الخميس 18 رمضان 1445 ﻫ - 28 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

قص الشعر وأبواق السيارات.. طرق جديدة لاحتجاجات إيران

يواصل الإيرانيون تظاهراتهم للأسبوع الثالث على التوالي تنديدا بمقتل الشابة الكردية مهسا أميني.

فقد عمد الطلاب إلى شتى الوسائل للتعبير عن تنديدهم بقمع المتظاهرين، بعد 19 يوماً من الاحتجاجات

فمن الهتافات على أسطح البنايات، وهي الطريقة التي اعتمدها النظام نفسه قبل سنوات طويلة ضد الشاه، إلى الأغاني، وحرق صور المرشد علي خامنئي، وصولاً اليوم إلى أبواق السيارات.

إذ بدأ طلاب طهران، اليوم الثلاثاء، بالتعبير عن غضبهم عبر استخدام أبواق السيارات، بعد حملة الاعتقالات التي طالتهم، لا سيما في جامعة شريف.

“أميركا ليست العدو”

إلى ذلك، نزل العديد من الشبان والشابات إلى شوارع المدينة، مرددين هتافات ضد السلطة، وصارخين “المرأة، حياة، حرية”، و “الموت للدكتاتور” في إشارة إلى خامنئي.

كما ردد طلاب جامعة طهران، كلية العلوم الهندسية “إنهم يكذبون.. أميركا ليست العدو بل العدو هنا في الداخل”، برد مباشر على تصريحات المرشد أمس، التي اتهم فيها الولايات المتحدة وإسرائيل بالوقوف وراء ما سماه “الشغب الحاصل” في البلاد.

وفي مدينة رشت السياحية، عاصمة محافظة كيلان، والتي تعد أحد أهم المدن في الشمال الإيراني، أطلقت قوات الأمن بإطلاق النار على الحشود أثناء الاشتباكات، مما أسفر عن مقتل متظاهر واحد على الأقل، يُدعى بهنام لايغبور.

وفي جنازته هذا الأسبوع خلعت النساء حجابهن احتجاجا على ذلك، في حين أظهرت مقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي امرأة مسنة تخلع حجابها وتردد: “الموت لخامنئي”.

وأكد أحد السكان المحليين، الذي طلب الكشف عن هويته، معرفا نفسه باسم” غولناز”، أنه لم يعد يشاهد سيارات شرطة الأخلاق التي اعتاد على رؤيتها أمام ساحة البلدية في الأيام المنصرمة.

تهدئة الغضب

بالتزامن، حاول الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، اليوم، تهدئة الغضب الشعبي ضد الحكومة، في الوقت الذي امتدت فيه الاحتجاجات إلى المدارس الثانوية أيضاً. وأقر رئيسي بأن “الجمهورية الإسلامية لديها نقاط ضعف ونواقص”، لكنه شدد في الوقت عينه على “الرواية الرسمية بأن تلك الاضطرابات مؤامرة من الأعداء”، وفق وصفه.

فيما شدد رئيس هيئة الأركان، محمد باقري على أن “الأمن قادر على حماية النظام”، مرددا في الوقت كلام خامنئي ورئيسي، بشأن اتهام كل من أميركا وإسرائيل بالوقوف وراء الأحداث!

شعلة مهسا

يذكر أن أميني، التي تنحدر من مدينة سقز الكردية في شمال غربي إيران، كانت توفيت في 16 سبتمبر (2022) بعد ثلاثة أيام من اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق، ومن ثم نقلها إلى أحد المستشفيات في طهران.

وقد أشعلت وفاتها منذ ذلك الحين نار الغضب في البلاد، حول عدة قضايا، من بينها القيود المفروضة على الحريات الشخصية والقواعد الصارمة المتعلقة بملابس المرأة، فضلاً عن الأزمة المعيشية والاقتصادية التي يعاني منها الإيرانيون، ناهيك عن القواعد الصارمة التي يفرضها نظام الحكم وتركيبته السياسية بشكل عام. ولعبت النساء دورا بارزا في تلك الاحتجاجات، ولوحت محتجات بحجابهن وحرقنه.

وشكلت التظاهرات التي عمت عشرات المدن خلال الأسابيع الماضية ولا تزال، شاملة مختلف الأعراق والطبقات، الاحتجاجات الأكبر منذ تلك التي خرجت اعتراضا على أسعار الوقود في 2019، وأفيد وقتها بمقتل 1500 شخص (حسب رويترز) في حملات قمع ضد المتظاهرين.