السبت 10 ذو القعدة 1445 ﻫ - 18 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

"كورونا" يفضح مالك الشركة التي تساوي تريليون دولار.. رجاء تبرعوا لموظفي شركتي!

أسقطت جائحة كورونا التي تكتسح العالم من أقصاه على أقصاها، كثيرا من أوراق التوت التي كانت تتغطى بها دول وحكومات وشخصيات، لم يكن الإعلام يتوانى عن الترويج لـ”عظمتها” وقوتها وشهرتها.

 

ومن آخر الشخصيات التي وضعها ” كورونا” على المحك، “جيف بيزوس” الرجل الأغنى على سطح الكوكب بأكلمه، مع ثروة تناهز 115 مليار دولار، وتنمو كل دقيقة بشكل مثير، لا بل إن “كورونا” وللمفارقة قد سرع نمو هذه الثروة بشكل غير مسبوق، حيث أصبح موقع “أمازون” المملوك لـ”بيزوس” مسيطرا على حصة أكبر من سوق المبيعات العالمي، بعد أن صار معظم سكان الأرض حبيسي بيوتهم، وبات التسوق عبر الإنترنت خيارهم المفضل لتجنب الخروج والاحتكاك بالناس.

ففي تصرف أثار صدمة وحنق شريحة واسعة ممن اطلعوا عليه، دعا “بيزوس” الناس للتبرع في صندوق أنشأه من أجل مساعدة موظفيه (الذين يعدون بمئات الآلاف)، خلال أزمة “كورونا” الطاحنة، حيث تكدح هذه الحشود الكبيرة من الموظفين، لتأمين قائمة هائلة ومتصاعدة من الطلبات التي تنهال على “أمازون”، وهو ما أحال ظروف العمل إلى ما يشبه الجحيم نتيجة الضغوط الكبيرة.

ورغم أن “بيزوس” ضخ في الصندوق الإغاثي الذي أنشأه مبلغ 25 مليون دولار (تشكل مبلغا تافها للغاية، نسبته 0.0217% من إجمالي ثروة الرجل)، فإن دعوته للناس للتبرع وضخ المزيد من الأموال في صندوق سيذهب في النهاية لصالح شركته العملاقة.. هذه الدعوة لاقت عاصفة انتقاد وسخرية واسعة، حيث يفترض بالشخص الذي يتربع على قائمة أثرى أثرياء العالم أن يمد يد العون للناس في هذه الظروف الحرجة، لا أن يطلب العون منهم، وكأنه بات بلا مصدر دخل أو وظيفة تقيه شر التسول، كما هي حال مئات الآلاف ممن أودى “كورونا” بمصادر دخلهم وأعمالهم وتركهم نهبا للفقر.

محاولة “بيزوس” للتلاعب على الألفاظ والقول بأنه لا يطلب من أي شخص أن يضخ المال في “صندوقه الإغاثي”، بل يترك الأمر اختياريا.. هذه المحاولة لم تنقذ الرجل الأسطورة في ثرائه المالي من مواجهة موجة غضب ساحقة، لاسيما أن عباراته الزافة انكشفت حقيقتها سريعا، بعدما قامت “أمازون” بإرسال دعوات صريحة في شكل رسائل نصية للناس في الولايات المتحدة، تحثهم فيها على التبرع للصندوق.

ثروة “بيزوس” الشخصية والبالغة نحو 115 مليار دولار، ليست هي كل ما يملكه الرجل، بل إنه يملك ما هو أكبر بعشرة أضعاف، متمثلا في القيمة السوقية لشركة “امازون” التي تتخطى تريليون دولار (ألف مليار دولار)، وهو مبلغ يشكل ثلث الناتج القومي لدولة صناعية عظمى مثل ألمانيا.