الخميس 16 شوال 1445 ﻫ - 25 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

كورونا في سوريا.. شهادات تؤكد انتشار المرض وسط تكتُّم النظام، والذعر يصل لجنود روسيا

هل نقل الإيرانيون فيروس كورونا لسوريا؟ فحينما تنظر إلى خارطة انتشار كورونا حول العالم، تجد اللون الأحمر وقد غطى معظم دول المنطقة، باستثناء دول قليلة من بينها سوريا، رغم أنها بلد وثيق الصلة بإيران، لكن حتى مع تكتم النظام، فإن هناك شهادات عن انتشار كورونا بسوريا.

 

وتفيد هذه الشهادات بأن المرض متواجد في المناطق التي يسيطر عليها نظام بشار الأسد وأن الجنود الإيرانيين هم مصدر المرض.

هل نقل الإيرانيون فيروس كورونا لسوريا؟ الروس مذعورون منهم

تتحدث إفادات حصل عليها “عربي بوست” عن انتشار كورونا بسوريا في مدن عدة، وتزايد عدد الحالات المصابة بهذا الفيروس بين المواطنين، إضافة لجنود إيرانيين، وسط تكتُّم حكومي من قِبَل وزارة الصحة والأجهزة الأمنية السورية.

ومما يزيد من قلق السوريين هو موقف الجيش الروسي الذي دبَّ فيه الذعر من التعامل مع الجنود الإيرانيين في البلاد، وصدور أوامر حاسمة بعزل الجنود الروس عن نظرائهم الإيرانيين، بل وقيام الروس بطردهم من بعض المناطق المشتركة، بينما السوريون مضطرون للتعامل معهم.

انتشار كورونا بسوريا يتزايد.. حالات بمستشفى بدمشق، وهذا هو العدد المبدئي

وصل إلى مشفى المجتهد بالعاصمة دمشق قبل 5 أيام 3 أشخاص تتراوح أعمارهم بين الأربعين إلى خمسين عاماً بدت عليهم حالة مرضية تتمثل بارتفاع درجات الحرارة وصعوبة التنفس، حسبما قالت مصادر طبية – رفضت الكشف عن اسمها – لـ “عربي بوست”.

وبعد القيام بالإجراءات الطبية الأولية من تحاليل وصور أشعة استقصائية وتشخيصية ومراقبة وضعهما الصحي، أظهرت نتائج التحاليل أن الحالات لم تكن مصابة بفيروس الإنفلونزا الموسمية كما هي العادة، ولكن المفاجأة أنهم مصابون بفيروس كورونا المستجد “كوفيد-19”.

وسارع عدد مختص من كادر المشفى لنقلهم إلى قسم طبي خاص يخضع للرقابة الطبية والأمنية لتقديم العلاج اللازم لهم دون معرفة مصيرهم حتى الآن بسبب التشديد الأمني والرقابة الطبية من قِبَل إدارة المشفى على القسم، حسب المصادر.

ويقول أحد هذه المصادر إن المشفى جُهز مؤخراً بمختبر خاص يمتلك وسائل التشخيص والشواهد المعيارية المطلوبة لإجراء تحاليل لحالات يشتبه بإصابتها بفيروس كورونا، ويقوم بشكل يومي بتحليل عشرات العينات التي ترد إلى المشفى لحالات تشكو من ارتفاع درجات الحرارة وصعوبة التنفس للتأكد من نوعية الفيروس إذا كان فيروس إنفلونزا موسمية أو كورونا.

وأردف المصدر قائلاً إنه ومن خلال علاقاته واتصالاته بزملاء آخرين يعملون في القطاع الصحي والطبي في العاصمة دمشق علم أن عدد الإصابات بفيروس كورونا وصل مؤخراً إلى حوالي 20 مصاباً بينهم عسكريون ومدنيون يخضعون للعلاج في أقسام خاصة بذلك ضمن المشافي أو المراكز الطبية في العاصمة دمشق وسط ذات الرقابة التشديد الأمني من قِبل السلطات الأمنية السورية.

