الجمعة 24 شوال 1445 ﻫ - 3 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

في ظل غياب المنافسة.. بوتين يحقق فوزا ساحقا في الانتخابات الرئاسية

حقق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فوزا ساحقا في الانتخابات الرئاسية يوم أمس الأحد ليعزز قبضته على السلطة، في نصر قال إنه يظهر أن موسكو كانت على حق بالوقوف في وجه الغرب وإرسال قوات إلى أوكرانيا.

وبالنسبة لبوتين، الضابط السابق بجهاز المخابرات السوفيتية (كي.جي.بي) الذي صعد إلى السلطة لأول مرة في عام 1999، فإن النتيجة تؤكد أنه ينبغي لزعماء الغرب أن ينتبهوا إلى أن روسيا ستكون أكثر جرأة سواء في السلم أو الحرب لسنوات عديدة مقبلة. بحسب وكالة رويترز.

وتعني النتائج أن بوتين (71 عاما) سيضمن بسهولة فترة رئاسية جديدة مدتها ست سنوات ستجعله يتفوق على جوزيف ستالين ليصبح أطول زعماء روسيا بقاء في المنصب منذ أكثر من 200 عام.

وذكر استطلاع لآراء الناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع أجرته مؤسسة الرأي العام (إف.أوه.إم) أن بوتين فاز بنسبة 87.8 بالمئة من الأصوات وهي أعلى نتيجة على الإطلاق في روسيا ما بعد الاتحاد السوفيتي. ومنح مركز أبحاث الرأي العام الروسي بوتين 87 بالمئة من الأصوات. وتشير النتائج الأولية الرسمية إلى دقة نتائج استطلاعات الرأي.

وقالت الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وغيرها من البلدان إن الانتخابات لم تكن حرة ولا نزيهة بسبب سجن المعارضين السياسيين والرقابة.

وأظهرت النتائج أن المرشح الشيوعي نيكولاي خاريتونوف جاء في المركز الثاني بنسبة تقل قليلا عن أربعة بالمئة بينما حل الوافد الجديد فلاديسلاف دافانكوف في المركز الثالث، وجاء المرشح القومي المتطرف ليونيد سلوتسكي في المركز الرابع.

وقال بوتين لأنصاره في خطاب النصر في موسكو إنه سيعطي أولوية لحل المسائل المتعلقة بما وصفها بأنها “عملية عسكرية خاصة” تنفذها روسيا في أوكرانيا وسيعزز قوة الجيش الروسي.

وأضاف “أمامنا العديد من المهام. ولكن عندما نتوحد، بغض النظر عمن يريد ترهيبنا أو قمعنا، لم ينجح أحد في التاريخ على الإطلاق في ذلك، ولم ينجحوا الآن، ولن ينجحوا أبدا في المستقبل”.

وهتف أنصاره “بوتين، بوتين، بوتين” عندما ظهر على منصة وهتفوا “روسيا، روسيا، روسيا” بعدما ألقى خطاب إعلان فوزه.

وفي استلهام للزعيم المعارض أليكسي نافالني، الذي توفي في أحد السجون بمنطقة القطب الشمالي الشهر الماضي، احتج الآلاف من المعارضين وقت الظهيرة ضد بوتين في مراكز التصويت داخل روسيا وخارجها.

وصرح بوتين للصحفيين بأنه يعتبر الانتخابات الروسية ديمقراطية، وقال إن الاحتجاج المستلهم من نافالني ضده لم يكن له أي تأثير على نتيجة الانتخابات.

وفي أول تعليقاته على وفاته، قال أيضا إن وفاة نافالني كانت “حدثا حزينا”، وأكد أنه كان مستعدا لعملية تبادل سجناء تشمل السياسي المعارض.

وردا على سؤال من شبكة تلفزيون (إن.بي.سي) الأمريكية عما إذا كانت إعادة انتخابه ديمقراطية، انتقد بوتين النظامين السياسي والقضائي الأمريكي.

