الجمعة 10 شوال 1445 ﻫ - 19 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

للسيطرة على ماريوبول.. "كماشة" روسية لمحاصرة القوات الأوكرانية

قالت صحيفة ”التايمز“ البريطانية إن هناك إجماعًا من قبل المحللين العسكريين على أن الجيش الروسي سيحاول ”إنهاء المعركة“ في مدينة ماريوبول الساحلية قبل اللجوء إلى تكتيك ”الكماشة“، لمحاصرة القوات الأوكرانية حول منطقة دونباس الشرقية، وهي المرحلة الثالثة من العملية العسكرية لروسيا في أوكرانيا.

وقالت الصحيفة إن مثل هذه الخطوة _التي تشكل مصدر قلق كبير للمسؤولين الغربيين_ ستشهد تقدم القوات الروسية شمالًا على طول نهر دنيبر، وهو طريق نقل رئيس للقوات الأوكرانية يمر عبر قلب البلاد.

واعتبرت أن نجاح القوات الروسية في محاصرة القوات الأوكرانية في الشرق ومنعها من التراجع غربًا، قد يؤدي إلى قلب الموازين في معركة دونباس، التي تتكون من مناطق جنوب شرق دونيتسك ولوهانسك.

ورأت الصحيفة أن إعلان موسكو الأسبوع الماضي أنها ستقلص طموحاتها العسكرية في أوكرانيا للتركيز على القتال من أجل السيطرة على الشرق، يُعد اعترافًا واضحًا بأن الهجوم على جبهات متعددة لم يعد ممكنًا، مشيرة إلى أنه مع ذلك، فإن الحرب قد لا تنتهي عند هذا الحد ”لأن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لا يزال لديه طموحات لاقتحام العاصمة الأوكرانية، كييف“.

وفي هذا الشأن، نقلت الصحيفة عن جاك واتلينغ، الباحث في الحرب البرية في معهد ”رويال يونايتد“ البريطاني للخدمات البحثية، قوله إن ”الروس أدركوا أن لديهم الموارد لإعادة إمداد منطقة قتال واحدة فقط. يمكنهم فقط الحفاظ على محور واحد بشكل فعال في كل مرة عندما يتعلق الأمر بالعمليات الهجومية. وبمجرد أن ينتهوا من ماريوبول سيختارون محورًا مختلفًا“.

وأضاف واتلينغ، أنه في أثناء قيام القوات الروسية بذلك (التركيز على جبهة واحدة)، ستستمر أيضًا في القتال دفاعيًّا في مناطق أخرى؛ حتى لا يتم طردها من الأماكن التي استولت عليها بالفعل، مثل: خيرسون، أول مدينة رئيسة تم غزوها في الجنوب.

وتابع ”تحاول القوات الروسية بالفعل تطويق دونباس من اتجاهين، وتتحرك جنوبًا بعد خاركيف، ثاني أكبر مدن أوكرانيا، وشمالًا من شبه جزيرة القرم التي تم ضمها. وفي الوقت الحالي كان الجهد الروسي الرئيس في الجنوب، حيث يحاولون إنهاء معركة ماريوبول“.

وأشارت الصحيفة، إلى أنه ”في حال نجحت القوات الروسية في السيطرة على ماريوبول، فسيكون لديها خط إمداد من روستوف، وهي مدينة ساحلية في جنوب روسيا، مباشرة إلى جنوب أوكرانيا، وهي خطوة من شأنها تعزيز قوة الجيش الروسي بشكل كبير“.

ونقلت عن محللين أن ”الروس سيواجهون بعد ذلك خيارًا؛ إذ يمكنهم إما نقل القوات التي كانت تهاجم ماريوبول إلى دونباس، وإما دفع ذخيرة المدفعية والإمدادات إلى خاركيف لإكمال الحصار وإجراء عملية مماثلة هناك كما فعلوا في ماريوبول، مشيرين إلى أن هذا سيسمح لتلك القوات بإعادة تجميع صفوفها بشكل أوسع“.

وأضافت الصحيفة ”وفي الخيار الثاني، بعد الاستيلاء على خاركيف، يمكن للروس مواصلة مهمتهم للقضاء على عملية القوات المشتركة الأوكرانية (JFO) – المنهكة بالفعل – في دونباس، والتي تم نشرها منذ عام 2014“.