مركز طبي تحت إشراف الإيرانيين

أحد العاملين في قطاع النقل ضمن مؤسسات الحكومة السورية بدمشق قال لـ “عربي بوست”: إنه تم تجهيز مركز طبي مؤخراً يخضع بشكل مباشر للإشراف الطبي والأمني الإيراني في منطقة المزة وسط العاصمة دمشق، واستقبل خلال الأيام الأخيرة ما لا يقل عن 12 حالة مصابة بفيروس كورونا من العسكريين الإيرانيين، بينهم قادة من الحرس الثوري الإيراني بالإضافة إلى مقاتلين سوريين موالين لإيران لتلقي العلاج.

وأضاف أن أحد زملائه في نقطة الحجاز في دمشق تحدث له عن حدوث بعض حالات الإغماء في بعض المناطق بدمشق، مشيراً له إلى أنه حدث إغماء لـ3 حالات بالقرب من جراج البرامكة، وحالة أخرى على جسر الرئيس القريب من الكراج، فضلاً عن حالتين في سوق الحميدية وسط العاصمة دمشق، مرجحاً أن تكون الحالات ناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة وتم نقلهم إلى مشفى المجتهد والمواساة في العاصمة.

مسؤول طبي في أحد المشافي بمدينة اللاذقية، فضل عدم الكشف عن اسمه لضرورات أمنية، قال لـ “عربي بوست” إنه في الأيام الأخيرة وصل إلى المشفى أكثر من 40 حالة من مختلف الأعمار تشكو من ارتفاع درجات الحرارة وضيق التنفس، وبعد القيام بفحص العينات اتضح أن حالة واحدة كانت نتائج التحليل الخاصة بها سلبية بالنسبة للإنفلونزا العادية، تعود لشخص في الثلاثينيات، وبعد فحص العينة مجدداً تبين أنه مصاب بفيروس كورونا وتم نقله من قِبل ذويه إلى العاصمة دمشق لتلقي العلاج.

ولفت المسؤول الطبي إلى أنه قبل نحو 15 يوماً تقريباً توفي أربعة أطفال تتراوح أعمارهم بين 10 و12 عاماً بعد دخولهم لمشفى آخر في مدينة اللاذقية بأربعة أيام، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة وصعوبة التنفس، رغم قيام المشفى بتقديم كل الإسعافات والعلاج اللازم للأمراض المحددة بالإصابة بفيروس الإنفلونزا الموسمية، مما يبعث على الشك بأنهم توفوا نتيجة إصابتهم بفيروس كورونا، إلا أن إدارة ذلك المشفى وبتوجيه من مدير صحة اللاذقية نفت تعرضهم للإصابة بفيروس كورونا المستجد دون توضيح السبب الحقيقي الذي أدى إلى وفاتهم.

حلب تخشى الإيرانيين

أحد العاملين في الصيدليات بمدينة حلب قال لـ “عربي بوست” إنه في الآونة الأخيرة ازداد الطلب على شراء الكمامات بمختلف أنواعها من قِبل المواطنين لارتدائها أثناء خروجهم من المنزل أو خلال العمل.

وعن السبب، أجاب: بحكم تواجد عدد كبير من المقاتلين الإيرانيين في مدينة حلب ومحيطها وتجوالهم في الأسواق دفع ذلك إلى حالة من الخوف والذعر بين المواطنين السوريين وشرائهم للكمامات للحيلولة من خطر الإصابة بعدوى كورونا من أحد المقاتلين الإيرانيين الذين قدموا مؤخراً من إيران التي تحتل المرتبة الثانية في انتشار إصابة فيروس كورونا على مستوى العالم، وسط تكتم إعلامي وعجر طبي إيراني عن احتوائه ووفاة ما يقارب 200 إيراني مصاب بفيروس كورونا، مما يشير إلى أن إيران هي مصدر الخطر بانتشار هذا الفيروس في سوريا.

الخطر الأكبر في دير الزور.. لماذا؟

في الآونة الأخيرة عزف أبناء مدينة الزور بشرقي سوريا والقرى المحيطة عن الذهاب إلى المشافي الحكومية والخاصة، حسبما قال لـ “عربي بوست” سامي الحميد (اسم مستعار لناشط ميداني في دير الزور).

وأوضح أن السبب هو خوف السكان من تعرضهم لعدوى كورونا، بسبب انتشار أخبار بين أبناء دير الزور ، عن إقامة أقسام طبية تخضع لرقابة أمنية مشددة ضمن المشافي.