وقال “العالم كله يضحك على ما يحدث (في الولايات المتحدة). هذه كارثة وليست ديمقراطية”.

وتابع “هل من الديمقراطي استخدام الموارد الإدارية لمهاجمة أحد المرشحين لرئاسة الولايات المتحدة، وذلك باستخدام السلطة القضائية من بين أمور أخرى؟”، في إشارة واضحة إلى أربع قضايا جنائية ضد المرشح الجمهوري المحتمل دونالد ترامب.

وتأتي الانتخابات بعد ما يزيد قليلا على عامين منذ أطلق بوتين شرارة أعنف صراع أوروبي منذ الحرب العالمية الثانية عندما أمر بغزو أوكرانيا.

وخيمت أجواء الحرب على الانتخابات التي استمرت ثلاثة أيام وجهت خلالها أوكرانيا هجمات متكررة على مصاف روسية للنفط، وقصفت مناطق روسية أخرى، وسعت عبر وكلاء لاختراق الحدود الروسية في تطور قال بوتين إنه لن يمر دون عقاب.

ورغم أن إعادة انتخاب بوتين لم تكن موضع شك نظرا لسيطرته على روسيا وغياب أي منافسين حقيقيين، فإن رجل المخابرات السابق أراد أن يُظهر أنه يحظى بدعم ساحق من الروس. وقال مسؤولو الانتخابات إن نسبة المشاركة على مستوى البلاد بلغت 74.22 بالمئة بحلول الساعة 1800 بتوقيت جرينتش عندما أغلقت مراكز الاقتراع، متجاوزة مستويات 2018 البالغة 67.5 بالمئة.

ولم يتسن الحصول على إحصاء مستقل لعدد المشاركين في الاحتجاجات في ظل إجراءات أمنية مشددة للغاية شملت عشرات الآلاف من أفراد الشرطة. ويصل عدد الناخبين المؤهلين للتصويت في روسيا إلى 114 مليون.

ولاحظ صحفيو رويترز زيادة طفيفة في تدفق الناخبين، لا سيما الشباب، في وقت الظهيرة ببعض مراكز الاقتراع في موسكو وسان بطرسبرج ويكاترينبرج، إذ تشكلت طوابير تضم عدة مئات من الأشخاص وربما آلاف.

وقال البعض إنهم كانوا يحتجون، على الرغم من عدم وجود علامات خارجية كافية لتمييزهم عن الناخبين العاديين.

وذكرت جماعة أو.في.دي-إنفو، التي تراقب حملات القمع ضد المعارضة، أنه تم اعتقال ما لا يقل عن 74 شخصا أمس الأحد في جميع أنحاء روسيا.

وعلى مدى اليومين الماضيين، وقعت احتجاجات متفرقة إذ أشعل بعض الروس النار في أكشاك التصويت أو سكبوا صبغة خضراء في صناديق الاقتراع. ونشر معارضون بعض صور بطاقات الاقتراع التي أفسدت وعليها شعارات مسيئة لبوتين.

لكن وفاة نافالني تركت المعارضة محرومة من أقوى زعيم لها، كما أن شخصيات معارضة بارزة أخرى موجودة في الخارج، أو في السجن أو ميتة.

ويصور الغرب بوتين على أنه مستبد وقاتل. قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس الأحد إن بوتين يريد أن يحكم إلى الأبد وإن الانتخابات غير قانونية.

وتأتي الانتخابات الروسية في وقت يقول رؤساء مخابرات غربية إنه مفترق طرق بالنسبة للحرب الأوكرانية والغرب بشكل عام.

ويتداخل الدعم لأوكرانيا في السياسات الأمريكية الداخلية قبيل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر تشرين الثاني المقبل.

وعلى الرغم من أن كييف استعادت السيطرة على بعض الأراضي بعد الغزو الروسي في 2022، إلا أن القوات الروسية حققت مكاسب بعد الهجوم المضاد الأوكراني الذي لم يكلل بنجاح واضح في العام الماضي.

    المصدر :
  • رويترز