجاجات إلى ثورة شعبية شارك فيها طلاب وأطباء ومحامون وعمال ورياضيون. وتحول أغلب الغضب إلى الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي.

مظالم ومحاكمات

قالت الحكومة إن وفاة أميني سببها مشكلات صحية كانت تعاني منها، وإن الاحتجاجات أذكاها أعداء إيران الأجانب ومن بينهم الولايات المتحدة. وتعهدت الحكومة بإعادة توطيد دعائم النظام.

وتتهم الحكومة مسلحين انفصاليين بارتكاب أعمال عنف والسعي لزعزعة استقرار الجمهورية الإسلامية.

ووقع بعض من أسوأ الاضطرابات في المناطق التي تسكنها أقليات عرقية لها مظالم قائمة منذ فترة طويلة ضد الدولة، بما في ذلك إقليم سيستان-بلوخستان ومناطق تركز الأكراد.

وإقليم سيستان-بلوخستان القريب من الحدود الجنوبية الشرقية لإيران مع باكستان وأفغانستان هو موطن لأقلية البلوخ التي يقدر عددها بنحو مليوني شخص. وتقول جماعات لحقوق الإنسان إن أقلية البلوخ عانت من التمييز والقمع على مدى عقود.

كما أن الإقليم واحد من أفقر مناطق البلاد وبؤرة للتوتر تتعرض فيها قوات الأمن الإيرانية للهجوم من مسلحي البلوخ.

وقالت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (هرانا) إن 330 محتجا قتلوا في الاضطرابات حتى أمس الخميس، بينهم 50 قاصرا. وأضافت أن 39 فردا من قوات الأمن لاقوا حتفهم أيضا. واعتُقل نحو 15100 شخص.

وأفدت وكالة أنباء شبه رسمية في 31 أكتوبر تشرين الأول أن القضاء الإيراني سيجري محاكمات علنية لنحو ألف شخص متهمين بالاضطرابات في طهران.

وهؤلاء الأشخاص متهمون بارتكاب أعمال تخريب أو اعتداء أو قتل أفراد من قوات الأمن أو إضرام النار في الممتلكات العامة.

مقاطع مصورة وخطب

حث خبراء في مجال حقوق الإنسان تابعون للأمم المتحدة السلطات الإيرانية في بيان اليوم الجمعة على الكف عن توجيه اتهامات يعاقب عليها بالإعدام لأشخاص شاركوا، أو يُزعم أنهم شاركوا، في احتجاجات سلمية.

وعبر الخبراء، وهم مقررون خاصون، عن قلقهم من أن النساء والفتيات اللائي كن في طليعة الاحتجاجات قد يتم استهدافهن بشكل خاص.

وظهر في مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي، قيل إنها من بلدة سارافان في سيستان-بلوخستان، محتجون في ملابس البلوخ التقليدية يدعون بالموت لخامنئي.

وقال مولاوي عبد الحميد، أبرز رجل دين سني في إيران ومنتقد منذ فترة طويلة للزعماء الشيعة في البلاد، في خطبة صلاة الجمعة في زاهدان “أين تدربت القوات العسكرية على إطلاق النار على الناس؟ اتضح اليوم أن الناس قتلوا ظلما… يتعين على السلطات إدانة هذه الجريمة، ويجب تقديم من أمر بأحداث الجمعة الدامية ومرتكبيها للمحاكمة”.

ويبدو أن التوترات يمكن أن تتفاقم فيما يبدو مرة أخرى في زاهدان.

ونقل التلفزيون الرسمي عن قائد القوات البرية في الحرس الثوري الإيراني، البريجادير جنرال محمد باكبور، قوله أمام تجمع لشيوخ العشائر السنية والشيعية والزعماء الدينيين في زاهدان إن رجال الدين يجب أن يتوخوا الحذر فيما يقولونه.

    المصدر :
  • رويترز