وأفادت تقارير بأن السبب هو وجود أقسام خاصة بعلاج المصابين بفيروس كورونا تقدم العلاج لعدد من المصابين العسكريين من ميليشيات إيرانية وعراقية الذين لم يتوصل إلى إحصائهم بشكل دقيق بسبب الرقابة الطبية والأمنية.

الحرس الثوري لا يخضع للتفتيش.. والسكان يذهبون للعلاج عند الأكراد والأتراك

وأضاف المصدر قائلاً إن مدينة دير الزور هي الممر الرئيسي للحجاج الإيرانيين وعناصر ميليشيات الحرس الثوري الإيراني والميليشيات العراقية.

وأضعف قائلاً: يمنع اعتراضهم أو تفتيشهم أو إخضاعهم للفحوصات الطبية، ما أثار ذلك الخوف لدى أهالي دير الزور والقرى المحيطة ودفعهم إلى الذهاب للمشافي في مناطق شرقي الفرات “مناطق تحت الإدارة الأمريكية وقسد التي يقودها الأكراد وأخرى تحت الإشراف التركي” لتلقي العلاج وتحمل أعبائه وتكاليفه، خوفاً من العدوى بكورونا جراء التواجد الإيراني الكبير في مدينة دير الزور.

وأشار الحميد إلى أن أكثر المناطق السورية المرشحة لانتشار خطر الإصابة بفيروس كورونا هي “دمشق وحمص ودير الزور” بسبب التواجد الإيراني المستمر في هذه المناطق، وخصوصاً العاصمة دمشق، وزيارة الحجاج الإيرانيين لمقام السيدة زينب والجامع الأموي بدمشق واختلاطهم المباشر مع السوريين في الأسواق.

أوامر روسية بالابتعاد عنهم بل وطردهم

بدورها أصدرت قيادة القوات الروسية في سوريا أوامر في اليومين الماضيين بضرورة إبعاد عناصر الميليشيات الإيرانية المتواجدة في سوريا عن أماكن تواجد المقاتلين الروس.

وبحسب مسؤول لوحدة رصد ومتابعة في فصائل المعارضة، فقد قال إنه اعترض مكالمة لا سلكية يجريها قيادي روسي مع قائد وحدة عسكرية من قواته في مناطق إدلب طالبه بضرورة إبعاد المقاتلين الإيرانيين عن أماكن تواجد عناصر القوات الروسية، خوفاً من أن يكونوا مصابين بفيروس كورونا وانتقال العدوى للمقاتلين الروس.

وسارع الأخير إلى إجبار الميليشيات الإيرانية والميليشيات السورية المرتبطة بها على الخروج من مدينة خان شيخون ومعرة النعمان وسراقب بريف إدلب.

اللبنانيون يمنعون حافلة سورية

وقال أحد سائقي حافلات النقل البري من سوريا إلى لبنان إن فريقاً طبياً في معبر القاع اللبناني، قبل حوالي أسبوع، اشتبه بإصابة فتاة آتية من سوريا بفيروس كورونا على متن حافلة أخرى تنقل 30 راكباً، ما أدى إلى إعادة الحافلة إلى الأراضي السورية بعد طلب الأمن الحدودي اللبناني ذلك.

وأضاف أن بلدية القاع اللبنانية قامت حينها على الفور بتعقيم كامل معبر القاع الحدودي اللبناني، ونصبت حواجز أمنية وطبية على مدخل بلدة القاع القريبة من المعبر وقامت بحملة تعقيم دقيقة لجميع السيارات القادمة من سوريا.

وأعلن الاتحاد السوري لكرة القدم، في بيان له، عن تأجيل النشاط الكروي لكافة البطولات المحلية بكل الفئات اعتباراً من 10 مارس /آذار الحالي وحتى 15 أبريل/ نيسان المقبل، وذلك تخوفاً من تفشِّي فيروس كورونا المستجد.

وأشار البيان إلى أن توقيف النشاط جاء “تماشياً مع توصيات الاتحادين الدولي والآسيوي لكرة القدم المتضمنة تأجيل النشاطات والفعاليات الكروية خلال الفترة الحالية بسبب اعتبارات الصحة والسلامة العامة”.

وكان الاتحاد السوري لكرة السلة أعلن أيضاً عن إيقاف وتأجيل كل أنشطته لذات السبب بتوصيات من الاتحادين الدولي والآسيوي للعبة.